أكد مجموعة من الحقوقيين الذين أطلقوا مبادرة تضامن وحماية لصالح الصحافيات والعاملات اللواتي تقدمن بشكايات ضد الصحافي توفيق بوعشرين، مدير يومية "أخبار اليوم" المتابع على خلفية الاتجار بالبشر والتحرش الجنسي وتهم أخرى، أنهم يؤمنون بقرينة البراءة ولا تهمهم الأفعال المنسوبة إلى بوعشرين ولا مركزه القانوني باعتباره متهما. وخيم على الندوة الصحافية التي عقدت بمركز بنسعيد آيت ايدر بالدار البيضاء، مساء الثلاثاء، نقاش حول مسألة الاصطفاف ضد بوعشرين، وقال خلالها أحمد الدريدي: "لا يهمنا أي تيار سياسي ولا بوعشرين ولا غيره، نحن نتضامن مع من كانت لهن الجرأة في الحديث عن التحرش". وحاول هؤلاء دفع تهمة الاصطفاف ضد توفيق بوعشرين عنهم، خاصة أنه يتبنى موقفا سياسيا معينا، مؤكدين أن تبنيهم للملف "يأتي استجابة لطلبات المشتكيات المصرحات، وكذا دفاعا عن النساء من الاعتداءات الجنسية، وتشجيعا للواتي قد يتعرضن للاغتصاب أو التحرش أو ما شابه على اللجوء إلى القضاء". وقال أحمد الدريدي، عضو المبادرة الحقوقية، أمام وسائل الإعلام إن "التيارات التي تشعر بأن مبادرتنا تمسها يجب أن تعيد النظر في أفكارها"، مضيفا: "لن توقفنا أية كتائب تحاول منعنا من التضامن مع المشتكيات والمصرحات، ونؤكد على ضرورة وجود محاكمة عادلة". وشدد الفاعل الحقوقي الذي ينشط في تنظيمات عدة على أن "ما يهمنا هو جرأة النساء اللواتي استطعن تكسير هذا الطابو". ولفت هؤلاء إلى أنهم متضامنون "مع المشتكيات، لأن الأمر يتعلق بحق عدم التعرض للعنف الجسدي أو الاغتصاب، ما دام أن المشتكيات تؤكدن تعرضهن لذلك، فنحن نقف بجانبهن، حتى يتم انصافهن"، إلى جانب التضامن "مع العاملين بالمؤسسة الاعلامية المذكورة، ونحث كل الأطراف، من إدارة ومالكيها بألا يكون للقضية انعكاس على حقوقهم المهنية". وطالب منظمو الندوة، وعلى رأسهم عمر الزغاري، ومحمد حسين، واحمد الدريدي، ب"الحماية الجسدية والنفسية والحياة الخاصة للمشتكيات والمصرحات، وحماية الحياة الخاصة للمشتكى به من زوجة وأبناء". واعتبر هؤلاء أن مصلحة النساء هي أن "تكون المحاكمة عادلة، وأن تنصف المشتكيات إن ثبت تعرضهن للخروقات، وهو ما سيجعل بلادنا على سكة القضاء على التحرش". وأكد أصحاب المبادرة ثقتهم في القضاء وعدم تدخلهم فيه، معبرين عن ارتياحهم ل"بعض الإجراءات الحمائية والوقائية التي عرفتها أول جلسة لهذه المحاكمة"، ولم يخفوا، في المقابل، قلقهم من "التهديدات ومحاولات إحراج المشتكيات والمصرحات والمس بكرامتهن التي وجهت لهن من طرف بعض المدافعين عن بوعشرين وبعض أقربائه عبر الهاتف ووسائط الإعلام المجتمعي".