كنائس وقنصليات ومعاهد؛ معالم عمرانية وتاريخية لم تستطع السنون محوها من الذاكرة المغربية، لتؤكد على تاريخ مُشترك بين المغرب وإسبانيا. إبحار في الزّمن والمكان للوجود الإسباني في شمال إفريقيا من خلال العمران والمآثر التاريخية، رحلة قدّمها المؤرخ المعماري أنطونيو برافو نييتو بين القرنين السادس عشر والعشرين في بلدان المغرب العربي، وخاصة المغرب، في ندوة نظمها معهد ثيرفانتس بالرباط. ومن بين المعالم العمرانية الإسبانية الحاضرة في المغرب، قال أنطونيو برافو إن "الإسبان وضعوا أول تصميم عمراني لمدينة الناظور في 1909، والقنصلية الإسبانية بالعرائش التي تحْمِل رمزية خاصة في التاريخ الديبلوماسي الإسباني، ومسرح ثيرفانتس بطنجة". وظلت الكنائس الكاتدرائية الإسبانية حاضرة في المغرب المعاصر بكل من "طنجة، الدارالبيضاء، والعرائش"، وقال المؤرخ المعماري في هذا الصدد: "الكنيسة الكاتدرائية بمدينة طنجة تعد من المباني المعمارية الحداثية الإسبانية القليلة التي أقيمت في النصف الثاني من القرن العشرين في المغرب"، مشيراً إلى أنّ هذه الكنيسة بُنيت بأساليب معمارية حديثة مع الحفاظ على الكلاسيكية من قبل المهندس المعماري لويس مارتينيز رويز. وفي العرائش، تمّ بناء الكنيسة الكاتدرائية في نهاية الربع الأول من القرن 20، وشكل هذا البنيان ثورة في هندسة الكنائس، حيث تأثر المهندسون الذين أشرفوا على بنائها بهندسة المساجد الإسلامية المغربية، بأعمدتها المتوازنة والمتشابكة في علوها على شكل أقواس"، بتعبير أنطونيو برافو. من جهته، أبرزَ خابيير كالفان، مدير معهد ثيرفانتس بالرباط، أنّ الندوة تندرج في إطار سلسلة اللقاءات التي خصصها المعهد لهذا الموسم الثقافي لتسليط الضوء على المآثر التاريخية والعمرانية خلال القرنين السادس عشر والعشرين، والاطلاع على التاريخ المُشترك للمغاربة والإسبان. وقال كالفان: "هذه المعالم التاريخية دائماً تخلق نقاشاً بين المغاربة والإسبان والأمازيغ، وهذا اللقاء مناسبة لتبادل الأفكار بين الأساتذة والطلبة والاطلاع على هذا التاريخ المشترك للبلدين".