يتناول ماركو سينا، مدير أول في استراتيجة الاتصال بشركة "ويرلبول" في هذ الحوار موضوع "المنزل الذكي" من خلال ربط الأجهزة المنزلية ببعضها أو عن طريق أجهزة التحكم عن بعد، مبرزا أن أسواق المنطقة العربية مؤهلة ومستعدة لقبول هذه الحلول التقنية". وفي ما يلي نص الحوار: ما هي رؤيتكم تجاه ربط الأجهزة المنزلية ببعضها؟ وكذلك عن طريق أجهزة التحكم عن بعد؟ نحن في ويرلبول، نؤمن بأن المنزل الذكي لا بد أن يكون قادراً على مواكبة والتكيف مع نمط العناية والاهتمام الذي يبديه أفراد الأسرة تجاه بعضهم، ونؤمن كذلك بأنه من خلال ابتكار تقنيات مصممة لأغراض محددة سيكون لدى العائلات متّسع من الوقت لقضائه مع الأحباء والمقربين. إن تقنية ربط الأجهزة المنزلية ببعضها سيكون له أثر أكبر وأكثر فاعلية عندما تتّسم بخصائص تنبوئية وتكون بمثابة الذراع الداعم والمساند للأسرة، بحيث تساهم في تقليل الجهد المطلوب لإنجاز المهام اليومية وتدّخر الوقت وتزيل عن كاهل الأفراد عناء التفكير بأداء واجباتهم الروتينية، بل وتتيح لهم، بدلاً من ذلك، حرية أكبر لممارسة الأنشطة الإبداعية وتلك المفضلة لديهم. وهذه هي الفكرة الأساسية الكامنة وراء الأجهزة المتصلة وفقاً لرؤية ويرلبول. ونحن كشركة، نفخر بأننا أول من طرح الأجهزة المتصلة في السوق عام 2000. إننا في ويرلبول نصنّع الأجهزة القادرة على تعلّم العادات بديهيا وتقدم للعائلات كل ما تحتاجه وتتوقعه من الأجهزة المدعومة بأحدث التقنيات، وهو التكيف مع طبيعة المهام اليومية الروتينية. بمعنى آخر، تتمثل رؤيتنا في دمج هذه التقنيات على النحو الأمثل بهدف دعم عملائنا وتلبية متطلباتهم وتطويع خصائص منتجاتنا لتتكيّف مع أنماط حياتهم الشخصية. وهذا هو النهج الذي اتبعناه عند ابتكار وتصنيع تشكيلة منتجات ويرلبول المنزلية الذكية. واليوم، أصبح بإمكان الأسر التي تستخدم هذه المنتجات الاختيار بين استخدام خاصية الطهي التلقائي (المؤتمت) والطهي متعدد الخطوات للتحكم بالوجبات الغذائية من الثلاجة إلى المائدة، أو التوقيف التلقائي للغسالات تجنباً لتجعّد الملابس – وذلك من خلال لمسات بسيطة على تطبيق ويرلبول المثبت على الأجهزة المتنقلة. إن الأجهزة الذكية في جوهرها، عاطفية وتتفاعل مع الميول الشخصية، ولها مكانة فريدة لدى المستخدم مثل الأغاني المدرجة على قائمة التشغيل المفضلة لديه. إننا كشركة لها حضورها ومكانتها، نرصد ونحلل باستمرار المنافع والقيمة الإضافية لمزايا الاتصال والربط الجديدة. والأجهزة المزودة بتقنية التحكم عن بعد ليست سوى جزء من ذلك. وأود الإشارة إلى أن جهودنا تتركز على توجيه استراتيجية تصميم المنتجات على نحو يتيح لعملائنا تجربة استخدام تفاعلية وفائقة التطور وتمنحهم راحة قصوى. هل تعتقدون أن الأجهزة الذكية مؤهلة بما فيه الكفاية لإنجاز مهام مستقلة؟ هل تحتاج هذه الأجهزة إلى الاعتماد على بعضها البعض لإنجاز مهام أساسية؟ تتوقف مسألة إنجاز المهام بشكل مستقل ودون أي تدخل بشري على نظام المحيط التفاعلي (Ecosystem) الرقمي العام المتاح. إن إنترنت الأشياء تتيح إمكانية التشغيل الذاتي للأجهزة، وذلك باستخدام تعليمات أو مدخلات بسيطة مستلمة من المستخدم حتى وإن كانت عن بعد. وشركة ويرلبول لديها الدراية التكنولوجية الكافية التي تمكنها من تصميم منتجات قادرة على القيام بذلك. وبالإمكان تحقيق ذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي الداعمة، مثل تلك الموجودة في أجهزة "أمازون إيكو" و"غوغل هوم". وفي الواقع، قمنا خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2018 (CES) بكشف النقاب عن أكبر مجموعة أجهزة منزلية تضم 20 طرازاً مختلفاً، بما في ذلك تشكيلة الثلاجات وغسالات الصحون والأفران الجدارية والمايكرويف – والمدعومة جميعها بتقنية الاتصال اللاسلكي بالإنترنت "واي فاي" مع خاصية التحكم بواسطة الأوامر الصوتية المدمجة. ومع أن كافة منتجاتنا الذكية مؤهلة لأداء مهامها بشكل مستقل كلياً، إلا أن تشغيلها بالاعتماد على بعضها البعض له أيضاً قيمة إضافية تعود بالنفع على المستهلك. وسيتوقف مستوى التنسيق والربط بين الأجهزة على درجة تطور الذكاء الاصطناعي، ومع هذا، ليس مستبعداً أن نعيش قريبا في منزل ذكي قائم على أجهزة متصلة ومترابطة كلياً فيما بينها. ولبلورة ذلك على أرض الواقع وبشكل فعال، قمنا بتشكيل فريق متخصص في مجال إنترنت الأشياء ضمن مركز الامتياز الرقمي الخاص بنا والذي يزاول مهامه التشغيلية في مواقع متفرقة حول العالم. وهذا بدوره ساهم في خلق آلية تصميم فريدة من نوعها، بحيث تدرس بتعمّق مختلف الثقافات ومستوى الاستعداد الرقمي وسبل تلبية احتياجات المستهلكين المتنوعة وتعزز فاعلية ومنافع خصائص الترابط والاتصال التي تتميز بها منتجاتنا. يعتقد البعض أن الأجهزة المنزلية ليست ذكية بما فيه الكفاية لأنها تحتاج إلى الاعتماد على أجهزة أخرى؟ ما هو رأيكم بذلك؟ إن الجهاز الذكي بمفهومه، هو ذلك الذي يمكنه إنجاز مهمته بأقل قدر من التدخل البشري ويتمكن من منح أفضل النتائج. وأجهزة ويرلبول قد وصلت بالفعل هذا المستوى من الذكاء. إن الترابط بين الأجهزة هو في الواقع مفهوم آخر مختلف بعض الشيء، إذ إن الغرض من الترابط هو مزامنة البيانات ومواءمة الاستخدام مع البيانات التاريخية. وهنا يلعب الاعتماد على الأجهزة الأخرى (مثل سيرفرات السحابية والمعالجات وغيرها) دوراً مهماً وحيوياً. وهذا النمط من الاعتماد يعد ضرورياً ولا يقلل من مستوى ذكاء الأجهزة. من الأهمية بمكان التركيز على عملية صنع الأجهزة الذكية. وهذا هو المجال الذي يجعل شركات مثل ويرلبول متميزة وفي طليعة منافساتها في القطاع. إن مفهوم إنترنت الأشياء لايزال يتطور وخاصة في مجال الأجهزة المنزلية. ونحن في ويرلبول نستثمر بشكل هائل في جوانب هندسة السلامة والأمان للأجهزة المنزلية وخاصة عندما يتعلق الأمر بالترابط الرقمي. إننا شركة يبلغ عدد موظفيها نحو 92.000 موظفاً وحققت مبيعات بمبلغ 21 مليار دولار أمريكي للعام 2017، ومع ذلك لانزال نركز على دمج تقنياتنا مع الاستراتيجيات الناشئة لبناء وتعزيز قدراتنا في مجال إنترنت الأشياء. نحن على قناعة بأن نجاح الأجهزة الذكية يتوقف على التصميم الكلي والشامل للمنتج. على سبيل المثال، في العام الماضي استحوذنا على تطبيق Yummly، الذي يعد من أحد تطبيقات الوصفات الغذائية الأكثر شهرة وانتشاراً في العالم. وهذا بدوره أثرى نظام المحيط التفاعلي (Ecosystem) الذكي لمستخدمينا، وذلك من خلال ربط المحتوى والوسط المفضل لديهم مع أجهزتهم المنزلية الشخصية. لقد قمنا خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2018 بكشف النقاب عن خصائص جديدة لأتمتة عملية الطهي كان قد تم دمجها في تشكيلة أجهزتنا المنزلية الذكية، بما في ذلك، مهارات "أليكسا" الجديدة، وخاصية امسح واطهو، والطهي المصحوب بالتوجيه الإرشادي. وهذه المزايا الجديدة تمكّن مستخدمي تطبيق "Whirlpool Smart Kitchen Suite" من إرسال وصفة الطعام مباشرة إلى الجهاز المزود بخاصية الاتصال اللاسلكي بالإنترنت "واي فاي"، مثل الفرن، الذي سيقوم فيما بعد باتباع تعليمات الطهي. وقد اكتسبت مزايا أجهزة المطبخ هذه زخماً إضافياً جعلها تنعكس بمنافع مضاعفة على المستهلكين من خلال قاعدة البيانات الضخمة لوصفات تطبيق "Yummly". ونتيجة لهذا الاستثمار في التصميم والابتكار، أصبحت منتجاتنا هي الأفضل أداءً عندما يتعلق الأمر باستخدام التقنيات الذكية، وسيشهد هذا التوجه مزيداً من النمو والتطور ليجعل منها منتجات أكثر تميزاً وتفرّداً في الفترات اللاحقة. ما هي الوظائف الأكثر أهمية التي يمكن توجيهها عن طريق التحكم عن بعد؟ لماذا اتبعتم هذا المنحى / الاتجاه للاتصال بأجهزتكم المنزلية؟ بإمكانك حتماً برمجة وبدء تشغيل الجهاز عن بعد، وذلك باستخدام هاتفك المتنقل والتطبيق، ومراقبته واستلام التنبيهات عند إنجاز المهمة، ولكن القيمة الحقيقية تكمن في المساعدة المقدمة من التطبيق، وذلك بتمكينك من الاختيار المستمر لكل ما يجعلك قادراً على إنجاز المهمة الحالية بشكل أفضل. لن يتطلب الأمر منك قراءة التعليمات أو أن تكون خبيراً حتى تتمكن من الحصول على أفضل النتائج. في حال كنت ترتدي "أبل ووتش"، يمكنك استلام تنبيهات حول ذلك أيضا. كما يمكنك طلب العون من "غوغل أسيستانت" لتشغيل الغسالة أو مجفف الملابس، أو إيقافها مؤقتا، أو تفعيل خيار محدد. ويمكنك أيضا أن تطلب من "غوغل" معرفة المدة التي تستغرقها عملية الغسيل أو دورة التجفيف. ولذلك، فإن كل هذه الخصائص والتقنيات تجعل حياة المستهلكين أكثر سهولة وملاءمة، وبالتالي، لاداعي لأن تقلق بشأن إنجاز مهمة الغسيل أو حتى الطهي، نظراً لأنه بإمكانك اليوم استخدام الأوامر الصوتية للتحكم بفرن ويرلبول من خلال خدمة "جوجل أسيستانت" المدعومة بخاصية التحكم الصوتي ومساعد "أمازون اليكسا". برأيكم، هل تعتبر أسواق المنطقة العربية مؤهلة ومستعدة تماما لقبول هذه الحلول التقنية؟ ما هي توقعات النمو بالنسبة لهذه الأسواق من وجهة نظركم؟ برأينا، تحظى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأهمية كبيرة واستثنائية إذا ما تحدثنا عن مستوى قبول التكنولوجيات الجديدة. وفي الواقع، تزخر منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط بأعلى معدلات النمو من حيث اتساع رقعة استخدام الإنترنت والهواتف الذكية المجهزة بقدرات داخلية تتيح التحكم عن بعد. وفي الوقت ذاته، تحتضن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا العدد الأكبر لفئة السكان الأصغر سناً في العالم، وذلك من حيث التركيبة السكانية. ومن خلال أبحاثنا التاريخية توصلنا إلى حقيقة مفادها أن الأسواق التي يوجد فيها عدد أكبر من فئة السكان الأصغر سناً تكون هي الأكثر ترجحياً لتسجيل معدلات أفضل من حيث تبني التكنولوجيات الجديدة. في عام 2017، شكّلت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أكثر من 10% من الإيرادات العالمية، مما يجعلها سوقا غاية في الأهمية بالنسبة لشركة ويرلبول وتتيح مستقبلاً فرص مبيعات هائلة للمنتجات المتقدمة تكنولوجيا. وهذه جميعها مؤشرات ممتازة من شأنها أن تشجع مصنعي الأجهزة المنزلية على طرح منتجات أكثر تطوراً في هذه المنطقة. ابتداءً من العام 2019، ستكون جميع أجهزة ويرلبول المنضوية تحت علاماتنا التجارية الأساسية والمتميزة (بما فيها ويرلبول و"كيتشن إيد") مدعومة بميزة "الاتصال". برأيكم، كم يبلغ حجم سوق الأجهزة المنزلية الذكية العالمي؟ وفقا لتقرير أبحاث السوق الجديد الصادر بعنوان "سوق الأجهزة الذكية" عن وكالة الأبحاث "Markets and Markets"، تقدر حجم سوق الأجهزة المنزلية الذكية العالمية حاليا بنحو 37.2 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2020. لاحظنا مؤخراً قيامكم بإبرام شراكة مع "أبل" وتقنياتها لربط أجهزتكم. هل تخططون لإبرام شراكات مماثلة مع شركات أخرى مصنعة للأجهزة القابلة للإرتداء؟ تشتمل محفظة منتجات شركة ويرلبول اليوم على أجهزة مدعومة بأحدث التقنيات المتطورة التي تتيح للمستهلك تشغيل وإيقاف الجهاز عن بعد، والتواصل مع أجهزة أخرى وتعديل درجات حرارة الطهي وإرسال تنبيه لك عند اكتمال دورة الغسيل والترقية تلقائياً من خلال السحابة، بل وحتى تجديد الإمدادات. وتتوفر خاصية الاتصال في هذه الأجهزة من خلال التطبيقات، وكذلك من خلال الشراكات مع " Nest Learning Thermostat" و" Amazon Dash" و" Procter & Gamble"، ومؤخراً، مع "Apple". كما أبرمنا شراكة مع "Alexa" من "أمازون" ومساعد " Google Assistant". ومن خلال هذه الشراكات، سنتمكن من تعزيز قدرة عملائنا على التحكم عن بعد بالأفران والغسالات ومجففات الملابس عن طريق ساعة "ابل ووتش". وفي حال كان عملاؤنا يفضلون التعامل مع الأجهزة عن طريق الأوامر الصوتية، فيمكنهم الحصول على المساعدة عن طريق سماعة "جوجل أسيستانت" وذلك للاستفسار عن عن الوقت المتبقي لنضج الطعام في جهاز "المايكروويف" أو ضبط وتعديل وضعية الطهي أو ضبط درجة الحرارة والوقت اللازم أو بدء دورة جديدة لغسالة الصحون أو ضبط درجة حرارة الثلاجة. وبالمثل، يتوفر لعملائنا أيضاً خاصية التحكم الصوتي المتوفرة في الغسالات والمدعومة بتقنية "أمازون اليكسا" الذكية. وتتيح هذه التقنية للأسر إمكانية بدء وإنهاء وإيقاف الغسالة أو الاستفسار عن الوقت المتبقي لانتهاء دورة جهاز تجفيف الملابس. كما أن ويرلبول أيضا تجعل إمكانية استخدام ميزة التحكم الصوتي بالأجهزة المدعومة بتقنية "اليكسا" الذكية أكثر سهولة من أي وقت مضى. وبالتالي، لتحضير الطعام، لا يتطلب الأمر من الأسر سوى قول "اليكسا! أذيبي خمسة باوندات من الدجاج" أو ذكر عبارة "مايكروويف لمدة دقيقتين على درجة تسخين عالية". هذه ليست سوى أمثلة قليلة عن العديد من الاساليب الأخرى التي تتيح للعملاء إدخال ودمج التكنولوجيا الذكية في حياتهم اليومية. وفي إطار مواصلة دورنا في دفع عجلة الابتكار لخلق تقنيات أكثر ذكاء وأعلى كفاءة، يدخر المستهلكون مزيداً من أوقاتهم الثمينة التي بإمكانهم تخصيصها لإنجاز الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لهم.