قُبيل أقل من ثلاثة أسابيع من موعد إيداع ملف ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، الذي حدّد له الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تاريخ 16 مارس المقبل، يلف الغموض تفاصيل الملف المغربي، في ظل تكتّم الأطراف المعنية وغياب رؤية تشاركية من قبل شركة "Vero Communication" البريطانية، المتعاقدة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتسويق ملف "المغرب 2026". استبشر الرأي العام الرياضي المغربي خيرا بعد انفتاح لجنة ترشح المغرب، برئاسة مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، المعيّن من قبل الملك محمد السادس، على وسائل الإعلام الوطنية والدولية، عبر لقاء إعلامي، منذ أقل من شهر، جرى الكشف خلاله عن "اللوغو" الخاص بالملف والإعلان الرسمي عن الخطوط العريضة للترشح المغربي الخامس من أجل نيل شرف احتضان "المونديال". إلا أن فحوى الملف المغربي ظلت حبيسة طاولات اجتماع صناع القرار، فيما اقتصر دور الشركة التسويقية على بعض التلميحات لنقط ارتكاز الملف المغربي دون الخوض في التفاصيل. وإن كانت شركة "Vero" البريطانية تعد من رواد التسويق الرياضي في السنوات الأخيرة، بحكم اشتغالها على بعض الملفات "الرابحة"، كما كان الشأن بالنسبة إلى ملفي "أولمبياد باريس 2024" أو "مونديال قطر 2022"، فإن الأخيرة نهجت سياسة "التغريدات" عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فقط. واتّضحت محدودية قدرة الشركة على طرح معطيات ومعلومات أكثر للرأي العام الدولي حول تفاصيل الملف المغربي، فأضحت في بعض الأحيان تقوم بدور المنابر الإعلامية في نشر أخبار ومستجدّات كرة القدم الوطنية مع النبش في الماضي بين الفينة والأخرى. اجتماعات متواصلة تلك التي تقوم بها لجنة ترشح المغرب لاحتضان "مونديال 2026"، منذ أسابيع، كما هو الشأن بالنسبة إلى اللقاء الذي عقده مولاي حفيظ العلمي، رئيس اللجنة، والذي جمعه بهشام العمراني، المدير التنفيذي للملف المغربي ورشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة. وتباحثت الأطراف الثلاثة في بعض النقط المتعلّقة بالترشيح المغربي من أجل احتضان "المونديال"، خاصة على مستوى الملاعب التي سيتم إحداثها في المدن المؤهلة لاستضافة العرس العالمي، في ظل غياب أي بلاغ رسمي حول هذه النقطة المهمة. ويخيّم "الصمت" على تقارير اللجنة المغربية، إذ يغيب أي ناطق أو مخاطب رسمي، كان من المفترض أن يشعر الرأي العام بسيرورة الملف المغربي، لا سيما مع اقتراب موعد تقديمه بصفة رسمية أمام أنظار الاتحاد الدولي لكرة القدم، قبل أن تقوم لجنة "فيفا" بزيارة تفقدية رسمية خلال أبريل المقبل ثم تقديم تقريرها التقييمي في الشهر الموالي، على أن يتم اختيار الملف من عدمه لعرضه للتصويت في 13 يونيو. وإن كان حدث "مونديال 2026" كرويا بامتياز، فإن البعد الشعبي للملف المغربي لم يتم استحضاره بشكل كبير، كما كان الشأن خلال مناسبات سابقة، من خلال تسويق ملف الترشح لنسخة 2010، على سبيل المثال، حيث جرى استغلال مباراة "الديربي" التي جمعت فريقي الوداد والرجاء البيضاويين لتقديمه كطابق كروي ترويجي للمغرب، تحت أنظار رئيس "فيفا" حينها، فضلا عن الملصقات والدعايات الإشهارية التي رافقت المرحلة التي تسبق الإعلان عن البلد المستضيف للتظاهرة الكروية العالمية. يشار إلى أن شركة "Vero Communication" البريطانية تواصل بسط إستراتيجيتها التواصلية والتسويقية الخاصة بملف ترشّح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، مرتكزة بالأساس على الحسابات الرسمية التي أحدثتها باللغات الثلاث عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث يسهر المشرفون على هذه الأخيرة على إبراز نقط قوة الملف المغربي مع تغليب بعده الإفريقي في عدّة مناسبات، مستغلّة انفتاح المملكة على استضافة تظاهرات رياضية قارية، في الظرفية الأخيرة، على غرار "الشان"، الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي، مباراة الكأس الممتازة، فضلا عن مؤتمر "كاف" لكرة القدم النسوية الذي ستستضيفه مدينة مراكش في الشهر المقبل. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com