رغم حديث عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، عما كان يعتبرها تماسيح وعفاريت واجهت تدبيره للشأن العام ووقفت في طريق إصلاحاته، إلا أن خلفه سعد الدين العُثماني اختار أن يعترف بوجود مقاومة تعرض لها الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي الذي كان يطلق عليها "جيوب المقاومة". وخلال افتتاحه للمؤتمر الجهوي لحزبه بمدينة الرباط، اليوم الأحد، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: "لا خوف على الحزب من وحدته ونضاليته إذا كنّا نحس بالمسؤولية وبالوطنية العالية"، مشيرا إلى "وجود العديد من العراقيل في الطريق، وكذلك الهجمات المتكررة". وفي هذا الصدد، قفز العُثماني على العقبات التي غالبا ما أعلن بنكيران مواجهته لها، بالقول: "سي عبد الرحمان اليوسفي عندما أصبح وزيرا أولا تعرض للكثير من الهجومات من طرف أصحابه وغيرهم بسبب مواقفه"، مضيفا: "من الطبيعي أن تكون في الطريق هجومات، وهذا لن يثنينا عن مواصلة طريق الإصلاح". وعاد العُثماني إلى المؤتمر الأخير لحزبه الذي أوصله إلى أمانته العامة ليؤكد وجود "العديد من الإشكالات التي واجهت أعضاء الحزب"، معتبرا أن "أهم شيء هو وحدة الحزب لأن أكبر فخ يمكن أن تسقط فيه الأحزاب هو الانشقاق، وهذا الأمر يتطلب وعيا ويقظة وقدرة على التوافق". وقال العُثماني مخاطبا أعضاء حزبه: "إذا وجدت اثنين مجتمعين، فاعلم أن أحدهما صابر لأنه يستحيل أن نطبق جميع وجهات النظر، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالقرارات الديمقراطية"، مسجلا أن "بقاءنا مجتمعين هو قوة للحزب، لكون خصوم الحزب يحلمون بانشقاقه ويتمنون ذلك، وعلينا إفشال هذه الأماني والمتمنيات". وشدد العُثماني على أن "سمة التخلف هي التفرقة كأننا عاجزون عن التوافق بنضال مشترك في سبيل الأعمال الكبرى"، وأضاف موجها كلامه لمناضلي حزب: "إذا اخترنا أي مسؤول علينا أن نساعده لا أن نضع له العراقيل، لأننا في الحزب من نختار من يتحمل المسؤولية ولا أحدنا يتقدم لها، ولكن إذا اتضح لكم أن نغير المسطرة، فلا مشكلة لدي على أساس تقديم البرامج مثلما يفعل بعض الأحزاب". وأورد رئيس الحكومة في هذا الصدد أن "وزراء الحزب لم يختاروا أنفسهم للحكومة بل اختارهم المجلس الوطني، باستثناء عمداء المدن الكبرى التي اعتبرت أنه لا يمكن أن يكونوا وزراء بسبب تعدد المسؤولية"، موضحا أن "الزهد في المسؤولية هو ألاّ تقوم بالمؤامرة والمناورة لتحمل إليها، لكن في المقابل لا يجب أن نتهرب منها".