كشف الكاتب المغربي رشيد أيلال، صاحب كتاب "صحيح البخاري..نهاية أسطورة"، أنه يتعرض ل"تهديدات متواصلة من قبل مواطنين وسلفيين بالعقاب والقتل؛ وهو ما يبدو أن الدولة تسير في منحاه أيضا"، مسجلا أنه "لن يستغرب في حال تم اعتقاله ومحاكمته بتهمة ازدراء الأديان في الأيام القليلة المقبلة". وبعد الحكم الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بمراكش بخصوص مصادرة "صحيح البخاري..نهاية أسطورة" من مكتبات المدينة الحمراء، تفاجأ أيلال ب"الهجوم على المطبعة المكلفة بإعداد الكتاب في مدينة سلا، وتهديد صاحبها، وإرغامه على توقيع تعهد بعدم تسليم نسخ من الكتاب لأي كان، حتى تخرج المحكمة بقرارها؛ ما يوضح نية السلطات رفع دعوى قضائية"، حسب إفاداته. وأَضاف أيلال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "السلطات باشرت بحثها في جميع مطابع المملكة، حتى توصلت إلى المطبعة المكلفة، وحجزت 270 نسخة جاهزة، و500 نسخة أخرى في لمساتها النهائية، مع طرح أسئلة بوليسية على صاحب المطبعة، من قبيل: شكون كيجي مع أيلال؟ رقم بطاقته الوطنية؟ لماذا تطبع له؟ وهل تعلم أن الكتاب ضد الدين؟". وأشار المتحدث إلى أن "ما يقارب 12 من رجال السلطة تتقدمهم قائدة نَقَلوا صاحب المطبعة على الفور بعد استجوابات دامت 5 ساعات صوب أقرب مقاطعة من أجل توقيع التزامات بعدم تسليم النسخ؛ وهو ما دفعه إلى الاتصال به باكيا من أجل إعفائه وتجنب المشاكل"، على حد تعبيره. وأبدى أيلال استغرابه من "حجم المضايقات التي يتعرض لها بشكل غريب"، موردا أنه كان يعتقد أن "عملية المنع والمصادرة ستهم فقط مكتبات مراكش؛ لكن الأمر انتقل الآن إلى مدن أخرى، رغم أن الكتاب موضوع المصادرة يحمل دعوات إلى إعمال العقل ومقارعة الحجة بمثلها، بعيدا عن العنف والتجريح". وأكد الكاتب المغربي أنه "سيجتمع بمحاميه من أجل تدارس وضعيته القانونية، للدفاع عن حقه في التعبير والتفكير؛ لأن ما يقع معه لا ينسجم مع توجهات الدولة، التي تعطي صورة سلبية عن نفسها، خصوصا أنه كان ضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب بتونس، بدعوة رسمية من الدولة التونسية". تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الابتدائية بمراكش أصدرت، الشهر الماضي، قرارا يقضي بمنع بيع كتاب "صحيح البخاري..نهاية أسطورة" لكاتبه رشيد أيلال، بسبب ما أسمته مساسه بالأمن الروحي للمواطنين ومخالفة الثوابت الدينية المتفق عليها، بناء على طلب من لدن والي جهة مراكش تانسيفت.