فقد سكان زنقة "الضمير الكبير"، الواقعة بمنطقة آنفا بالدارالبيضاء، الأمل كليا في إمكانية الحصول على الراحة والسكينة بسبب إصرار صاحب مطعم وحانة على تحويل لياليهم إلى جحيم لا يطاق بسبب صوت الموسيقى المرتفعة وقهقهات الزبناء وضجيجهم، سواء داخل الحانة أو خارجها، حيث يستمر هذا الضجيج من الساعة الثامنة من مساء كل يوم إلى ساعة متأخرة من الليل. وتضاعف شعور سكان الحي ب"الحكرة" بعدما لاحظوا تخلي مسؤولي عمالة آنفا وولاية جهة الدارالبيضاءسطات وأمن منطقة آنفا عن واجبهم في حمايتهم من المضايقات المستمرة لصاحب الحانة، رغم عشرات الشكايات التي تلقتها مصالح هذه المؤسسات بشأن هذا المشكل، الذي تفاقم في الأيام الثلاثة الأخيرة، إثر وقفة احتجاجية نظموها ليلة الأربعاء 21 مارس الجاري. وقد نزل سكان زنقة "الضمير الكبير" إلى الشارع بالقرب من الحانة المثيرة للجدل، للتعبير عن تذمرهم من الضوضاء وأصوات الموسيقى الصاخبة، التي تسمع على بعد 150 مترا من المحل، مسببة ضررا فادحا للسكان، الذين حرموا سنوات من حقهم في الهدوء ليلا. أم كلثوم التدلاوي، القاطنة بهذا الحي، أوضحت أنها تشعر بالندم على اليوم الذي قررت فيه الاستقرار في العمارة الموجودة فوق هذه الحانة، التي تستقطب زبناء من كافة الألوان والجنسيات، لا يلتزمون بالهدوء، سواء داخل الحانة أو خارجها، لدرجة أن السكان يشعرون كما لو أن هؤلاء الزبناء يقاسمونهم شققهم، تقول أم كلثوم، مضيفة في تصريح مصور لهسبريس، أن سكان المنطقة تقدموا بشكايات متعددة دون جدوى، بالرغم من أن السلطات سبق لها أن قررت إغلاق هذا المحل بسبب عدم التزامه بشروط حسن الجوار، قبل أن يتم فتحه من جديد. زينة القادري، وتقطن هي الأخرى بالحي ذاته، قالت بدورها إن هذه الحانة حولت حياتهم إلى جحيم بسبب إصرار صاحبها على استفزاز السكان وإزعاجهم بشكل واضح، وهو ما أكدته ساكنة أخرى تدعى ياسمين، قالت إن صاحب الحانة صعد من تحديه للسكان والسلطات مباشرة بعد تنفيذ السكان وقفتهم الاحتجاجية. وأثناء تصوير فريق هسبريس روبورتاجا مصورا حول هذا الموضوع، بحضور السكان، أصدر صاحب الحانة أمرا صارما إلى حارس الحانة، ذي البنية الجسدية القوية، بالتهجم على فريق عمل الجريدة. وهو ما قام به الحارس فعلا، حيث أقدم على تكسير الكاميرا وباقي التجهيزات المرتبطة بها، ووجه ضربات إلى أفراد الفريق، مما تسبب لهم في أضرار جسدية بليغة، أمام أنظار الشهود وصاحب الحانة وأصدقائه، الذين كانوا يصولون ويجولون في المنطقة، ويهددون السكان بكل وقاحة أمام أنظار عناصر الأمن. ورغم هذا الحادث، استمر صاحب الحانة في ممارسة نشاطه بكل حرية، بحماية من قبل حارسه الليلي، وصعد من استفزازاته للسكان في الليلة الموالية بدون حسيب ولا رقيب.