لليوم التاسع والعشرين، تعيش مدينة الريش، الواقعة بإقليم ميدلت، بدون لحوم حمراء، بعد قرار الإضراب المتخذ من قبل الجزارين بالمدينة ذاتها، احتجاجا على ما سموه ب"الوضع الكارثي للمجزرة" و"الزيادة في تكاليف رسوم الذبح واستغلال فضاء المجزرة"، بتعبير إدريس السوسي، فاعل جمعوي بالمدينة. وشاركت جميع المحلات المخصصة لتجارة اللحوم الحمراء في الشكل الاحتجاجي المنظم منذ 29 يوما، حيث لا أثر للحوم الحمراء بالمدينة، باستثناء بائعي اللحوم البيضاء المتمثلة أساسا في الديك الرومي، نتيجة استمرار جزاري المدينة في الإضراب عن العمل، من أجل المطالبة بإصلاح بتجهيز المجزرة "العصرية" والتراجع عن الزيادة التي قررها المجلس الجماعي للريش في رسوم الذبح والسلخ. محمد الماموني، أحد هؤلاء الجزارين المضربين عن العمل، أوضح أن "المهنيين في القطاع التأموا منذ أسابيع، ونظرا لغياب أي بوادر لإصلاح المجزرة أو الحصول على وعود جادة، قرر المعنيون بالأمر الدخول في إضرابهم عن العمل إلى غاية الحصول على ضمانات ملموسة، يتم بموجبها تحسين أوضاع العمل داخل المجزرة المتهالكة"، وفق تعبيره. من الأسباب الرئيسية التي دفعت الجزارين بالريش إلى خوض هذا الإضراب، يقول إدريس السوسي، فاعل جمعوي، "هو تهيئة المذبح البلدي المتهالك والذي تنعدم فيه شروط السلامة الصحية للذبح والسلخ"، موضحا أن "هذه الاحتجاجات تأتي بعد جلسات واجتماعات ماراطونية بين الجزارين والمجلس الجماعي والسلطة المحلية أواسط سنة 2016 تمخض عنها صياغة محضر اجتماع موقع بين أطراف الحوار تلتزم فيه الجماعة الترابية للريش ممثلة في رئيسها على تهيئة المذبح البلدي في أقرب الآجال". وزاد المتحدث في تصريح لهسبريس: "وبعد أكثر من عام ونصف العام على الاجتماع المذكور، لم يلتزم المجلس الجماعي بوعوده؛ بل إنه قرّر مؤخرا فرض ضرائب إضافية لعموم الجزارين، علما أن الخدمات التي تقدمها الجماعة لا ترقى إلى تطلعات الجزارين، من بينها وسيلة نقل اللحوم لأن أغلب الجزارين لا يصله اللحم حتى منتصف النهار في بعض الحالات". بدوره، أكد مصطفى بوحيدى، أمين الجزارين بمدينة الريش، أن الزيادة المقررة في رسوم "الباطوار" تعد المشكل الأساسي الذي دفع بالجزارين إلى خوض هذا الشكل الاحتجاجي، مشددا على "أن الجزارين وضعوا شرط سحب هذه الزيادة مقابل استئناف العمل"، مشيرا إلى أن "الزيادة لا تناسب الخدمات التي تقدمها المجزرة الحالية"، وفق تعبيره. وأضاف ممثل الجزارين، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الالكترونية، "أن المجزرة الحالية أيضا تعدّ من بين المشاكل التي دفعت الجزارين للاحتجاج، نظرا إلى كونها تفتقر إلى شروط السلامة الصحية، فضلا عن كونها تفتقر إلى التجهيزات الضرورية"، مستطردا أن "الجماعة تقول إنها عصرية لكن الجزارين يقولون العكس"، ملتمسا من مسؤولي الجماعة والسلطات الإقليمية الإسراع في تجهيز المجزرة ورفع الرسوم الإضافية، من أجل استئناف العمل وتزويد الساكنة باللحوم الحمراء. في المقابل، أجرت جريدة هسبريس، منذ أمس الخميس، اتصالات بأحمد العزوزي، رئيس المجلس الجماعي للريش، من أجل أخذ رأيه في الموضوع؛ غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.