تناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي فيديو طريفا، يداعب فيه رئيس الحكومة السابق، عبدالإله بنكيران، كرة القدم، في جلسة مع الأصدقاء، مبتعدا عن عالم السياسة والتدافع، الذي دشنه طيلة ولايته الحكومية، ويواصله كلما سنحت له فرصة إعلان التمرد على الخط الذي رسمه الأمين العام الجديد سعد الدين العثماني. وظهر بنكيران، في شريط الفيديو الذي نقلته ابنته سمية بنكيران، يلعب في حديقة خلفية لمنزل، مع علامات انشراح بادية على ملامحه، ووسط هتافات أفراد عائلته الذين يشجعونه. ويأتي هذا الفيديو، حسب العديد من المعلقين في "الفايسبوك"، ليزكي عزلة الرجل، الذي يبدو أنه أحيل على فترة تقاعد سياسي غير معلن، ابتعد فيها عن الأضواء، خصوصا بعد حديثه في خرجات إعلامية سابقة عن تخلي جميع قياديي العدالة والتنمية عنه، باستثناء الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى الخلفي، ورئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، إدريس الأزمي الإدريسي. ويعود آخر بروز سياسي للقيادي الإسلامي إلى المؤتمر السادس لشبيبة حزب العدالة والتنمية، حين وجه سهاما حادة إلى رئيس التجمعيين عزيز أخنوش، والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، منتقدا ما أسماه زواج "المال والسلطة"، وبعض الخرجات التي تقول إن حزب التجمع الوطني للأحرار سيفوز بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة. خرجة إعلامية جعلت بنكيران تحت وطأة العزل الداخلي، بعد أن كادت كلمته، التي لم تتجاوز ساعة من الزمن، تعدم حكومة العثماني، فتم بعدها منعه من تأطير الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات الحزبية، لتقتصر على أعضاء الأمانة العامة، وتؤكد رغبة قيادات "البيجيدي" في عزل بنكيران عن الميكروفون. عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أكد أن الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية من بين الشخصيات، التي يختلط لديها السياسي بالفطري، وأنه يصعب الجزم بتفرغه للحياة الشخصية فقط، مشيرا إلى أن السياسة لدى بنكيران طقس يومي وغير مرتبطة بوضعية معينة. وأوضح العلام، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن بنكيران قد يصيبه الملل، وقد يجمد أنشطته، لكن من الصعب أن ينسحب بشكل نهائي، نظرا لفطرته السياسية، مضيفا أنه يمكن قياس حالته على عبد الرحمان اليوسفي، الذي غادر صوب كان الفرنسية، ثم عاد بعد ذلك وسير حكومة، وصام عن الكلام إثر نهاية التناوب، ثم عاد في الآونة الأخيرة ليوقع مذكراته السياسية. وأوضح العلام أن بنكيران يبتغي تحقيق راحة ذاتية، عبر إرساله رسائل نفسية كي يبين لخصومه في المشهد السياسي أنه لا يعيش أي وضع متأزم، خصوصا بعد سجالاته الدائمة مع أفراد داخل حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح. *صحافي متدرب