أكدت جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، في كلمتها مساء أمس الإثنين، بمناسبة حفل تسليم الشواهد للوحدات الإنتاجية التي حصلت على الشارة الوطنية للصناعة التقليدية "المغرب صنع يدوي"، أن تحقيق التنمية المستدامة للقطاع، وإبراز مكانته ضمن النسيج الاقتصادي الوطني، يتطلب نهج مقاربة شاملة للجودة ترتكز على إدماج البحث العلمي في القطاع من خلال الانفتاح على الجامعات. وأضافت بأن هذه المقاربة تستلزم كذلك التجديد المستمر للعرض من منتوجات الصناعة التقليدية واعتماد مواصفات تقنية كمرجعية لتوصيف عناصر تثبيت الجودة والتحقق منها. وقالت المصلي إنه "انسجاما مع هذا التوجه الاستراتيجي، كان من الضروري تبني آليات حمائية عصرية وحديثة تستجيب لمتطلبات الظرفية الاقتصادية العالمية والتزامات المغرب الدولية". وأبرزت بأن المواصفات والعلامات المميزة لمنتوجات الصناعة التقليدية، المتمثلة في شارات الجودة والبيانات الجغرافية، تعد إحدى أهم مكونات هذه الآلية الحمائية. وأضافت كاتبة الدولة، بأن القطاع يتوفر على رصيد هام من المواصفات (243 مواصفة)، والعلامات الجماعية للتصديق (50 علامة) تهم مختلف فروع أنشطة الصناعة التقليدية، خاصة تلك التي يمكن أن تتعرض للمنافسة الأجنبية. واعتبرت كاتبة الدولة بأن من أهم أهداف عملية تصديق مقاولات الصناعة التقليدية، الحفاظ على تنوع منتوجات حرف الصناعة التقليدية وحماية الإرث الثقافي المرتبط بها وذلك بالاعتراف بمنشئها ومواصفاتها وطريقة إنتاجها وتقييمه. وأوضحت بأن عملية التصديق تروم تشجيع تنمية الحرف من خلال تثمين المواصفات المرتبطة بها وكذا طرق الإنتاج والمهارات البشرية المتعلقة بها. مشيرة إلى أن الهدف الأسمى هو الرفع من جودة منتوجات حرف الصناعة التقليدية والمساهمة في تحسين مستوى المداخيل المترتبة عن تثمينها لصالح مختلف الفاعلين سواء كانوا صناعا فرادى أو تعاونيات أو مقاولات. من جهة أخرى، أكدت أن الوزارة من خلال توجهها الاستراتيجي عازمة على إحاطة هذا القطاع بكل ما من شأنه أن يعزز هذه المكانة. وأشارت إلى أهم توجهات الاستراتيجية الجديدة لتنمية الصناعة التقليدية ومنها تقوية القدرات الانتاجية للنسيج الإنتاجي بالقطاع من خلال توفير الآليات الضرورية لتحسين تقنيات الإنتاج بالانفتاح على المعاهد والجامعات وإدماج بعد البحث العلمي بالقطاع، وترسيخ ثقافة الجودة وتنويع المنتوج استجابة لمتطلبات الأسواق مع الحفاظ على الطابع المحلي والإثني للمنتوج.مع تشجيع الابتكار والتجديد كمدخل لتحسين وتنويع العرض للمحافظة على الأسواق التقليدية وغزو أسواق جديدة. وكذلك توفير محيط ملائم للعمل من خلال إحداث البنيات التحتية للإنتاج والتسويق وتأهيل العنصر البشري والرفع من كفاءته المهنية عبر التكوين المهني والتكوين المستمر.