احتفاء بالأنامل الذّهبية في الصناعات الحرفية، كرّمت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، جميلة المصلي، ستّ حرفيات راكمن تجارب رائدة في الصناعات اليدوية. وفي لقاء تواصلي نظمته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحت شعار "الإعلامية شريكة الصانعة الحرفية والمتعاونة في تنمية قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي"، قالت المصلي إنّ "الصانعة الحرفية وشريكتها المرأة المتعاونة لا تساهمان فقط في إنتاج المؤشرات الرقمية المتعلقة بإنتاج الثروة وفرص الشغل، بل تساهمان بفعالية استثنائية في إنتاج السعادة ونشرها في المجتمع، وفي الحفاظ على أصالة الهوية الوطنية وتجديدها وتعزيزها، وفي تثمين الرأسمال اللامادي الوطني". وأضافت الوزيرة أن "هذه المنتجات الحرفية والمجالية، بالإضافة إلى بعدها الاقتصادي والاجتماعي، هي أيضا منتجات تحمل تاريخنا العريق، وهويتنا الأصيلة، وثقافتنا الغنية، وتثمينها تثمين للرأسمال اللامادي". وكشفت أن ربع مليون امرأة تقريبا ينشطن في قطاع الصناعة التقليدية، ويتم تحديد "كوطا" خاصة بالنساء في المعارض المقامة لا تقل عن 30 في المائة، معتبرة أن حضور المرأة مميز في برامج التكوين، مفيدة بأنهن شكلن 53 في المائة من مجموع خريجي التكوين الأولي خلال العشرية الأخيرة. وقالت المتحدثة ذاتها إن "منتجات الأركان التي ينفرد بها المغرب في العالم تشتغل فيها أزيد من 300 تعاونية نسائية، 98% من أعضاء تلك التعاونيات نساء"، مضيفة أن "حضور المرأة الفعال يتجلى في المعارض؛ إذ يحدد لها نظام الكوطا المعتمد حدا أدنى لا يقل عن 30%، ونسبة 72 بالمائة من مجموع المستفيدين من برنامج محو الأمية الوظيفي منذ انطلاقه وإلى غاية 2016 هن نساء". وبلغت نسبة المتعاونات إلى حدود نهاية السنة الماضية 146 ألفا و368، من أصل 504 آلاف و715 متعاونة ومتعاونا، و2677 تعاونية نسوية، بنسبة 14 بالمائة من مجموع التعاونيات. من جهته، ثمّن وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، محمد ساجد، مبادرة الوزارة في الانفتاح على الإعلاميات من أجل مواكبة إنجازات المرأة الصانعة والمتعاونة، خدمة لقطاع الصناعة التقليدية. وأكد الوزير أن الاهتمام بهذا التراث الوطني هو اهتمام بالعنصر البشري وبالمهارات التي يتوفر عليها، داعيا إلى الاجتهاد من أجل ضمان توارث الصناعة التقليدية وانتقالها عبر الأجيال، مشيداً بالدور الذي لعبته المرأة الصانعة في الارتقاء بهذا القطاع الواعد والحيوي، وبالتعاونيات النسوية عبر التراب الوطني. واستغل ساجد مناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة للتنويه بالكفاءات النسائية في كافة القطاعات، مبرزاً الدور الذي تلعبه المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جميع جهات المملكة. وعرف اللقاء الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، بشراكة مع وزارة السياحة، تكريم كل من السعدية رافت بنت محمد، مديرة تعاونية كوباتيم لقطاع النسيج بمراكش، التي راكمت 59 سنة من العمل التعاوني، ولالة يطو زاقا، رئيسة تعاونية عين اللوح لنسج الخيم الأمازيغية والزرابي، وكلثومة الزيتوني، رئيسة تعاونية تامينوت لإنتاج وتسويق زيت أركان، وسعيدة الشعبوني، رئيسة شبكة التعاونيات النسائية بالمغرب، ولالة فاطمة ادحمام، التي راكمت بدورها تجربة خمسة عقود في صناعة الزرابي واللوحات الفنية، إلى جانب المهندسة المعمارية والمصممة أمينة أگزناي.