منحى جديد أخذته قضية حراك جرادة بعد أن خاض بعض المتظاهرين والقوات العمومية مواجهات عنيفة في حي السلام وفيلاج يوسف والغابة المجاورة له، أسفرت عن قلب سيارة للدرك والعديد من الإصابات في صفوف الطرفين. مصادر من داخل الحراك أوردت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ما يناهز 56 من المتظاهرين تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى جرادة. ونقل المصابون من القوات العمومية إلى مستشفى وجدة، بعد أن باشر المئات من المتظاهرين ومن القوات العمومية مسلسلا طويلا من التراشق بالحجارة، والكر والفر في جميع المناطق المحيطة بالحي المذكور والغابة المجاورة له، إثر محاولة القوات التدخل لفض الاعتصام الذي نفذه سكان المدينة ب"الساندريات". في السياق ذاته، أكدت مصادر هسبريس أن امرأة ستينية توجد بين الحياة والموت في مستشفى مدينة جرادة، بعد أن تلقت ضربة أفقدتها الوعي. وأوضحت المصادر ذاتها أن المدينة تعرف إضرابا عاما غير مسبوق شل جميع مرافق المدينة، بعد الإنزال الأمني الذي وصف ب"الكثيف جدا"، ضم قوات الدرك الملكي والقوات المساعدة، وعرف تحليق مروحية للدرك في سماء جرادة، مع تشويش قوي على خطوط الاتصالات. المصادر ذاتها أفادت بأن 54 معتصما مازالوا يتواجدون إلى حدود الساعة داخل "الساندريات"، لا أحد يعرف مصيرهم، يرفضون الخروج أو التدخل حتى إطلاق سراح المعتقلين الثلاثة وتقديم التزام حقيقي ينهي معاناتهم اليومية مع مناجم الفحم. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية كانت قد أعلنت، في بلاغ لها أمس الإثنين، عن "منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام، والتعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكات غير المسؤولة، حفاظا على استتباب الأمن وضمانا للسير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين"؛ الأمر الذي واجهه سكان جرادة باعتصام جماعي داخل"الساندريات" منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.