حَصلت مجموعة "كليم" المختصة على مستوى الاستشارة التواصلية، في يونيو من السنة الماضية، على مشروع تسويق ملف ترشح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، عن طريق فرع تم إحداثه لهذا الغرض يحمل تسمية "Sports Management1896" شركة مختصة في مهن الرياضة، الإعلام و"الماركوتينغ"، لتطرح معها التساؤلات داخل أوساط ال"Com" في المغرب عن كيفية تفويت المشروع، والطريقة التي سيتم بها تدبير الملف. هشام جسوس، مدير الشركة التسويقية الرياضية التابعة لمجموعة "كليم"، التي رأت النور في فبراير 2017، في الوقت الذي بدأ فيه المغرب يحضّر لملف "موروكو2026"، ليس بالشخص الغريب عن الدواليب الرياضية والكروية خاصة، إذ اشتغل في شركة مكلفة ببث مباريات نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل كما اشتغل منسقا عاما للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بين سنتي 2012 و2017، مكلفا بالتنسيق التنظيمي، وذلك في الحقبة التي كان يشغل فيها هشام العمراني، مهام الكاتب العام ل"الكاف". ارتكز العمراني على خبرة هشام جسوس ومولاي أحمد القادري (الصورة)، نجل حميد القاديري، الرئيس المدير العام لشركة "كليم" ومديرها التنفيذي، حيث انضم الشابان إلى لجنة الملف المغربي، تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الأخيرة التي تتعامل سلفا مع الشركة الرائدة وطنيا على مستوى الاستشارة التواصلية، حيث أناطت بها مهام بسط إستراتيجية التواصل على المستوى الداخلي، بالموازاة مع عمل شركة "Vero Communictaion" البريطانية التي تعنى بالشق التواصلي الخارجي. من جهة، تعمل شركتا " Sports Management1896" بقيادة محمد جسوس و"KeneoMTG" التي يمثلها في لجنة "موروكو2026" كل من المدير لويك دوروسيل والمستشار إدوارد دونيلي، على الشق المتعلّق بالجانب التقني لملف المغرب "Bid Book"، فيما تشترك الشركة الأولى مع مجموعتها "الأم" في التواصل "المحلي"، الأخير الذي بدأت تظهر تجلياته في إعداد الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن "الفيلم" الترويجي الرسمي. الركود الذي ميّز المهام المنوطة باللجنة التواصلية، تزامن مع تعيين الملك محمد السادس لمولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، رئيسا للجنة بمعية المدير التنفيذي هشام العمراني، حيث بات الجانب التواصلي لملف ترشح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، يؤرّق باله، في ظل انعدام الانسجام بين المؤسسات المخوّل لها تدبير ملف "التسويق والتواصل" على المستويين الداخلي والخارجي، إذ بدأ التفكير في إعادة النظر في السياسة المتّبعة، قبيل أقل من أسبوعين من موعد التقديم الرسمي للملف على طاولة الاتحاد الدولي لكرة القدم. هذا في الوقت الذي بدأت الانتقادات تطال المؤدى العام للمسؤولين عن تسويق المنتوج "محليا"، انطلاقا من النهج "الفرنكفوني" المعتمد في التعاطي مع المعلومة الخاصة بملف "موروكو2026" وما يوازيه من استغلال منصات التواصل التي لا تحظى بشعبية كبيرة في المغرب، على غرار موقع "تويتر"، فضلا عن "الفيلم الترويجي" للملف المغربي الذي لم يرق إلى حجم التطلعات، حسب آراء النقاد. تدخّل مولاي حفيظ العلمي، جعله يفكّر في ضرورة إعادة رسم خارطة طريق تسويق ملف "المغرب2026"، إيمانا منه بأن الأولويات التي من المفترض أن تحظى باهتمام لجنة الترشح المغربي، تنطلق من إحاطة الملف بدعم "شعبي" وإشراك الجميع في صلب الاهتمام بهذا المشروع الكروي الهام، بالموازاة مع التركيز على الجانب "التواصلي" على المستوى الخارجي، الذي يبقى من مسؤوليات شركة "Vero" البريطانية، الرائدة في التسويق الرياضي. من هذا المنطلق أتى مشروع شبابي تزامن مع موعد الإيداع الرسمي لملف ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، في تاريخ 16 مارس المقبل، إذ تم إطلاق بوابة إلكترونية جديدة تحمل عنوان"imagine2026"، بالإضافة إلى إحداث لجنة تحكيم من خبراء في المجال التواصلي من أجل انتقاء الأفكار التي من شأنها تقديم الإضافة للملف المغربي، حيث بلغت إلى حدود اللحظة أزيد من 500 مشروع، سيتم اختيار من بينها 10 إلى 15، وستحظى بتمويل خاص من قبل لجنة العلمي.