"ربع المغاربة سيشيخون"، هذا ما كشفت عنه دراسة قدمت خلال ندوة نظمتها وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، زوال الثلاثاء بالمعرض الدولي للنشر والكتاب المقام بمدينة الدارالبيضاء، حول موضوع "واقع المسنين في المغرب في ظل التغيرات القيمية المجتمعية". وتفيد الإحصائيات التي قدمت في غياب وزيرة الأسرة والتضامن، بسيمة الحقاوي، التي كان مبرمجا حضورها للندوة، بأن أزيد من ربع المغاربة سيصبحون مسنين بحلول سنة 2050. عبد القادر تيطو، رئيس قطب الدراسات بالمرصد الوطني للتنمية البشرية، الذي كان يتحدث في هذه الندوة، قال إن المغرب سيعرف في عهد الأجيال المقبلة تزايد عدد المسنين داخل الأسرة الواحدة؛ الأمر الذي سيجعل الأسر مثقلة ماديا بالنظر إلى المصاريف التي تتطلبها هذه الفئة العمرية. وبخصوص الحالة العائلية لهذه الفئة، أوردت المعطيات نفسها أن غالبية الرجال المسنين متزوجون، بينما النساء المسنات عكس ذلك، مؤكدة أن نسبة الأرامل عرفت تزايدا كبيرا إلى حدود سنة 2015. وفي معرض مداخلته، دعا الأستاذ الجامعي عبد الكريم بلحاج إلى عدم تناسي الدور الكبير الذي قام به هؤلاء المسنون في سبيل استقلال المغرب، ومشاركتهم في بناء قطاعات حيوية بعد الحصول على الاستقلال، وقال: "الحقيقة التاريخية وجب جعلها مبدأ يتم ترسيخه، وتتمثل في كون صناع المغرب المعاصر هم الأشخاص المسنون الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الاستقلال، وشاركوا في بناء قطاعات عدة بعد الاستقلال". وأوضح الباحث الجامعي أن مجال العلاقات والتواصل مع الأشخاص المسنين عرف تراجعا، مبرزا أن المنظمة العالمية للصحة تطلق صفة المسن على من بلغ ستين عاما من العمر. وكانت وزيرة الأسرة والتضامن قد أكدت على أن المكان الطبيعي للمسنين "هو منازلهم بين فلذات أكبادهم"، موردة أن "عدد المغاربة الذين يضعون آباءهم في دور المسنين قليل"، مشيرة إلى أن "بعض البرامج الإعلامية رغم إيجابياتها، قد تحقق للمشاهدين نوعا من التطبيع مع هذا السلوك".