تنظم وزارة الصحة، إلى 15 أبريل 2018، النسخة الثامنة من "الأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية"، تحت شعار "الرضاعة الطبيعية حماية فعالة للأمّ والطفل من أمراض السكري والسمنة". وجاء في بلاغ نشرته وزارة الصحة أن اختيار هذا الموضوع يهدف إلى تسلِيط الضوء على دور الرضاعة الطبيعية في حماية كل من الأم والطفل من السمنة وداء السكري (السكري من النوع الثاني). ويروم الاحتفال بهذا الأسبوع تعبئة مهنيي الصحة العاملين في المؤسسات الصحية لتشجيع الرضاعة الطبيعية، من أجل المساهمة في تحسين تغذية الرضع والتقليص من وفيات الأطفال. وحسب منظمة الصحة العالمية فإن 40% من الرضع فقط عالميا يستفيدون من الرضاعة الطبيعية المُطْلَقة في الشهور الستة الأولى. والرضاعة الطبيعية إذا ما أصبحت ممارسة كونية، فإنه بذلك سيتم إنقاذ حياة حوالي 800 ألف طفل عالميًّا كل سنة. وفي المغرب، كشفت نتائج البحث الوطني حول الساكنة والصحة الأسرية لسنة 2011 كون 27.8٪ فقط من الرضع يستفيدون من الرضاعة الطبيعية المُطْلَقة؛ دون تناول أي غذاء آخر عدا حليب الأم، خلال الأشهر الستة الأولى؛ بينما يستفيد 26 ٪ فقط من الرضع من الإرضاع المبكر في نصف الساعة الأولى التي تلي الولادة. وأكدت مجموعة من الدراسات، ومن بينها دراسة أمريكية، نشرتها الجريدة العلمية الخاصة ب"الجمعية الطبية الأمريكية"، أن الرضاعة الطبيعية تقلل من فرص إصابة الأم بسرطان الثدي والمبيضين، إضافة إلى حماية كل من الطفل وأمه من السمنة وداء السكري من النوع الثاني؛ غير المعتمد على الأنسولين. وحسب الدراسة ذاتها فإن الأمر عائد إلى الهرمونات التي تفرز خلال الرضاعة، والتي تلعب دورا حمائيا. ويمثل الأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية مناسبة لتنظيم حملات تحسيسية وتوعوية لفائدة مهنيي الصحة في كل من القطاعين العام والخاص. وتندرج ضمن هذا الأسبوع مجموعة من الأنشطة في مدن مختلفة، من بينها الرباط، وسلا، والخميسات، تتنوع بين أيام تحسيسية توعوية، وندوات علمية، وطاولات مستديرة... بشراكة مع كل من مجلس المدينة، وكليات الطب، وكليات العلوم، وجمعيات المجتمع المدني. وتعد الجمعية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب واحدة من بين الجمعيات المنخرطة في تنزيل برنامج هذا الأسبوع، وهي جمعية تهدف إلى تكوين وتطوير قدرات طلبة الطب ليكونوا فاعلين في المجتمع. وصرح سعد وقاص، طالب بالسنة الرابعة بكلية الطب والصيدلة بالرباط، والمسؤول عن تنزيل المشروع داخل الجمعية، لهسبريس، بأن فكرة الانخراط في هذه التظاهرة جاءت بعد أن لاحظ الطلبة خلال اشتغالهم داخل مصالح الولادة بالمستشفيات أن عددا كبيرا من الأمهات لا يرضعن أبناءهن؛ ما يفيد بأن إحدى العادات التي دأبت عليها الأمهات في الماضي بدأت في الاندثار. ويضيف المتحدث أن انخراط الجمعية في هذا الأسبوع شمل إنتاج الطلبة ل"فيديو" تحسيسي بأهمية الرضاعة الطبيعية، وتنظيم جولات يومية في عدة مراكز صحية لتوعية الأمهات بضرورة الإرضاع الطبيعي، إضافة إلى مشاركتهم في تأطير ندوة علمية حول الموضوع. *صحافية متدربة