تم اليوم الاثنين بالرباط، تسليم شواهد الشارة الوطنية للصناعة التقليدية المغربية لفائدة عدد من التعاونيات والصناع الفرادى والمقاولات من جميع جهات المملكة. ويأتي اعتماد هذه الشارة الوطنية كوسيلة للاعتراف بالمهارات الحرفية المتوارثة والعمل الدؤوب للأجيال المتعاقبة من الصناع التقليديين والتزامهم بالجودة، وكذا بإسهامهم الجاد في تطوير والمحافظة على الموروث اللامادي الذي تمثله الصناعة التقليدية المغربية. ويتم منح حق استعمال الشارة الوطنية للصناعة التقليدية المغربية، "المغرب صنع يدوي"، لفائدة وحدات الإنتاج بالقطاع، التي اجتازت بنجاح عملية التدقيق المنصوص عليها في نظام استعمال هذه الشارة. وأكد محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذا الحفل يدخل في إطار مواصلة تفعيل مضامين الاستراتيجية الوطنية لشارات الجودة بقطاع الصناعة التقليدية، وذلك من أجل إبراز دور هذه الشارات كآلية لتنمية منتجات الصناعة التقليدية، خاصة من خلال تحسين جودتها وحمايتها بالحفاظ على أصالتها ومميزاتها. وأضاف الوزير أن عنصر الجودة يلعب دورا محوريا في تثمين المنتوج، مشيرا إلى أن الشارة الوطنية تعتبر أداة للاعتراف بالمهارات الحرفية المتوارثة والعمل الدؤوب للأجيال المتعاقبة من الصناع التقليديين، تأكيدا على التزامهم بنهج الجودة الشاملة الذي يمس كل سلسلة وعوامل الإنتاج. من جهتها، أكدت جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، أن قطاع الصناعة التقليدية يعد خزانا متميزا لتراث المغرب اللامادي الوطني سواء تعلق الأمر بالمعارف الحرفية الفنية أو كل ما يرافقها من طقوس وسلوكات إنسانية خاصة، مشيرة إلى أن هذا التراث اللامادي، الغني والمتعدد يعد نتاجا طبيعيا للمجهودات التي تبذلها الصانعات والصناع التقليديون من أجل النهوض بقطاع الصناعة التقليدية وانخراطهم الدائم في تنفيذ البرامج التنموية. وأضافت السيدة المصلي أن ورش تحسين الجودة وحماية منتجات الصناعة التقليدية يعتبر من أولويات برنامج عمل الوزارة، حيث أن كل ما يرتبط بهما من إجراءات من شأنه المساهمة في تحديث هذا القطاع، مبرزة أن تنافسية قطاع الصناعة التقليدية تكمن في مستوى جودة منتجاته والمحافظة على خصوصيتها، وانفتاحه على الابتكار والتجديد، وقدرته على التأقلم المستمر مع متطلبات السوق الداخلي والخارجي في ظل سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تبناهما المغرب كخيار استراتيجي. وتجدر الإشارة إلى أن متطلبات الشارة الوطنية ترتكز في مجملها على عناصر ملموسة مرتبطة بالأصالة، والمهارات الحرفية المتوارثة، والجودة، والامتياز وكذا ظروف العمل. وقد شكل هذا الحفل مناسبة مهمة مكنت من تقديم وإبراز أهمية إدراج مقاربة الجودة بفروع الصناعة التقليدية بالإضافة إلى تعبئة كل الفاعلين، المهنيين والشركاء المؤسساتيين، من أجل الترويج لهذه المقاربة وترسيخها.