ركزت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوربا الغربية على مجموعة من القضايا من بينها الأزمة بين لندنوموسكو جراء عملية تسميم جاسوس روسي سابق فوق التراب البريطاني وتحالفات ما بعد الانتخابات بإيطاليا التي يعيقها تشتت القوى السياسية وغياب الأغلبية البرلمانية المطلقة بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية في روسيا المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل إلى جانب التوقيع على اتفاق تشكيل الائتلاف الحاكم بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا وغيرها. ففي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بفضيحة اللحوم حيث وجهت أصابع الاتهام إلى الوكالة الفدرالية للأمن وسلامة السلسلة الغذائية التي تعاني من العديد من الاختلالات. وفي هذا الصدد، كتبت ( ليكو ) أنه وبعد فضيحة الفيبرونيل في غشت الماضي، تأتي فضيحة مجازر فيفيبا لترفع المصداقية من جديد عن سلسلة المراقبة الغذائية ببلجيكا، مشيرة إلى أن الانتقادات تتجه بالأساس نحو الوكالة الفدرالية للأمن وسلامة السلسلة الغذائية. من جانبها، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أن اكتشاف اللحوم الفاسدة في أجهزة التبريد لشركة (فيفيبا) والتوضيحات غير المقبولة للوكالة الفدرالية للأمن وسلامة السلسلة الغذائية تشكلان فضيحة غذائية جديدة يجب الرد عليها بالصرامة المطلوبة. أما (لوسوار)، فقد أشارت إلى أن الاستياء من الوكالة الفدرالية للأمن وسلامة السلسلة الغذائية عميق، مضيفة أن الأمر يتطلب إصلاحا جذريا لها. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بالمفاوضات الجارية حول ميثاق لتمويل الجهات المستقلة بالإضافة إلى الأزمة بين لندنوموسكو . وكتبت صحيفة ( البايس ) أن الحزب العمالي الاشتراكي أهم أحزاب المعارضة لن يقبل أي اقتراح من طرف رئيس الحكومة ماريانو راخوي من أجل التوصل إلى ميثاق لتمويل الجهات المستقلة بالبلاد ما لم تكن هناك زيادة تشمل الميزانيات الموجهة إلى هذه الجهات . وأضافت الصحيفة أن الحزب العمالي الاشتراكي يطالب بموارد مالية كافية لتمويل الجهات كما يدعم الحفاظ على مستوى الرفاه مشيرة إلى أن الحزب الشعبي الحاكم أكد أن اقتراحه بشأن هذا الموضوع سيكون جاهزا قريبا . ومن جهتها قالت صحيفة ( إلموندو ) إن الوزيرة الأولى البريطانية تيريزا ماي وجهت إنذارا إلى الرئيس الروسي فلادمير بوتين من أجل تقديم توضيحات وشرح عملية التسمم بغاز للأعصاب التي تعرض لها الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا اللذان يرقدان في المستشفى في وضعية صحية حرجة . وبدورها أشارت صحيفة ( لاراثون ) إلى الخلاف القائم بين كارليس بيغدومنت الرئيس السابق للحكومة المحلية بجهة كتالونيا وحزبه ( الحزب الديموقراطي الأوربي لكتالونيا ) الذي رفض بعض قيادييه مخطط بيغدومنت للضغط من أجل تنظيم انتخابات جهوية جديدة . أما في بريطانيا فركزت الصحف على الإنذار الذي أطلقته الوزيرة الأولى البريطانية تيريزا ماي اتجاه روسيا بشأن عملية الجاسوس الروسي السابق الذي تم تسميمه فوت التراب البريطاني . وسلطت صحيفة ( التايمز ) الضوء على الموقف الثابت الذي اتخذته رئيسية الوزراء تيريزا ماي الذي منح لموسكو مهلة حتى يوم غد الثلاثاء لتقديم التوضيحات بشأن قضية الجاسوس الروسي السابق الذي تم تسميمه مضيفة أن غاز الأعصاب الذي تم استخدامه ضد الجاسوس السابق وابنته هو نوع من ضمن أنواع بعض الغازات المتلفة للأعصاب المعروفة باسم ( نوفيتشوك ) التي طورتها روسيا . وأوضحت الصحيفة أن تيريزا ماي أكدت أنه " في غياب رد موثوق به نستنتج أن هذا الإجراء يشكل استخداما غير قانوني للقوة من قبل الدولة الروسية ضد المملكة المتحدة وسأعود بالتالي أمام مجلس العموم وأقدم مجموعة من الإجراءات التي سنتخذها للرد على هذا الأمر" . ومن جهتها عادت صحيفة ( دايلي تلغراف ) للحديث عن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية التي أكدت أمس الاثنين أنه " من المرجح أن تكون روسيا مسؤولة عن تسميم الجاسوس الروسي السابق سريجي سكريبال وابنته " مضيفة أن ماي وصفت هذا العمل ب " الأعمى والمتهور " . أما صحيفة ( دايلي ماي ) فذكرت بالعقوبات التي أصدرتها الحكومة البريطانية ضد المواطنين الروس بعد قضية ليتفينينكو مشيرة إلى أن هذه العقوبات لا تزال سارية المفعول . وأضافت أنه في حالة سيرجي سكريبال البالغ من العمر 66 عاما وابنته يوليا البالغة من العمر 33 عاما واللذين كانا ضحية محاولة قتل عن طريق مادة سامة تتلف الأعصاب أكدت تيريزا ماي أنها "مستعدة لاتخاذ إجراءات أكثر أهمية " مشيرة إلى القوات البريطانية المتمركزة في استونيا في إطار حلف شمال الأطلسي . أما في فرنسا فكتبت صحيفة (ليبراسيون) ان روسيا قد تكون وراء محاولة قتل العميل الروسي المزدوج ونجلته في الرابع من مارس بساليزبوري جنوب المملكة المتحدة، مشيرة الى ان رئيسة الوزراء البريطانية دعت بوتين الى تقديم توضيحات بهذا الشأن. واضافت الصحيفة انها المرة الثانية على الاقل خلال 12 سنة التي قد تكون فيها روسيا ادخلت الى التراب البريطاني مادة خطيرة من اجل تصفية واحد او عدة اشخاص تعتبرهم "اعداء" دون ايلاء أي اعتبار للخطر الذي قد يشكله ذلك على السكان المدنيين، مذكرة بانه تم في سنة 2006 تسميم الجاسوس الروسي اليكساندر ليتفينيكو وسط لندن بمادة البولونيوم -210 ، وهي مادة مشعة يتم تصنيعها فقط في روسيا. من جانبها قالت صحيفة (لوموند) ان غاز الاعصاب الذي استعمل ضد سيرغي سكريبال ونجلته يوليا هو مادة ذات استعمال عسكري تطورها روسيا ، مشيرة الى ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي اعطت مهلة لموسكو من اجل تقديم توضيحات الى منظمة حظر استعمال الاسلحة الكيماوية. واشارت الصحيفة الى ان رد فعل موسكو تمثل في وصف كلمة رئيسة الوزراء البريطانية ب"السياسة الجديدة المبنية على الاستفزاز". من جانبها اكدت صحيفة (لوفيغارو) ان هذا الاعتداء يندرج في رأي تيرزا ماي ضمن تنامي عدم ثقة الروس تجاه الغرب، منذ ضم القرم، والتدخل في الانتخابات بالخارج، والهجمات الالكترونية، ثم القيام مؤخرا بنشر ترسانة عسكرية جديدة من قبل فلادمير بوتين. وذكرت الصحيفة ان النظام الروسي اتهم خلال مدة لم تتجاوز اربع سنوات بعدة تهم منها توفير منصة اطلاق الصواريخ التي تم عبرها اسقاط طائرة مدنية فوق اوكرانيا، والتاثير في الانتخابات الرئاسية الامريكية، ومحاولة ضرب استقرار الديموقراطيات الغربية من خلال نشر معلومات كاذبة، او تغطية هجمات كيماوية بسوريا. وفي إيطاليا، واصلت الصحف اهتمامها بتحالفات ما بعد الانتخابات التي يعيقها تشتت القوى السياسية وغياب الأغلبية البرلمانية المطلقة. وفي مقال بعنوان "حركة خمس نجوم ورابطة الشمال تجتاز اختبار رئاسة مجلس النواب" ، كتبت صحيفة (لاريبوبليكا) أن قطع الحزب الديمقراطي أي جسر للتواصل مع متصدري الانتخابات التشريعية واستبعاده إبرام أي اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي ، تبقى رئاسة مجلسي النواب والشيوخ محصورة بين "الفائزين" . ونقلت اليومية عن نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي موريزيو مارتينا، قوله أمس الاثنين خلال اجتماع تعيين أمينه العام الجديد "سنواصل خدمة المواطنين من المعارضة ، "لقد كانت هزيمتنا واضحة و نحن نحترم كثيرا اختيار الإيطاليين" ، مضيفا أن تشيكل حكومة جديدة متروك الآن لأولئك الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات وحظوا بشرف تولي السلطة في البلاد. وأشارت إلى أن أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي أكدوا على ضرورة أن يكون لدى الجمعية الوطنية القادمة للحزب القدرة للتأسيس لمشروع بناء يرتكز على أفكار جديدة أكثر من أي وقت مضى و لايعتمد فقط على أصوات الناخبين، معتبرين أن الحزب الديمقراطي يحتاج إلى مشاركة واعية في المشهد السياسي و إلى قراءة سياسية وثقافية ترقى إلى ما نعيشه اليوم و إلى قيادة قوية ومعترف بها من قبل الجميع. وذكرت صحيفة (لاستامبا) أن رئيس رابطة الشمال قال أمس الاثنين خلال الاجتماع الأول للمجلس الوطني للرابطة إن الإيطاليين لم يصوتوا لنا لإعادة رينزي أو جنتيلوني إلى الحكومة" . واعتبر أن الأمل المتبقي من أجل الخروج من المأزق السياسي هو إشراك الحزب الديمقراطي في اتفاق موسع مع حركة خمس نجوم، و الذي ربما يفضي إلى منحه رئاسة أحد مجلسي البرلمان . من جانبها ، ذكرت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن برلمانيين أوروبيين يسعون لجمع توقيعات من أجل حث الحزب الديمقراطي على دعم حكومة بقيادة زعيم حركة خمس نجوم ومرشحها لرئاسة الوزراء لويجي دي مايو، للحيلولة دون تشكيل حكومة يمين-وسط يتزعمها رئيس رابطة الشمال، ماتيو سالفيني، المناهض للمشروع الأوروبي . أما في سويسرا فاهتمت الصحف بالانتخابات الرئاسية في روسيا المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل ، والتي ترشح لها الرئيس الحالي فلاديمير بوتين. فتحت عنوان "الامتناع عن التصويت ، العدو الرئيسي لبوتين" ، كتبت صحيفة "لوتون" أن الكرملين يستخدم جميع موارده الإدارية لتعبئة الهيئة الناخبة التي تبدو غير متحمسة بالنظر الى انه من المتوقع إعادة انتخاب فلاديمير بوتين. وأضافت اليومية أن دفع الجماهير الروسية للتوجه إلى صناديق الاقتراع هي المهمة الهائلة التي انيطت بالإدارة الرئاسية وسلسلتها الهرمية الطويلة وصولا إلى مدراء المدارس والمستشفيات والمصانع. من جانبها، علقت يومية "تريبيون دو جنيف" تحت عنوان "بوتين لا يريد التشبث بالسلطة"، على مزاعم الرئيس الروسي بأنه لا ينوي تغيير الدستور للبقاء في الكرملين بعد عام 2024. وقالت الصحيفة ان النقاد يتهمون رجل الكرملين القوي الذي انتخب للمرة الاولى رئيسا في عام 2000 برغبته في البقاء في السلطة الى أجل غير مسمى" مضيفا انه كان يتباهى دائما باحترام الدستور الذي يحظر تولي أكثر من فترتين رئاسيتين متتاليتين". ولاحظت صحيفة "فانت كاتر اور" ان بوتين حافظ على قبضته على السلطة حتى عندما أصبح رئيسا للوزراء بعد دعمه لدميتري ميدفيديف ، ليصبح رئيسا. وفي ألمانيا تناولت الصحف موضوع التوقيع على اتفاق تشكيل ائتلاف حاكم بين الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي أمس الاثنين. من جانبها ، ترى صحيفة "فرانكفوتر الغماينه تسايتونغ" ان صراعات التوزيع التي ظهرت مع قدوم المهاجرين إلى ألمانيا ، يرغب التحالف القديم الجديد في تهدئتها بالكثير من الاموال، مضيفة أنه عند اللجوء إلى هذه الوسيلة ، تكون أحزاب الائتلاف موحدة أكثر من أي جهة أخرى. واضافت اليومية ان "الحكومة الاجتماعية" أصبحت الآن في المقدمة ، والتي لم يبرزها رئيس الحزب الاشتراكي الاجتماعي ، ولكن رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر. وكتبت صحيفة "هاندلسبلات" أنه على الرغم من الشعور بالارتياح، فان اتفاق الائتلاف لا يكفي لتهييئ البلاد للمستقبل ، ويهدف إلى حد كبير الى الحفاظ على الوضع الراهن، وهو أمر قد يقال إنه ليس سيئا في وجه التحسن الذي دام ثماني سنوات. واعتبرت اليومية ان المشكل الوحيد يكمن في كون هذا النجاح الاقتصادي يأتي من الإصلاحات السابقة وإذا كان الائتلاف يريد الاكتفاء به ، فإنه سيعرض رخاء الغد للخطر.