بينما تقول نقابة مهنيي قناة "ميدي 1 تيفي" إن المؤسسة "تعيش مؤخراً أوضاعاً متشنجة جراء عدد من القرارات الارتجالية ضد العاملين والمراهنة على خيار الكم بدل الكيف"، فاجأت المؤسسة الإعلامية عددا من المهنيين والمتابعين بإعلانها "احتلال الريادة في المغرب كأول قناة إخبارية، متقدمة على القنوات الفضائية العربية والدولية". وكانت إدارة "ميدي 1 تيفي" أفادت، في بلاغ لها بحر الأسبوع الجاري، بأنه "استنادا إلى دراسة نسب المشاهدة للقنوات التلفزية العالمية بالمغرب، والتي أنجزها مركز Kantar TNS برسم سنة 2017، حققت القناة، بشبكتيها المغاربية والإفريقية، نسبة مشاهدة بلغت 4.9%؛ وخمسة عشر مليون مشاهد في الأسبوع". وفي ظل "الوضع التراجعي" الذي تعيشه المؤسسة، حسب عدد من المصادر المهنية من داخل القناة نفسها، سارع المدير العام للقناة، حسن الخيار، إلى الاجتماع مع عدد من كبار المعلنين في مدينة الدارالبيضاء؛ وعرض عليهم هذه الأرقام في محاولة لاستمالتهم. معطيات حصلت عليها هسبريس كشفت أن الأرقام التي أعلنها الخيار تُخالف تماماً ما كان "تجمع المعلنين بالمغرب" قد أكده، قبل أيام، حين تحدث عن "هيمنة القنوات الخليجية الدينية على قائمة القنوات الأكثر مشاهدة في المغرب بنسب تفوق 50 في المائة، في وقت تتذيل ثلاث قنوات من القطب العمومي بنسبة 2 في المائة مؤخرة الترتيب، إلى جانب ميدي 1 تيفي، التي فقدت بريقها في السنتين الأخيرتين". وتعليقاً على ذلك أوضح مصدر من جمعية "تجمع المعلنين بالمغرب" أن "هناك هيمنة واضحة للقنوات والإذاعات الدينية على المشهد السمعي البصري، وفق المعطيات المتوفرة لدى مهنيي الإعلانات بالمغرب، في وقت أصبحت القنوات المغربية تسجل تراجعا كبيرا في نسب المشاهدة، باستثناء قناة "دوزيم"، التي تسجل نسب مشاهدة قياسية تفوق ثمانية ملايين مشاهد بالنسبة لبعض برامجها، والقناة الأولى التابعة للقطب العمومي". المصدر ذاته تحدث عن تسجيل قناة "دوزيم" نسبة مشاهدة قاربت 34 في المائة في الأسبوع الثاني من شهر فبراير، الممتد ما بين 7 و13 فبراير الماضي، وما يقارب 25 في المائة بالنسبة لقناة الأولى التابعة للقطب العمومي. وخلافا للأرقام التي أعلنتها "ميدي 1 تيفي"، شدد تجمع المعلنين بالمغرب على أن القناتين الأولى والثانية استطاعتا المحافظة على نسب مشاهدة عالية، نظرا لمحافظتهما على الإستراتيجية الترويجية نفسها التي تلقى اهتمام شرائح معينة من المجتمع، مؤكدا أن نسب مشاهدة أخبار المساء باللغة العربية وحالة الطقس مازالتا تسجلان معدلات قياسية من حيث المتابعة بالقناة الأولى. في مقابل ذلك، يرى المتحدث أن "عددا من الخيارات الارتجالية في السياسة العامة لميدي 1 تيفي، والتي انتقلت من قناة متنوعة إلى قناة إخبارية ثم متنوعة وشاملة في زمن قياسي، هو ما أفقدها نسب مشاهدة كبيرة، إذ انتقلت من 7 في المائة قبل ثلاث سنوات إلى أقل من 1 في المائة، وفق تقديرات خبراء في المجال، في ظل غياب شارة القياس التي رفعتها إدارة القناة بمحض إرادتها في ظل تراجع نسبة مشاهدتها". من جهة ثانية، استغرب مصدر من داخل القناة تموقع "ميدي1 تيفي" في موقع الريادة، وقال المصدر الصحافي، غير راغب في كشف هويته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "أوضاعنا لا تعكس هذه الريادة؛ ففي ظرف شهر واحد أقدمت أربع صحافيات على الاستقالة، وهناك استقالات أخرى في الطريق". ولفت المتحدث الانتباه، من خلال التصريح ذاته، إلى أن "إدارة المؤسسة باتت تفرض رقابة ذاتية شديدة على خط تحريرها، وترفض لمعدي البرامج عددا من الأسماء المقترحة للمشاركة في برامج حوارية ساخنة، كما كان في السابق، وهو ما أفقدها بريقها"، على حد قوله.