بَات الجانب التواصلي لملف ترشّح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، يؤرّق بال اللجنة التي يرأسها مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، لاسيما في ظل غياب الانسجام بين المؤسسات المخوّل لها تدبير ملف "التسويق والتواصل" على المستويين الداخلي والخارجي، إذ بدأ التفكير في إعادة النظر في السياسة المتّبعة، قبيل أقل من أسبوعين من موعد التقديم الرسمي للملف على طاولة الاتحاد الدولي لكرة القدم. وفي الوقت الذي أنيطت مهمّة "التواصل الداخلي" على المستوى المحلي، بمجموعة "كليم" التي تنشط في مجال الاستشارة التواصلية، بشراكة مع مجموعة "1896 Sports Management"، المختصة في مهن الرياضة، الإعلام و"الماركوتينغ"، فإن كسب هذه الأخيرة لرهان تسويق ملف المغرب للترشح ل"مونديال 2026" لم يواز طموحات صناع القرار بعد أزيد من أربعة أشهر من انطلاق عمل الشركتين السالف ذكرهما، نقلا عن مصدر وثيق الاطلاع للجريدة، إذ لم يساير "الثنائي" المشكل إيقاع شركة "Vero Communication" البريطانية التي اقتصر دورها على جانب التسويق "الخارجي". الجانب التقني في التحضير لملف "المغرب 2026"، من صناعة الشعار الرسمي "اللوغو"، مرورا بإحداث بوابة إلكترونية إلى مواكبة عمل لجنة الترشح المغربي خلال الزيارات المرتقبة للجان "الفيفا" في أبريل المقبل، من بين النقط التي تضمّنها برنامج عمل مسؤولي التواصل "المحلي"، إلا أن منهجية العمل المتّبعة لم ترق إلى ما كان متوقّعا، إذ من المرتقب أن تتسارع الوتيرة على مستوى هذا "الشق" المهم في سباق كسب رهان تنظيم "المونديال"، في ظل "الركود" الذي لمسته لجنة مولاي حفيظ العلمي وغياب البعد الإشعاعي الشعبي عن السياسة التواصلية المتّبعة. إعادة رسم خارطة طريق تسويق ملف "المغرب 2026"، من بين الأولويات التي من المفترض أن تحظى باهتمام لجنة الترشح المغربي، انطلاقا من إحاطة الأخير بدعم "شعبي" عن طريق إشراك الجميع في صلب الاهتمام بهذا المشروع الكروي الهام، بالموازاة مع التركيز على الجانب "التواصلي" على المستوى الخارجي، الذي يبقى من مسؤوليات شركة "Vero" البريطانية، التي تعد من رواد التسويق الرياضي في السنوات الأخيرة، بحكم اشتغالها على بعض الملفات "الرابحة"، كما كان الشأن بالنسبة إلى ملفي "أولمبياد باريس 2024" أو "مونديال قطر 2022. في سياق مرتبط، أبرز الملغاشي أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الدور "الجوهري" الذي يلعبه جانب "التواصل" في المنافسة الثنائية بين الملفين المغربي والأمريكي لاستضافة "مونديال 2026"، إذ خص المسؤول الأول في الجهاز الكروي القاري، بتصريح ل"هسبورت"، قائلا "يتحمل الإعلام المغربي أيضا المسؤولية في الصراع التواصلي بين الملفين، فلسنا مخولين باعتبارنا إدارة كروية فقط بالعمل في عمق الموضوع"، مردفا "إذا فشلنا في كسب رهان تنظيم المونديال فإنها ستعتبر خسارة إفريقية-مغربية أمام التواصل الأمريكي".