صدر مؤلف للكاتب المغربي منير بن رحال، يتطرق فيه لصورة الطفل في الخطاب الإشهاري المغربي، بالاعتماد على مقاربة ذات طابع سيميائي. ويركز الكاتب في تحليلاته، بهذا الكتاب الموسوم " صورة الطفل في الخطاب الإشهاري المغربي "، والصادر ضمن منشورات الزمن " شرفات / العدد 93 " ، على مختلف مكونات الصورة الإشهارية من خلال تحديد مفهوم للإشهار وكيفية التصدي له من زاوية سيميائية. ويعتمد الكاتب على عدة نماذج إشهارية سبق بثها على قنوات وطنية، وذلك من أجل تفكيكها وإبراز نوعية تأثيرها على الأطفال. ومن الخلاصات أن الإشهار يساهم في تكريس مجموعة من العادات لدى الأطفال، تؤثر على طفولتهم، وهو ما يتطلب حمايتهم . وفي السياق ذاته يطرح الكاتب مجموعة من الأسئلة، ليترك الإجابة عليها من جانب القراء، منها: هل نغلق أذاننا تجاه خلاصات دراسات تشير إلى أن الأطفال لا يتمتعون بطفولتهم بسبب العادات السلبية التي يرسخها الإشهار؟ هل من خطط يتم وضعها أجل حماية الأطفال من نزيف الاستهلاك الذي لا حدود له؟ وأبرزت مقدمة الكتاب أن الخطاب الإشهاري يعد سلاحا لخدمة الاستراتيجية التجارية الهجومية للمقاولات في الحرب الاقتصادية المتعلقة بغزو الأسواق . وتابعت: "من خلال قراءة لعدد من الإشهارات لاحظنا بالفعل أن الخطاب الإشهاري يقوم بحرب نفسية حقيقية تشنها المقاولات لهزم خصومها، وترسيخ صور علاماتها في أذهان المستهلكين، في تجاهل تام لقيم المجتمعات وأنماط تفكيرها ". وبناء عليه، يقول الكاتب، فقد قام الإصدار برصد مستوى الخطاب في بعده التداولي، ممثلا في تطبيق مقاربة سيميائية بصرية، لاستجلاء البيئة التحتية لصور الأطفال التي يوظفها الإشهار من أجل الإقناع.