عرفت منطقة املشيل، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم ميدلت، في الأسابيع الأخيرة، تساقطات ثلجية كثيفة ومهمة، على غرار باقي أقاليم درعة تافيلالت، تسببت في عرقلة حركة المرور عبر الطرقات والمسالك، وفرضت حصارا طبيعيا على الساكنة عموما، والرحل على وجه الخصوص، مما دفع بالجهات المسؤولة إلى تسخير آلياتها لفتح المسالك المؤدية إلى الدواوير والمراكز، وإغاثة العالقين وسط الثلوج. ورغم التدخلات التي قالت السلطات الإدارية والمنتخبة إنها قامت بها من أجل فك العزلة الثلجية عن مناطق عديدة بدائرة املشيل، فإن مجموعة من الفعاليات المدنية بالمنطقة أكدت أن أشغال فك العزلة وحدها غير كافية في ظل غياب مرافق اجتماعية من شأنها أن تساهم في حلحلة مشاكل المواطنين، وتقريب الخدمات الأساسية منهم، خصوصا في مجال الصحة. وفي هذا السياق، قال محمد اجبابو، رئيس اللجنة المشتركة للمجالس الشبابية بالجماعات الترابية بدائرة املشيل، إن هذه الأخيرة تتابع الأوضاع المزرية التي تتخبط فيها المنطقة عن كثب، خاصة الفترة الأخيرة التي عرفت فيها المنطقة تساقطات ثلجية أدت إلى عزل المنطقة كلها عن العالم الخارجي، وتسببت في حصار الرحل المفقودين خلال العاصفة الأخيرة. واستنكرت المجالس الشبابية بدائرة املشيل، في بيان لها توصلت هسبريس بنسخة منه، ما سمتها ب "الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الصحة للمنطقة من أجل تلميع الصورة وأخذ صور مع الثلوج وليس العمل"، و"البرودة التي تتعامل بها السلطات مع نداءات المواطنين، خاصة الرحل المفقودين". وأعلنت المجالس ذاتها أن "دائرة املشيل منطقة منكوبة بما تحمله الكلمة من معنى"، مطالبة "بتسريع توزيع الأعلاف على الرحل لإنقاذ ما تبقى من المواشي"، و"تعويض المواطنين الذين نفقت مواشيهم في العاصفة الثلجية الأخيرة"، و"ضرورة برمجة مشاريع تنموية بالمنطقة"، بالإضافة إلى "الإسراع بفك العزلة من خلال برمجة كل المسالك الجبلية في المخطط الإقليمي للتنمية القروية". ودعت اللجنة المشتركة للمجالس الشبابية بالجماعات الترابية بدائرة املشيل جميع الجهات المتدخلة إلى الانخراط في إحصاء الخسائر التي لحقت الرحل خلال العاصفة الأخيرة.