دعت العديد من نقابات الموظفين العموميين، لاسيما السكك الحديدية، إلى تنظيم إضراب وتظاهرات في فرنسا، مما تتسبب في حدوث اضطرابات في حركة النقل وبعض الخدمات العامة. ويعد هذا هو اليوم الثاني الذي يشهد إضرابات وتظاهرات مناهضة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتنظيم 180 مظاهرة في كافة أنحاء البلاد للتنديد بسياساته "الليبرالية والتقشفية". الغضب دفع الإدارة العامة للطيران المدني لتطلب من الشركات خفض برنامج رحلاتها على مستوى العالم بنسبة 30% في المطارات الثلاثة حول باريس، مع بدء إضراب المراقبين الجويين. كما اضطرت شركة السكك الحديدية الوطنية إلى تقليص رحلاتها إلى 40% بالنسبة للقطارات فائقة السرعة، و25% بالنسبة لقطارات المسافات الطويلة، و50% للقطارات الإقليمية. وتجدر الإشارة إلى أن استطلاعا للرأي أجراه معهد (Odoxa) كشف عن أن 55% من الفرنسيين يرون أن هذه الإضرابات لها ما يبررها، ويأتي ذلك بعد تنظيم آلاف المتقاعدين احتجاجا يوم 15 من الشهر الجاري بسبب فقدان القوة الشرائية لمعاشاتهم التقاعدية. وقد سبق للحكومة أن قالت إنها لا تنوي التراجع عن إصلاحاتها. بينما ندد زعيم اليسار المتطرف، جان لوك ميلينشون، في مقابلة أجرتها معه شبكة (BFM TV) بالوصول إلى هذه الحالة، مؤكدا أن "الناس ستعاني، وسيخسرون أيام عمل في سبيل الدفاع عن الخدمة العامة، وكل ذلك لأن ماكرون يقرر تطبيق خارطة الطريق الخاصة بالمفوضية الأوروبية".