بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة زاكورة في الشهور الماضية، بسبب ندرة الماء الصالح للشرب، والتي على إثرها اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والقوات العمومية، أدت إلى اعتقال العشرات من المحتجين عدد منهم قاصرين، ما زالت ساكنة مجموعة من المناطق القريبة من مركز زاكورة تطالب الجهات المسؤولة بضرورة تزويدها بالماء الصالح للشرب والكهرباء. دوار اروي بجماعة بني زولي من بين هذه المناطق التي ما زالت ساكنتها تعاني مشاكل عديدة، بسبب عدم ربطها بالماء الصالح للشرب والكهرباء؛ وهو ما يجعلها تعاني أزمة العطش الحادة خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى غياب أبسط شروط الحياة الكريمة نتيجة الأوضاع المزرية والظروف الصعبة التي تعيشها في ظل العزلة المفروضة عليها، من قبل القائمين على تدبير شؤون الجماعة الترابية، بتعبير الساكنة. ميمون آيت سعدان، متحدث باسم جمعية تيمات للتنمية والتعاون، قال إن الساكنة عبرت أكثر من مرة عن تذمرها من حرمانها من شبكة الماء الصالح للشرب، مؤكدا أن شبح العطش يقض مضاجع السكان كلما اقترب فصل الصيف، حيث تجف الآبار ويتغير لون وطعم الماء؛ وهو ما يهدد حياتهم وحياة صغارهم، واصفا تلك الوضعية بالمقلقة والخطيرة. وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الساكنة تعاني من مجموعة من المشاكل منذ سنوات، أهمها حرمانها من الاستفادة من الكهرباء والماء في منازلها"، مشددا على "أن الساكنة ستضطر في حالة عدم الاستجابة لمطالبها الأساسية والعاجلة إلى التصعيد خلال الأسبوع المقبل"، مستدركا أن "المسؤولين بزاكورة يتعاملون مع الساكنة باللامبالاة والصمت حتى تنفجر الأوضاع مرة أخرى". وفي ظل عدم ربط حوالي 18 منزلا بالدوار المذكور بالماء والكهرباء، "تضطر الساكنة إلى قطع مسافة طويلة بحثا عن الماء الذي لا يمكن لأي مخلوق فوق الأرض أن يعيش بدونه"، تقول عائشة أوحدو من نساء المنطقة، مضيفة أن "ساكنة دوار اروي في أمس الحاجة إلى الماء الصالح للشرب والتدخل لفك عزلتها في شتى المجالات". وطالبت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، مسؤولي الجماعة الترابية وعامل إقليم زاكورة بالنيابة وجميع المتدخلين بضرورة تدارك هذا الإشكال قبل حلول فصل الصيف، حيث تشهد المنطقة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، وزادت: "الساكنة تنتظر أن يجد المسؤولون حلا لذلك المشروع المخصص لتزويدها بالماء الصالح للشرب الذي انطلقت به الأشغال منذ سنة 2013 ولم تكتمل بعد"، مؤكدة "أن سوء التدبير وغياب حسن النية لدى المسؤولين المحليين لإتمام المشروع هو العائق الأكبر أمام استفادتنا من هذه المادة الحيوية"، وفق تعبيره. حميد زهواني، فاعل حقوقي بزاكورة، أكد أن عدم تزويد ساكنة بعض المناطق بالماء الشروب، على مستوى مناطق عدة بإقليم زاكورة، سيخرجها إلى الشارع للمطالبة باسط حقوقهم، موضحا أن المنطقة لم تستفيق من الوضع المتأزم الذي مرت به خلال الأشهر الماضية بسبب المشكل نفسه، مسترسلا بالقول: "يجب على الدولة أن تضاعف جهودها لتدارك الأمر وتزويد السكان بالماء قبل فوات الأوان"، بتعبيره. من جهته، أوضح عبد الرحمان الماكيري، رئيس جماعة بني زولي، أن دوار اروي تم تزويده بالماء الشروب، في إطار الشطر الأول من مشروع أنجزته العمالة من خلال ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ غير أن بعض المنازل المتفرقة لم يصلهم الماء، لأسباب تقنية، مشيرا إلى أن الجماعة قامت بمراسلة العاملة باعتبارها هي التي أنجزت المشروع الأول قصد تزويد المنازل المتبقية بهذه المادة الحيوية. وأضاف المسؤول الجماعي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن الجماعة قامت بإعداد دراسة جديدة خاصة بتلك المنازل التي لم تتمكن من الاستفادة بعد من الماء الشروب، مؤكدا "أن الجماعة ستقوم ببرمجة مشروع ربط ما تبقى من المنازل بالماء الصالح للشرب، في إطار الشطر الثاني الذي يتم البحث عن تمويله لدى الجهة والعمالة والمجلس الإقليمي".