كان معرض العقار بباريس «سماب» مناسبة لأول لقاء مفتوح بين الوزير المنتدب في الهجرة عبد الكريم بنعتيق وأفراد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، منذ تعيينه في حكومة سعد الدين العثماني. وتجول الوزير رفقة سفير المغرب شكيب بنموسى ومدير وكالة الجهة الشرقية محمد المباركي، داخل أجنحة المعرض الذي يضم مختلف عروض الشركات العقارية بالمغرب، وكذا أهم الأبناك التي تعمل في هذا المجال، بالإضافة إلى تمثيلية لوزارة الهجرة وممثلي الإدارات المعنية بهذا القطاع. وكانت المنطقة الشرقية ضيف شرف هذه التظاهرة التجارية خلال هذه السنة، حيث تم إبراز مختلف المؤهلات التي تتوفر عليها هذه المنطقة في المجال العقاري. وفي تصريح لجريد الاتحاد الاشتراكي قال الوزير المنتدب إن»هذا المعرض كان فرصة للتبادل مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، حيث اكتشفت معرضا ديناميكيا يضم منتوجا كبيرا ومتنوعا. كما أن هناك علاقة ليست تجارية فقط لكنها أيضا علاقة تأطير و تكوين وإشراف، فهذا المعرض لا يقتصر على العقار فقط فهو يعطي أيضا نظرة عن المغرب الذي يعتبر ورشا مفتوحا في مجال العقار وبناء المدن، وهو مجال للقاء والتبادل أكثر منه فضاء تجاريا. ونحن كوزارة حاضرون في هذا المعرض من أجل استقبال الشكاوى ومعالجتها أو توجيهها نحو الإدارات المعنية من أجل إيجاد الحلول و مواكبة المعنيين بالأمر». وأضاف الوزير أن «مشاكل الجالية كثيرة ومتعددة ونحن نعتبر أن الجمعيات والمجتمع المدني الذين يؤطرون هذه الجالية هم في نفس الوقت قنوات للاتصال مع أفراد الجالية، فالمشاكل متعددة ولكن سيتم حلها وللجمعيات دور أساسي في هذا التواصل». وأكد في تصريحه على «العمل المشترك والشراكة، وهذه هي رسالتي في أول زيارة لهذا المعرض، وأركز على المجتمع المدني باعتباره شريكا أساسيا للوزارة التي تعمل لمواكبتهم ومرافقتهم لدى باقي الوزارات والمؤسسات العمومية من أجل إيجاد حلول لمشاكلهم». اهتمام كبير ميز زيارة الوزير للمعرض من طرف أفراد الجالية المغربية، الذين حرصوا على التقاط صور «سلفي» كثيرة معه، وهي الصور التي جعلت التجول في أروقة المعرض عملية شبه مستحيلة بالنسبة للوفد المرافق للوزير الذي زار عددا من الأروقة من بينها رواق وزارة الجالية المغربية بالخارج والهجرة. وعقد عبد الكريم بنعتيق لقاء لم يكن مبرمجا مع بعض فعاليات الهجرة بفرنسا وممثلي بعض الجمعيات في هذا المجال والتي طرحت أغلب القضايا التي تشغلها. كما طرح العديد من المواطنين، خلال هذا اللقاء، مشاكلهم مع الإدارة المغربية، وخاصة مع بعض الشركات العقارية التي لا تحترم بعضها التزاماتها معهم، كما تم التطرق إلى بعض مشاكل المواطنين مع الأبناك المغربية، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة النصب على المغاربة المقيمين في الخارج في مجال شراء العقارات بصفة عامة. هذا ووعد الوزير خلال هذا اللقاء بدراسة تلك الملفات وإحالتها على القطاعات المعنية من أجل أيجاد أجوبة لمشاكل ومطالب هؤلاء الأفراد، وبالإضافة إلى هذه المشاكل الخاصة التي طرحها أفراد الجالية وممثلو الجمعيات تم أيضا طرح القضايا العامة، خاصة مشاركة مغاربة العالم في الحياة السياسية، وتساءل عدد كبير منهم عن غياب تفعيل هذه التمثيلية. و خلال رده، وعد الوزير المنتدب بمعالجة هذه الملفات بالصراحة والشفافية، وطالب بتغليب الحوار من أجل إيجاد حلول للمشاكل والابتعاد عن التوتر والأجواء المشحونة في معالجة مختلف هذه الملفات، كما وعد أفراد هذه الجالية بعقد لقاء موسع وكبير معهم بالرباط، من أجل إشراكهم كجالية في طرح ومعالجة مختلف المشاكل وإيجاد الحلول لها. وطرح الوزير أيضا قضية التخييم وتأطير الشباب المغربي المقيم بالخارج ووعد بالعمل على إيجاد إمكانيات إضافية من أجل رفع عدد المستفيدين من أبناء الجالية من المخيمات والجامعة الصيفية الذي مازال محدودا، وأكد أن نشر الثقافة المغربية من خلال اللغة فقط هو أمر غير كاف. كما شدد على ضرورة رفع تحدي الإدارة الالكترونية حتى لا تبقى علاقة المواطنين بالسفارات والقنصليات ذات طابع إداري فقط. وأكد في لقائه على ضرورة الاستمرار في الاهتمام بقضية الوحدة الترابية للمملكة وذكر بالانتصارات التي حققها المغرب في إفريقيا من خلال دور الديبلوماسية الملكية وسياسة الانفتاح على إفريقيا، كما أكد ضرورة انفتاح أفراد الجالية على الهيئات الفرنسية وكذا على الفرنسيين، من أجل التعريف بالقضية الوطنية.