تعتزم فنزويلا تنظيم انتخابات رئاسية في 22 أبريل المقبل وسط أزمة سياسية محتدمة دون حل منذ سنوات. وقالت رئيسة اللجنة الوطنية الانتخابية، تيبيساي لوثينا، "تتوفر في فنزويلا كافة الضمانات من أجل تنظيم انتخابات شفافة وذات مصداقية من أجل ممارسة الفنزويليين لسيادتهم وتعبيرهم عن رأيهم" في العملية الانتخابية. وتابعت "سيتوفر 15 مركزا للمراجعة والتدقيق في نتائج" الانتخابات الرئاسية. ويلبي هذا الموعد القرار الذي أصدرته الجمعية الوطنية التأسيسية، التي يسيطر عليها الحزب الحاكم وأنصاره، بأن تنظم الانتخابات قبل حلول ماي المقبل. ولم تقرر المعارضة الفنزويلية بعد المشاركة في هذا السباق الانتخابي، لكنها تشارك حتى الآن في عملية التفاوض السياسي مع حكومة نيكولاس مادورو بهدف "تحسين" الظروف المصاحبة لعملية الاقتراع. وأوضحت لوثينا أن سجلات الناخبين ستظل متاحة للتعديل وإضافة مصوتين جدد حتى 20 فبراير الجاري سواء لغير المدرجين في الكشوفات أو الذين غيروا محل إقامتهم. وسيبدأ تقديم أوراق الترشح أولا عبر الإنترنت خلال الفترة ما بين 24 و26 فبراير، وخلال اليوم الأخير ستبدأ مهلة ممتدة 48 ساعة من أجل استيفاء الطلبات التي ستدعم خوض المرشح للسباق. وأعربت لوثينا عن أسفها إزاء عدم توصل الحكومة وتكتل "طاولة الوحدة الديمقراطية" حتى الآن لاتفاق خلال عملية التفاوض التي انطلقت في دجنبر الماضي بجمهورية الدومينيكان. وعبرت أيضا عن امتنانها لرئيس الوزراء الإسباني السابق، خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو، وممثلي الدول المرافقة له -كمراقبين- في عملية التفاوض التي تستهدف إحداث توافق بين حكومة كاراكاس والمعارضة الفنزويلية على عدة مسائل منها تحديد موعد لعقد الانتخابات وتوفير مزيد من الضمانات لتأكيد نزاهة العملية. وسلمت المعارضة للمراقبين للحوار مقترحا نهائيا تطالب فيه كتابيا بأن ترفع عدم الأهلية السياسية عن اثنين من قادتها؛ المرشح الرئاسي السابق، إنريكي كابريلس والزعيم المعارض ليوبولدو لوبيث، الذي يخضع حاليا للإقامة الجبرية. وكانت "طاولة الوحدة الديمقراطية" قد رفضت الثلاثاء توقيع وثيقة وقع عليها ممثلو الحكومة وتلبي فقط بعض مطالب المعارضة. وترأس مادورو فعالية سياسية خلال الليلة الماضية في كاراكاس، حيث وقع أمام الحضور الوثيقة التي رفضتها المعارضة. من جانبه، تجنب المتحدث باسم المعارضة، خوليو بورجيس، الرد على سؤال للصحفيين في سانتو دومينجو بشأن احتمالية قيام "طاولة الوحدة الديمقراطية" بتقديم مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن هذا القرار ينبغي أن يؤخذ في كاراكاس بمشاركة الراغبين في الترشح وجميع مكونات التكتل المعارض. وتعيش فنزويلا أزمة سياسية طاحنة منذ وفاة الزعيم التاريخي للبلاد، هوجو شافيز، ما ألقى بظلاله على كافة مناحي الحياة، وتفاقمت الأوضاع مع تراجع أسعار النفط مع العلم أن البلد اللاتيني عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وسقوط قتلى ومصابين في احتجاجات اندلعت في فبراير 2014.