دقّ وزراء الطفولة في العالم الإسلامي ناقوس خطر أوضاع الأطفال في مناطق النزاعات المُسلحة، منتقدين ضعف آليات الحماية وتدنّي مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية لفائدة هذه الفئة. بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، شدّدت، في كلمة افتتاحية لأشغال المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء المكلفين بالطفولة الذي تحتضنه العاصمة الرباط تحت شعار "نحو طفولة آمنة"، على ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة وعملية لترصيد مزيد من الحقوق والحماية للأطفال. وقالت المسؤولة الحكومية المغربية إنّ "التحولات القيمية والمجتمعية التي تعرفها بلداننا العربية والإسلامية أفرزت حاجيات جديدة ملحة ترتبط أساسا بتحديات الحماية، حيث الأطفال هم أولى ضحايا الأوضاع الهشة أو غير الآمنة أو النزاعات والنزاعات المسلحة التي تشهدها عدد من البلدان، والتي تلقي بظلال مآسيها عليهم، مما يتطلب صياغة أجوبة تجابه هذه التحديات الجديدة/القديمة". من جهته، انتقد الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الظروف الصّعبة التي يعيشها أطفال بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي تنعكس سلباً على الجهود المبذولة في مجالات التنمية الشّاملة، مبرزاً أنّ شعوب هذه تعاني من جراء تفشي الفقر والأمية، واستفحال ظاهرة العنف والتطرف، ممّا جعل عدد الأطفال الذين يعانون من النزاعات وغياب السّلم والأمن والاستقرار، في تزايد مستمر. وأورد الدكتور التويجري أنّ تفاقم معاناة الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة يشكل كارثة إنسانية بالغة القسوة، تدعو إلى المبادرة بتقديم الدّعم لهذه الفئات من أطفال العالم الإسلامي، والحرص على سلامتهم والحفاظ على حياتهم. وتابع المتحدث: "ما يترتب على حرمان الأطفال من حقوقهم، وبخاصة في مجال الحماية، من تكاليف إنسانية واجتماعية واقتصادية باهظة، يؤدي في بعض الأحيان إلى تهديد الاستقرار والسلم الاجتماعي وتقويض جهود التنمية الشاملة المُستدامة"، وأضاف "تزايد العنف المُسجل ضد الأطفال مقلق إلى حدّ كبير، ممّا يجعل العمل على توفير الحماية للطفولة أولى الأولويات"، منتقداً ضعف التقدم المحرز في التصدي لعدد من الظواهر التي يعاني منها الأطفال، وتدني مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية، وغيرها من احتياجات الأطفال. السفير هشام يوسف، الأمين العام المساعد للشؤون الانسانية والثقافية والاجتماعية في منظمة التعاون الإسلامي، والنائب في الموعد عن الأمين العام يوسف بن أحمد العثيمين، تحدث في مُداخلته عن الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي أثرت سلباً على ملايين الاطفال في العالم الإسلامي، مبرزاً أنّ العديد من الدول الأعضاء شهدت زيادة غير مسبوقة في أعداد النازحين واللاجئين نتيجة اندلاع الحروب والنزاعات والكوارث، حيث أشار إلى أنّ ما يزيد عن ثلثي النازحين واللاجئين في العالم هم من العالم الإسلامي. وأورد المتحدث نفسه أنّ الآونة الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أنواع وأساليب العنف التي يتعرض لها الأطفال خاصة في فلسطين وفي العديد من الدول التي تشهد حروبا ونزاعات مسلحة ويتعرض فيها الأطفال لمخاطر التجنيد في صفوف المليشيات أو المنظمات الإرهابية، أو الاختطاف والاتجار بهم، أو الانتهاك الجنسي أو أن يتخذوا ذروعا بشرية". وتابع السفير قوله: "الأوضاع المأسوية تفرض تعزيز نظم حماية الأطفال، وبذل المزيد من الجهد للوصول إلى النازحين واللاجئين خاصة الأطفال الذين يعيشون في مناطق محاصرة أو مناطق تخضع لسيطرة منظمات إرهابية أو متطرفة، وبحث كيفية عودة الاطفال الذين انفصلوا عن أسرهم إلى ذويهم، ودعم الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية".