ترأس عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، السبت في دبي، لقاء تواصليا مفتوحا مع المغاربة المقيمين بالإمارات العربية المتحدة، بمشاركة محمد آيت وعلي، سفير المملكة المغربية المعتمد بأبوظبي، وحضور القنصل العام المغربي بدبي، عبد الرحيم رحالي، وممثلين عن المديرية العامة للضرائب والمحافظة العقارية ووزارة العدل والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وقال السفير محمد آيت وعلي، في كلمة استهلالية، إن "الوزير عبد الكريم بنعتيق أصر على ضرورة التواصل المباشر مع الجالية المغربية في الإمارات، التي تواصل النمو بسرعة في تعدادها، وتبلغ مستويات ومناصب مرموقة في هذا البلد، مستفيدة من جهود الملك محمد السادس وعلاقاته الأخوية والاستثنائية المتينة بحكام الإمارات العربية المتحدة". كما اغتنم الفرصة ليعلن "قرب افتتاح مقر جديد للسفارة المغربية بالمركب الدبلوماسي بأبوظبي، ونقل خدمات هذا المرفق صوب بنايته الحديثة". بداية اللقاء اتسمت بتداول مشاكل بعض مغاربة الإمارات من قبل ممثلي الإدارات الذين رافقوا الوزير بنعتيق، بغرض إيجاد حلول لها، والتدقيق في ملفات عالقة، وأيضا لنيل النصح اللازم للقيام بمعاملات في القطاعات الأربعة التي توافد ممثلوها على دبي. عبد الهادي البطاح، وهو قاض ملحق بوزارة العدل، أكد أن هذه الخطوة التواصلية جاءت بناء على استراتيجية الانفتاح التي تنهجها الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، والسعي الدائم إلى تبسيط المساطر. وقال في تصريح لهسبريس إن "الوقوف على الحالات الفردية التي تطرحها الجالية المغربية يخلق الوعي بالخصوصيات الكائنة في كل بلد، ويبعث على البحث عن حلول من منطلق التبسيط والمرونة، بناء على المكانة الخاصة التي تنالها هذه الشريحة لدى الملك محمد السادس، وأيضا ما وفره منطوق الدستور لمغاربة العالم". فيما أوضح رضا بن عمار، مدير الدراسات والتواصل والتطوير في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أن التعامل المباشر مع المغاربة بدبي يكتسي أهمية لفهم مستوى الحماية الاجتماعية التي يحوزونها، وبالتالي اقتراح منتجات تمكنهم من الرقي بهذه الحماية لصالحهم ولأقربائهم. وقال في تصريحه لهسبريس: "التقيت حالات قدمت تصريحات بشأن معالجة ملفاتها في المغرب، وآخرون طلبوا معطيات حول تشريعات الضمان الاجتماعي التي تهمهم مباشرة". أما حسن الكميري، محافظ الرباطسلا وممثل الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية، فقد قال لهسبريس إن التنسيق مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة تتم أجرأته بتطوير استماع الوكالة الوطنية إلى مشاكل الجالية عموما، وإلى مغاربة الإمارات خلال التحرك صوب دبي. وواصل: "العملية تعرف تقديم إرشادات وإبراز خدمات المحافظة العقارية التي تجعل مغاربة العالم على اطلاع دائم على ممتلكاتهم بالمملكة، وإخطارهم بأي تغييرات تطال أوضاع عقاراتهم". اللقاء المفتوح، الذي ترأسه الوزير عبد الكريم بنعتيق، عرف، على الخصوص، مواصلة طرح مشاكل فردية تتمحور حول معاملات إدارية وقضائية فوق تراب الوطن الأم، وابتغاء تجويد الخدمات القنصلية للمملكة في الإمارات العربية المتحدة، وكذا البحث عن مكاسب جديدة لهذه الفئة من الجالية المغربية، بتركيز بالغ على التعليم والاستثمار، والمحتويات الرقمية والعروض الثقافية. واغتنم بنعتيق اللقاء للتأكيد على أن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة تبقي أبوابها مفتوحة أمام الجميع، سواء للبحث عن حلول للمشاكل الفردية والجماعية، أو التدبر في إجراءات تصون مكاسب هذه الشريحة من المغاربة، وتضمن حقوقهم، وتساهم في الدفع بعجلة التنمية لصالح كل المغاربة. وزير الجالية قال أيضا إن إدارته ستقوم بتنظيم موعد يخص الجمعيات الراغبة في المضي قدما في ورش تدريس العربية والأمازيغية للأجيال الجديدة من مغاربة العالم، إضافة إلى اشتغالها على مشروع شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بنية ضمان عرض ثقافي بهذه اللغة الرسمية للمملكة موجه إلى أفراد الجالية، ويساير ما هو متوفر في الإطار نفسه باللغة العربية. "محطة التواصل مع المغاربة في دولة الإمارات تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات المماثلة، التي تم عقدها في بلدان أخرى، في جو من الصراحة والاحترام المتبادل، للاطلاع على أوضاع المغاربة هنا وممارسة سياسة القرب المتسمة بالإنصات والإجابة، وأيضا بعض الاختلاف، لإرساء الحميمية وحل مجموعة من المشاكل العالقة"، يقول الوزير عبد الكريم بنعتيق في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية. وأضاف أن المغاربة المقيمين بالإمارات يتوزعون مهنيا على قطاعات متعددة، يحققون فيها نجاحات مهمة، وأنهم يعيشون في وطن يشعرون بأنه بلدهم الثاني، مستفيدين من العلاقات الجيدة بين قيادتي البلدين الشقيقين، مضيفا أن "اللقاء المنظم في مدينة دبي لبنة إضافية، بالنسبة إلينا، من أجل إرساء دعائم الثقة أكثر فأكثر مع مواطني المملكة المنتشرين عبر أرجاء العالم". جدير بالذكر أن سياسة اللقاءات التواصلية المفتوحة مع مغاربة العالم، التي تنتهجها الوزارة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، عرفت تنقل عبد الكريم بنعتيق وممثلي إدارات مغربية مختلفة بين بلدين أوروبيين قبل الحلول بالإمارات، إذ مرت بباريس الفرنسية وبروكسيل ولييج وأونفيرس البلجيكية، في انتظار أجرأتها ضمن محطات مستقبلية إضافية مبرمجة فعلا.