غنيّ عن الذّّكر أن عبد الحميد أمين هو أحد المناضلين الذين ينتمون إلى ذلك اليسار الراديكالي المتعصب..و الذي يبدو لك من خطاباته - شديدة اللهجة دائما - التي ينتقد فيها النظام بمناسبة و بدون مناسبة .. أنه "مناضل" حقوقي لا تشوبه شائبة.. لا همّ له في هذه الحياة سوى الدفاع عن البسطاء من أبناء هذا الشعب المسكين..والارتقاء بحقوق الإنسان إلى الأعلى..و السعي بهذه الأمة نحو الأفضل.. "" الموضوع ببساطة هو أن أعراضا غريبة بدأت تظهر على السيّد أمين في الآونة الأخيرة .. يرجّح البعض أنها لمرض نفسي يسمى ب "متلازمة توريت" ..وهو اعتلال يصيب مركز نظام الأعصاب في الجسم, من أبرز أعراضه: حركات عفوية مفاجئة, و تقلّص في عضلات الوجه, مع التفوّه غالبا بألفاظ بذيئة.. وللعلم فقد كان الدكتور الفرنسي "دي لا توريت" هو أول من كتب عن هذا المرض عام 1885 فنسب إليه .. في المقر المركزي لجمعيةَAMDHو عشية اليوم العالمي لحقوق الإنسان وقبل أن يعتلي السيد "عبد الحميد أمين "المنصة ليلقى خطابه الذي يندّد فيه و يستنكر دائما..فوجئ الحقوقيون بالسيد"أمين", ذلك الرجل الوقور, يشنّف آذاناهم بقاموس من كلمات ذات مستوى رفيع من البذاءة..في حق الطالبة"غزلان ميسور" الباحثة الإجتماعية المحبوبة عند جميع المكونات والتنظيمات، و التي تتميز باستقلاليتها و دفاعها عن قناعاتها و مبادئها بصدق حتى و لو كان من يخالفها الرأي هو السيد "أمين"..تصرف غريب و غير مسؤول من طرف الرئيس الفعلي للجمعية لا يمت بصلة إلى ثقافة حقوق الإنسان التي أتخمنا بشعاراتها أو القيم الأخلاقية التي يدافع عنها .. سب وشتم وصراخ هستيري واتهامات مجانية حاطّة بالكرامة في حق الطالبة.. المثير للدهشة فعلا هو كمية البذاءة الموجودة بنسبة مذهلة في كلام السيد نائب الرئيس!! "عبد الحميد أمين" لم ينتبه إلى مكبر الصوت الذي كان في وضعية التشغيل..وقال للطالبة بعد أن تخشّبت من هول الصدمة : لن يصدقك أحد فالكل يعرفني.. الله ياودّي..من لا يعرف السيد "عبد الحميد أمين"؟ و للإشارة..فالحقوقيون يشتكون من تصرفات "أمين" الانتهازية..حيث أصبح يكيل الاتهامات المجانيةلكل من يخالفه الرأي داخل الجمعية..كما تطورت داخلها الصراعات الطائفية بين التيارات السياسية إلى درجة مقلقة, بالرغم من أن قانون الجمعية ينص على الشمولية و على الاستقلال التام عن كل التيارات السياسية..و لعل الكل يتذكر تبادل الشتائم الشهير بين الطليعة و النهج الديمقراطي في المؤتمر الوطني السابق للجمعية حتى أنه تم وصف الأعضاء الطليعيين عبر مكبر الصوت ب"كلاب الحراسة" ..و لم يمرّ المؤتمر طبعا دون حدوث تشابكات بالأيدي بين من يختلفون في"الرأي" من كلا الفريقين.. نتمنى لك الشفاء العاجل أيها السيد "أمين".. ونصيحتنا لك أن تراجع طبيبا نفسيا بعجالة قبل أن يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ..قل له فقط إنها أعراض "متلازمة توريت" ..و هوسيتصرف إن شاء الله...