ركزت الصحف الصادرة اليوم الاثنين ببلدان أوربا الغربية على عدة قضايا من بينها فضيحة مجزرة (فيفيبا) التي هزت قطاع اللحوم ببلجيكا وإعادة انتخاب مارين لوبين على رأس حزب اليمين المتطرف الفرنسي بالإضافة إلى عملية تسميم جاسوس روسي سابق فوق التراب البريطاني وقضية التحالفات المحتملة لتشكيل حكومة جديدة في إيطاليا فضلا عن اتفاق الائتلاف الحاكم بين المسيحيين والاشتراكيين بألمانيا وقضية كسي جينيين زعيم الحزب الشيوعي الصيني الذي يسعى إلى تعزيز سلطات النظام. ففي بلجيكا توقفت ( لاليبر بلجيك ) عند فضيحة اللحوم بمجزرة ( فيفيبا ) إحدى أكبر المجازر في بلجيكا مؤكدة أن الضغط بدأ يشتد على الشركة البلجيكية في وقت توجه فيه أصابع الاتهام إلى الوكالة الفدرالية لسلامة السلسلة الغذائية، خاصة من قبل المهنيين. وذكرت الجريدة، نقلا عن الكاتب العام لفدرالية والوني للفلاحة إيفان هايز أن هذه القضية فرصة للتفكير في سبل تطوير طريقة عمل الوكالة من أجل الوقوف عند الاختلالات في منبعها. وتحت عنوان " في قلب فضيحة اللحوم، فيربيست تعيش تحت الضغط "، اهتمت (لوسوار) بفضيحة الغش التي تم اكتشافها بمجزرة فيفيبا بباستوني وردود الفعل التي اثارتها من قبل المهنيين. واعتبرت (لوسوار) هذه الفضيحة عاصفة إعلامية وقضائية قوية ضربت مجزرة فيفيبا، مشيرة إلى أن الشركة البلجيكية أصبحت هدفا لفدرالية والوني للفلاحة التي تدافع عن مصالح مربي الماشية. واهتمت ( لوسوار ) أيضا بإعادة انتخاب مارين لوبين على رأس الجبهة الوطنية بفرنسا، مشيرة إلى أن مارين تريد تغيير إسم الحزب دون تغيير إيديولوجيته. وكتبت على عمودها أن الجبهة الوطنية ستصبح التجمع الوطني، لكنها ستحتفظ بأسماء ستذكرنا دائما بماضيه. وفي إسبانيا قالت صحيفة ( البايس ) إن ماريانو راخوي رئيس الحكومة والأمين العام للحزب الشعبي يرغب في تسريع عملية إبرام اتفاق مع الحزب العمالي الاشتراكي بشأن تمويل الجهات التي تتمتع بالحكم الذاتي قبل 15 شهرا من الانتخابات الجهوية وذلك من أجل التصدي ووقف عملية صعود حزب الوسط ( سيدوادانوس ) كما أظهرته استطلاعات الرأي . وأضافت الصحيفة أن الحكومة تريد أن تستقطب الحزب العمالي الاشتراكي لإطلاق رسالة مفادها أن الحزبين معا ( الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي ) هما اللذان يضمنان الرفاه الاجتماعي مشيرة إلى أن قادة الحزب الاشتراكي على الصعيد الجهوي والإقليمي يعتبرون أنه من الصعب الاتفاق مع الحزب الشعبي في ظل اختلافات كبيرة حول هذا الموضوع . ومن جهتها كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن زعيم الحزب الاشتراكي العمالي بيدرو سانشيز فشل في محاولته إظهار وحدة الحزب أكثر بعد إعادة انتخابه على رأسه مضيفة أن هناك شخصيات ووجوه كبيرة في الحزب الاشتراكي العمالي رفضت المشاركة في اجتماع قد ينعقد خلال هذا الأسبوع حول الحكامة الجيدة . وقالت الصحيفة إنه بعد مرور 10 أشهر على إعادة انتخابه على رأس الحزب لا يزال سانشيز غير قادر على استعادة الوحدة المفقودة للحزب الاشتراكي العمالي. وبدورها قالت صحيفة ( أ بي سي ) إن ماريانو راخوي حرر جدول أعماله حتى يوم الأربعاء المقبل من أجل التركيز على النقاش حول معاشات التقاعد الذي تعتبره الحكومة حاسما وسيؤثر على عملية التصويت خلال الانتخابات القادمة . أما في بريطانيا فواصلت الصحف اهتمامها بعملية تسميم جاسوس روسي سابق وابنته لوليا بمادة كيماوية تتلف الأعصاب فوق التراب البريطاني . وفي هذا الإطار سلطت صحيفة ( دايلي تلغراف ) الضوء على ردة فعل سكان مدينة سالزبوري التي تعرض فيها سيرجي سكريبال البالغ من العمر 66 عاما وابنته يوليا البالغة من العمر 33 عاما لاعتداء بمادة كيماوية مشيرة إلى أنهما لا يزالان يخصعان للعلاج في المستشفى " ووضعيتهما الصحية خطيرة وإن كانت مستقرة " . وأضافت الصحيفة أن ساكنة سالزبوري ( جنوبإنجلترا ) تتساءل عن سبب تباطؤ السلطات في الإعلان عن اكتشافها لبقايا مادة سامة تتلف الأعصاب وجدوها في مطعم وفي حانة بالمدينة مشيرة إلى أن المئات من زبناء هذه الفضاءات تلقوا تعليمات من أجل إزالة أية آثار لهذه المادة السامة من على ملابسهم. ومن جهتها كتبت صحيفة ( الغارديان ) أن الشرطة البريطانية قررت استدعاء الجيش لدعم عمليات البحث والتقصي حول هذه القضية مما يؤكد أنها تكتسي حساسية كبيرة لدى السلطات في لندن . وأوضحت أن وزير المالية البريطاني فيليب هاموند أكد أن الحكومة البريطانية ستقدم ردا " مناسبا " إذا ما ثبت أن دولة أجنبية متورطة في عملية تسميم سيرجي سكريبال . وقال " يجب أن نسمح لتحقيقات الشرطة أن تأخذ مجراها لكن إذا أثبت التحقيق تدخل أية دولة أجنبية فسيكون الأمر خطيرا للغاية وسترد الحكومة بالشكل المناسب " . أما صحيفة ( دايلي مايل ) فقالت إن الشرطة البريطانية تمكنت في إطار تحقيقاتها حول هذا الملف من تحديد هوية 200 شاهد كما أخضعت للفحص أزيد من 240 قطعة من الأدلة بالإضافة إلى كمية كبيرة من التسجيلات بالفيديو تم أخذها من كاميرات المراقبة المثبتة بهذه الأماكن . وحسب صحيفة ( صنداي تايمز ) فقد دعا كل من وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير الدفاع غافين ويليامسون ووزير المالية فيليب هاموند رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى اتخاذ موقف صارم ضد روسيا والإعلان عن عقوبات في حقها ابتداء من اليوم الاثنين مشيرة إلى أن موسكو نفت أي تورط لها في هذه القضية . وفي سويسرا، ركزت الصحف على التوجه الجديد لحزب " الجبهة الوطنية " الفرنسي الذي عقد مؤتمرا حاسما في نهاية هذا الأسبوع. وأشارت صحيفة ( تريبيون دو جنيف ) تحت عنوان " الجبهة الوطنية تتأرجح مرة أخرى" ، الى تراجع معسكر ماري لوبان منذ الانتخابات الرئاسية في عام 2017 ، متأثرا بالأداء التلفزيوني المخيب لمرشحته أمام إيمانويل ماكرون. وكتبت صحيفة ( لوتون ) تحت عنوان أن الغضب الذي لا تزال الجبهة الوطنية تأمل في الركوب عليه في فرنسا هو حقيقة واقعية، مشيرة الى أن " تجاهله سيكون خطأ كبيرا في الوقت الذي اختتم مؤتمرها هذا الأحد في ليل بعد المداخلة المثيرة للأمريكي ستيف بانون". ووفقا للصحيفة، فإن بانون يتجول منذ عدة أيام في العواصم الأوربية مع نفس الرسالة: إن رفض النخب المعولمة ويدق ناقوس الموت للأنظمة السياسية الغربية والأحزاب التقليدية. وأكدت صحيفة ( فانت كاتر اور ) من جانبها أن رئيسة الحزب تسعى الى الوصول إلى السلطة بحزب غيرت تسميته الى " التجمع الوطني"، مشيرة الى أنه فقط 52 في المائة من الأعضاء وافقوا على مبدأ تغيير الاسم. وبإيطاليا واصلت الصحف اهتمامها بالتحالفات المحتملة لتشكيل حكومة جديدة في ظل عدم حصول أي قوة سياسية على الأغلبية المطلقة. وكتبت صحيفة (كوريري ديلا سيرا ) في هذا الصدد أنه من المرجح أن يكون ميلاد حكومة جديدة واحدة من أصعب الرهانات السياسية في جمهورية إيطاليا. وأضاقت انه ابتداء من الأسابيع المقبلة ، أي من 19 مارس إلى 10 أبريل سيتم الشروع في مرحلة التمهيد لاختيار رئيس حكومة جديدة، إذ بمجرد تنصيب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ يوم 23 مارس قد يتم التصويت في البرلمان على منح الثقة لرئيس الوزراء الجديد في حال التوصل إلى ائتلاف حكومي لم تعرف بعد مكوناته. وذكرت صحيفة ( لاستامبا ) أن زعيم تحالف اليمين رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني استبعد اختيار رابطة الشمال التحالف أو التعاون مع حركة خمس نجوم. وأشارت إلى أن برلسكوني اعتبر أن تشكيل ائتلاف حكومي يترأسه ماثيو سالفيني باعتباره زعيم أول حزب يميني متطرف فاز ضمن تحالف اليمين بالانتخابات قد يتطلب شهورا ليحظى بالثقة في البرلمان، مضيفة أنه في حال تعسر تشكيل حكومة وتم الرجوع إلى صناديق الاقتراع، فإن ذلك سيكون مؤشرا سيئا على الديمقراطية في البلاد كما أنه لن يكون حاسما في فرز أغلبية برلمانية مطلقة. أما في ألمانيا فركزت الصحف اهتماماتها على التوقيع اليوم الاثنين على اتفاق الائتلاف الحاكم بين المسيحيين والاشتراكيين بالمانيا، وكذا على مؤتمر حزب " الجبهة الوطنية " الفرنسي اليميني المتطرف. وقالت صحيفة "دي فيلت" بخصوص توقيع اتفاق الائتلاف، إن الاقتصاديين يرون ان الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقا على سياسة لا تهيئ البلاد لمواجهة الأوقات الصعبة، مشيرة الى أنه من المفارقات أن الفروع الاقتصادية الرئيسية مهددة بالتراجع. وتابعت أن الاحزاب الحليفة تعد بائتلاف تحت عنوان " انطلاقة لأوروبا، زخم جديد لألمانيا "، لكن المشكل في كون برنامج العمل ، الذي تفاوضت عليه أنغيلا ميركل ومارتن شولتس وهورست زيهوفر ، لا يفي بهذا الوعد - على الأقل ليس بالنسبة للسياسة الاقتصادية. وبخصوص مؤتمر حزب ماري لوبان ، كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أنه "عندما يغير حزب اسمه بعد هزيمة ، فإن الامر يشبه إلى حد ما الذهاب إلى مصفف الشعر بعد الانفصال، يبدو الأمر يائسا بعض الشيء، لم يعد المتطرفون اليمينيون في فرنسا حول مارين لوبان يمثلون" الجبهة الوطنية "، ولكن" التجمع الوطني ". ومن جانبها ترى صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" أن برنامج الحزب ظل كما هو مناهضا للاتحاد الأوروبي و للمهاجرين ، وظلت رئيسة الحزب الجديدة هي نفسها السابقة مثلما هو الحديث المزيف عن التجديد الكلي للحزب، مؤكدة "أن الشعبويين اليمينيين في فرنسا سيبقون في مكانهم: في الأسفل". وأضافت اليوميىة انه كما حصل من قبل، يشعر جزء كبير من الفرنسيين بأن النخب تخلوا عنهم، مشيرة الى أن "وعد الرئيس ماكرون بانشاء اتحاد أوروبي يحمي المواطنين لم يتم الوفاء به". وفي فرنسا كتبت صحيفة (لوباريزيان) انه منذ توليه زعامة الحزب الشيوعي الصيني متم 2012 ، ووصوله الى السلطة بداية 2013 ،عمل كسي جينبين على تعزيز سلطات النظام، معتمدا على الدعاية والحضور القوي في وسائل الاعلام التابعة للدولة. واضافت الصحيفة ان الرئيس الصيني جينبين ركز السلطة حول شخصه،وهو ما لم يفعله أي رئيس صيني منذ ربع قرن، ودخل في مسلسل لمحاربة الرشوة حيث تمت معاقبة ازيد من مليون اطار، مشيرة الى ان معارضيه رأوا في ذلك وسيلة للتخلص من خصومه الداخليين. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) ان جينبين يبحث في مواجهة الغرب عن تجسيد قوة عظمى عصرية ومحترمة في افق 2050 ، لكن دون تحقيق أي تنازلات بخصوص الحريات الفردية. وذكرت الصحيفة في هذا الصدد بصدور قانون يمنع المعارضة عبر الانترنيت ،وبادانة عدد من المدافعين عن حقوق الانسان بعقوبات قاسية، وبوفاة المناضل الديموقراطي ليو كسيابو الحاصل على جائزة نوبل للسلام 2010 ، داخل السجن رغم نداءات العفو الاتية من الخارج. واضافت الصحيفة ان طموح الرئيس الصيني البقاء في السلطة الى ما بعد 2023 ، يمكن اعتباره الحدث غير المتوقع، بعد ثلاثة عقود من نظام سياسي اعتاد على تجنب المفاجآت. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) ان جينبين ، منقذ حزب يعتبر انه يتخبط في ازمة، لم يتوقف خلال الخمس سنوات الماضية، عن الدفع به الى صلب اللعبة جاعلا منه ضامنا للنظام والانضباط في مسار بحث الصين عن القوة والثروة . وفي البرتغال، اهتمت الصحف بهجرة الأطباء الشباب والقفزة السياحية وتأثيرها على نشاط شركات النقل الجوي . وكتبت صحيفة (بوبليكو) أن عددا من الأطباء المتخصصين غادروا البلاد خلال السنوات الأخيرة من أجل البحث عن ظروف عمل أفضل ، مسجلة أن هذه الهجرة بدأت تتباطأ. وأضافت ان رئيس الجمعية الأوروبية للأطباء مايس دو دوس حذر من موجة هحرة جديدة ذات خصائص مختلفة : في غضون خمس سنوات سنشهد قفزة لدى الأطباء الشباب الباحثين عن مناصب عمل شاغرة من اجل متابعة الدراسة في التخصص الطبي الذي يختارونه، لأنه غير موجود في البرتغال . وأشارت إلى أن هذا التحذير يدعمه الرئيس السابق للمجلس الوطني للأطباء الداخليين إدسون أوليفييرا الذي اعتبر أن هذه الحركية يمكن أن تنطلق حتى في ظرف ثلاث سنوات مع تنامي عدد الشباب الذين لا يتوفرون على فرص لاستكمال تكوينهم الطبي. من جانبها، كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسيا) ان البرتغال حطمت الرقم القياسي في عدد السياح الذين يتوافدون عليها ، ما جعل شركات النقل الجوي العاملة في البرتغال تطلق أزيد من 20 خطا جويا جديدا والرفع من عدد الرحلات المتجهة لبعض الجهات. وتابعت اليومية أن فصل الصيف على الأبواب، و بناء على هذه التطورات الإيجابية يتوقع تسجيل زيادة في عدد المسافرين.