أطرح دائما هذا السؤال على النساء: - "لوْ كْنْتِ راجْلْ أشْنو ديري؟" - "لوْ كْنتْ راجل كاعْ مَنْتْعامْل مْعَ مْرْتي ووْلادي بْحالْ لِكَيْدِروا الرجال" - "وْأشْنو غَدي دّْري زْعْمَ؟" - "أولا مَنْبْقاشْ هِكَنْغْوّْتْ ونْقْلّْبْ عَلى الصّْداعْ، ونْهْضْرْ باللطافة وبالشّْوِيَّة، ونْعْطيها الوقت، ونحترم مْرْتي، وكاعْ مَنْمْشي لْقْهاوي، ونْدْخْلْ بْكْري للدّارْ، ونعاوْنْها فالشّْغُلْ وفي التربية ونْحاول نْفْهْمْ مْرْتي ونْتْفاهْمْ مْعاها وكاعْ مَنْدَّبْزْ مْعَها". كل النساء بدون استثناء يشتكين من شيئين: أولا صراخ الرجال "دِما يْغْوّْتْ ويْنْكّْدْ عْليك الحياة"، وثانيا غياب الرجل من المنزل "دِما عْلى بْرّا وكاعْ مَيْعْطيكْشْ الوقت". والغريب في الأمر أن كل الأطفال والمراهقين وحتى الكبار عندما يتحدثون عن آبائهم يشتكون من قسوة تعاملهم معهم وعن صراخهم "بّا صْعيبْ بْزّاف ودايْمْنْ كَيْغْوّْتْ وما عَجْبو حالْ". وأشعر وألاحظ خلال وصف النساء لرجالهم ووصف الشباب والأطفال لآبائهم أن رب العائلة المغربية يزرع الرهب في المنزل وكأن المرأة وأطفالها رهائن في بيت "الإرهاب الأبوي". بمعنى آخر أن المرأة والأطفال يعيشون حالة قلق مزمن "سْطْريسْ كْرونِيكْ". ونعرف أن القلق المزمن يسبب عدة أمراض مثل الاكتئاب والسكري والأمراض القلبية، وأمراض الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي، وعدة أمراض أخرى. كما أن هذا القلق المزمن الناتج عن ممارسة الإرهاب المنزلي من طرف الرجل بإمكانه أن يتسبب لدى الأطفال في أعراض خطيرة مثل "ضعف الشخصية، فقدان الثقة في النفس، اضطراب في التركيز وضعف النقط المدرسية، التَّبوُّل أثناء النوم، الخوف المزمن، اضطراب في العلاقات الاجتماعية ... وما زالت اللائحة طويلة. ويجب العلم بأن القلق المزمن "سْطْريسْ كْرونيكْ" يتسبب في مرض نفسي آخر يرافق الضحية طول حياته، وهو "الإجهاد اللاحق للصدمة"، لأن صراخ الأب الدائم يتسبب في صدمات مزمنة. وهنا أتحدث عن صراخ الأب فقط ولكن لمّا أضيف العنف الممارس من طرف الذكر ضد المرأة والأطفال، مثل الضرب والشتم والاحتقار والحط من كرامة الأبناء والزوجات، نرى القلق المزمن يسود البيت 24/24 ساعة ويتضخم بقوة ويتجاوز قلق الإرهاب! ولهذا، نرى أن العلاقات بين المرأة والرجل من جهة، وبين الابن والأب من جهة أخرى، تبقى دائما علاقات مبنية على نمط "مُعتدي/ضحية". وأشير إلى أن الأنثى تبقى دائما ضحية، سواء في علاقتها مع الأب أو الأخ أو الزوج، بينما الذكر يتحول من "ضحية" إلى "مُعتدي" لمّا يصبح زوجا وأبا، بمعنى آخر لما يصبح "رب العائلة". ولهذا اقترح على مدونة الأسرة: 1- أن تجعل من المرأة ولوحدها "ربة العائلة" لكي نخفض من كبرياء الذكر ومن إرهابه على الأنثى. 2- أن تُجبر الذكر على الأشغال المنزلية (الكوزينة والعجينة والصابون والتّْجفاف والحديدة ....) بإنصاف مع الأنثى. 3- أن تكون المرأة صاحبة السجل المدني. 4- أن يحمل الأطفال الاسم العائلي للأم فقط. 5- أن يكون حساب بنكي مشترك بين الأزواج ويُمنع أي حساب بنكي شخصي للزوجة أو الزوج، وكل أرباح الأزواج تُصب في حساب واحد، وللزوجين نفس الحقوق في التصرف في الحساب. 6- أن تغلق كل المقاهي في وجه الذكور انطلاقا من الخامسة بعد الزوال. 7- أن يكون رقم هاتفي أخضر لضحايا "الإرهاب الأبوي أو الذكوري". 8- أن يكون في جميع البيوت والأزقة "زِرّ أحمر" لطلب النجدة عندما يمارس الذكر "الصراخ" و"الإرهاب الذكوري". 9- أن تفتح مراكز تجبر العلاج النفسي لمرض "الإجهاد اللاحق للصدمة" لكل من يرغب في الزواج. 10- أن تفتح مدارس وتجبر تكوين كل من يرغب في أن يكون غدا أبا أو أمّا. 11- أن تفتح مراكز لمحو "الجاهلية الذكورية" و"الحُكْرة الذكورية". 12- أن تكون المساواة في اللباس بين الذكر والأنثى. *خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي