دفعت التعليمات الصادرة عن الملك محمد السادس الحكومة إلى فك العزلة عن أزيد من نصف مليون مغربي محاصر في الثلوج، في المناطق النائية؛ وذلك بعد موجة الصقيع والبرد التي ضربت العشرات من المناطق المغربية خلال فصل الشتاء. وحسب ما كشفه سعد الدين العُثماني، رئيس الحكومة، في كلمة افتتح بها الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، فقد هم مخطط فك العزلة عن المناطق التي حاصرتها الثلوج الكثيفة في الآونة الأخيرة، باعتماد مخطط التدخل للتخفيف من آثار البرد والثلوج، ما مجموعه 514 ألف نسمة، ضمن 22 إقليما و1205 دواوير تابعة ل169 جماعة، مشيرا إلى وجود مركز قيادة استثنائي خاص على رأسه وزير الداخلية الذي يعمل بتنسيق مع العمال والسلطات الإقليمية. العُثماني قال إن "القطاعات الوزارية معبأة بصفة استثنائية، وفي مقدمتها وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك ووزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية؛ مع الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية"، موضحا أن "ذلك جاء بعد التعليمات الملكية القاضية برفع مستوى التعبئة من قبل جميع القطاعات، وبذل الجهود لنجدة المواطنين وضمان الحضور المكثف للمسؤولين في مختلف النقاط التي تشهد كثافة تساقط الثلوج". وأوضح العُثماني أن بعض المناطق عرفت تساقطات ثلجية لم تشهد مثلها منذ الستينيات، ما أدى إلى عزلها وصعّب تنقل سكانها، مبرزا أن "هناك صعوبات في بعض المناطق تتجلى أساسا في عدم كفاية عدد آلات إزاحة الثلوج، لأن كثافة الثلوج لم تكن متوقعة، واستدعى الأمر الاستعانة بآلات من مناطق أخرى". وقال رئيس الحكومة: "هذا لا يثنينا عن التدخل، وفق برنامج مسطر تقوم السلطات المعنية بتنفيذه إلى حين انتهاء فصل التساقطات، وهو برنامج لا يرتكز فقط على فك العزلة عن المناطق التي تعرف كثرة الثلوج، بل يضم تدخلات مرتبطة بالمجالين الصحي والتعليمي وغيرهما"، معلنا استمرار التعبئة إلى حين عودة أحوال الطقس إلى طبيعتها. وبخصوص وضعية الرحّل، أوضح رئيس الحكومة أنه يتابعها عن كثب؛ "لأنهم يعانون من رداءة أحوال الطقس، وأحيانا يصعب تحديد مكان تواجدهم"، مشيدا بدور قوات الدرك الملكي، بتعاون مع السلطات الإقليمية ومع وزارة التجهيز؛ إذ "حاولت بواسطة المروحيات تحديد أماكنهم لنجدتهم والتدخل لفائدتهم، وستفك عزلتهم وتوصل إليهم المساعدات الضرورية". وأضاف رئيس الحكومة: "المتابعة الإعلامية لهذه الأوضاع مسألة إيجابية، ومنها نستمد بعض المعلومات، لكن أحيانا ترد أخبار غير صحيحة وتنشر صور ولقطات فيديو قديمة، لا علاقة لها بالوضع الحالي، لذا أقول نحن لا نهوّن من وضعية المواطنين الذين يعيشون في تلك المناطق، لكن لا يمكن تهويلها أو تضخيمها لتفادي خلق نوع من الفزع والهلع لدى المواطنين".