تزامنا مع استمرار حالة الاحتقان التي تعيش على وقعها مدينة جرادة، نظّم العشرات من نشطاء حركة 20 فبراير بالرباط، اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية تضامنية مع حراك "الرغيف الأسود"، حضرته تعبيرات يسارية وطلابية. وبدت الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها "حركة 20 فبراير فرع الرباط وسلا وتمارة"، "محتشمة"؛ إذ لم يلبّ نداء الحركة العشرينية للتضامن مع مدينة جرادة سوى العشرات من الوجوه الحقوقية المعروفة بحضورها في كل الأشكال الاحتجاجية التي تعرفها العاصمة. ورفع المحتجون شعارات مناوئة لحكومة العثماني، التي اتهموها بإغراق مدينة جرادة بالقوات الأمنية بدل الانصات لمطالب الساكنة، ورددوا شعارات من قبيل "زنقة زنقة بيت بيت..جرادة تستغيث"، "واك واك على شوهة..ويا دولة د الشوهة"، "باش حنا مواطنين..لا حقوق لا قوانين". ولم يلاحظ انتشار واسع لقوى الأمن؛ إذ اكتفى أفراد الشرطة بالزي المدني بمراقبة الوضع غير بعيد عن الوقفة، التي انتهت بعد ساعة من بدئها دون وقوع أي حادث. حكيم صيكوك، ناشط حقوقي في حركة 20 فبراير، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "الوقفة جاءت للتضامن مع ساكنة جرادة التي تقبع تحت حصار أمني رهيب"، مضيفا أن "الشباب اعتقلوا لا لشيء سوى لأنهم طالبوا ببديل اقتصادي وتوفير مقومات العيش الكريم" على حد تعبيره. بدوره، عبّر عبد الحميد أمين، الناشط الحقوقي، عن تضامنه مع حراك عمال "السندريات"، وصرّح بأن "هذه الوقفة الرمزية جاءت في سياق التضامن مع ما تعرفه مدينة جرادة من انتهاكات حقوقية وتجاوزات جسيمة"، موردا أنه "منذ انطلاق حراك جرادة كانت المسيرات سلمية ولم تقع أي تجاوزات أو انفلاتات أمنية، وشاركت فيها كل فئات المجتمع". وأبرز أمين في التصريح ذاته أن "مدينة جرادة تشهد مشاكل كثيرة تفاقمت أكثر بعد إغلاق مناجم الفحم الذي كان هو عماد اقتصاد المدينة؛ ما دفع الساكنة إلى الخروج إلى الشارع للمطالبة بحلول، لكن عوض الاستجابة للمطالب واجه المحتجون قمعا أسود"، داعيا في هذا الصدد "السلطات إلى الإفراج عن كل المعتقلين على خلفية احتجاجات الريف وجرادة"، على حد قوله. فاروق المهداوي، عن الشبيبة الطليعية بالرباط، صرح لهسبريس قائلا: "سياق هذه الوقفة جاء في إطار الهجمة التي تشنها السلطات ضد المحتجين في جرادة الذين طالبوا ببديل اقتصادي وتوفير شروط العيش الكريم، إلا أنهم جوبهوا بالعنف والاعتقال". بدوره، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي شارك في هذه الوقفة، استنكر ما سماه "هجمة شرسة تشنها الدولة على التعليم والمدرسة العمومية"، وطالب الدولة بأن "تعيد النظر في سياستها الأمنية تجاه الشعب". وقالت منسقة الاتحاد الطلابي بالرباط، منية الجوهري، إن "الاتحاد يتضامن مع ساكنة جرادة ويدعو الدولة إلى الاستجابة إلى مطالب الشعب الذي لم يعد يحتمل العيش في ظل هذه الظروف التي تنعدم فيها الكرامة"، مشيرة إلى أن "هذه الاحتجاجات ستمتد إلى كل ربوع الوطن إذا لم تلبّ الدولة مطالب المحتجين" وفق قولها.