قام العشرات من سكان منطقة الفايجة بإقليم زاكورة، منذ يومين، بمسيرة احتجاجية نحو مقر عمالة إقليم طاطا، للمطالبة برفع ما سموه ب"الحيف" الذي لحقهم بسبب إصرار مسؤولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والسلطات الإقليمية بزاكورة على إنجاز أثقاب مائية استكشافية وسط أراضيهم الفلاحية، لتزويد ساكنة مركز مدينة زاكورة بالماء الصالح للشرب بدون وجه حق، وفق تعبيرهم. السكان الغاضبون أكدوا أن اتخاذ قرار تنظيم هذه المسيرة جاء بعد تنظيم وقفات احتجاجية في وقت سابق نددوا فيها بما وصفوه ب"التصرفات اللامسؤولة والخطيرة التي أقدم عليها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بزاكورة، من خلال محاولته استغلال ثقبين مائيين بالمنطقة ذاتها من أجل تزويد السكان بالماء الصالح للشرب دون مراعاة حاجيات سكان الفايجة الذين سيتضررون من هذا الإجراء"، وفق تعبير المحتجين. الشعارات الاحتجاجية التي رفعها المحتجون الغاضبون طالبت برفع التهميش عن المنطقة سالفة الذكر التي تشهد مشاكل كبيرة في بنيتها التحتية، والتراجع عن قرار إنجاز اثقاب مائية بالمنطقة لحماية أراضيهم الفلاحية من شبح العطش. سعيد ازوار، أحد المشاركين في الاحتجاج، شدّد على أن المسيرة هي تصعيد أوليّ لاحتجاجات مقبلة إن لم يقم المسؤولون بحوار جاد ومسؤول مع السكان، وفق تعبيره. المسيرة الاحتجاجية المتجهة نحو مقر عمالة إقليم طاطا، للفت انتباه السلطات الإقليمية بزاكورة وولاية جهة درعة تافيلالت، تعرضت على مشارف منطقة فم زكيد لحصار القوات العمومية والسلطات المحلية، لمنعها عن مواصلة تقدمها نحو مدينة طاطا، في انتظار أن تفتح المصالح المختصة الحوار مع السكان المحتجين. علي امدياز، فاعل جمعوي ومشارك في المسيرة، أوضح أن سكان الفايجة المحتجين قرروا مواصلة المسيرة نحو مقر عمالة طاطا وبعدها إلى الرباط، لإيصال المعاناة التي يعيشونها إلى أصحاب القرار. وأكد الفاعل الجمعوي أن "إصرار مسؤولي الماء والسلطات الإقليمية على إنجاز أثقاب مائية وسط أراضينا الفلاحية دفعنا إلى الرحيل وترك المنطقة لهم ليفعلوا بها ما يشاؤون"، وفق تعبيره. وشدد المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن إنجاز أثقاب مائية بمنطقة الفايجة دليل على رغبة مسؤولي الإقليم في تعميم العطش على جميع المناطق، وليس القضاء عليه، مستدركا أن المنطقة أصبحت في السنوات الأخيرة تعاني من ندرة الماء ولا تتحمل إنجاز أثقاب مائية أخرى، وفق تعبيره. من جهته، قال عمر الكسيوي، رئيس جمعية تنمية حياة الرحل بزاكورة، في تصريح لهسبريس، إن "إنجاز أثقاب مائية وسط الأراضي الفلاحية للساكنة المحلية سيؤثر بشكل كبير على الآبار المجاورة خصوصا وعلى الفلاحة بشكل عام". وأضاف الكسيوي أن "الساكنة تطالب المكتب الوطني المذكور بوقف هذه الأشغال، إلى حين إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف"، مطالبا "الوزارة الوصية على قطاع الماء بالتدخل من أجل فتح حوار مع المحتجين قبل فوات الأوان". وحاولت هسبريس، أكثر من مرة، الاتصال بالمدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، من أجل نيل تعليقه في الموضوع؛ إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.