كشف مجلس الجالية المغربية بالخارج، اليوم الثلاثاء في الرباط، عن البرنامج الذي سيشارك به في فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، المقامة بالدار البيضاء في القترة ما بين 9 و18 فبراير الجاري؛ وذلك بعد غياب لدورتين عن هذا الموعد الثقافي السنوي. واختار مجلس الجالية في هذه الدورة شعار "مغاربة العالم في المجتمعات المتعددة، فرص وتحديات". ومن المرتقب أن يحضر، بحسب CCME، حوالي مائة من المؤلفين والفنانين والباحثين والفاعلين السياسيين والمدنيين من نحو عشرين بلدا من إفريقيا وأوروبا والعالم العربي والأمريكيتين والمغرب، لتسليط الضوء على مستجدات واقع الهجرة المغربية في شتى تجلياتها، وإسهامات كفاءات المهجر في بلدان الإقامة. أحمد سراج، مكلف بمهمة في مجلس الجالية المغربية بالخارج، قال في ندوة صحافية بمقر المجلس في العاصمة: "مشاركة المجلس في هذه التظاهرة الثقافية تعود إلى سنة 2009، لكن توقفه خلال دورتي 2016 و2017 كان فقط من أجل التأمل والتقييم للمسار الذي قطعته المشاركة بُغية الانطلاق بنفس وبرنامج جديدين". وحول دلالات الشعار، أوضح المسؤول بمجلس الجالية، أن "مواضيع مغاربة العالم في المجتمعات المتعددة قد تبدو قديمة، لكن مع التحولات الأخيرة التي وقعت في مجموعة من بقع العالم، كان لزاماً على المجلس أن يعيد تفكيك المعادلة على ضوء ما استجد من متغيرات". وأبرز أحمد سراج الذي ناب في الندوة عن عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج، أن "الرهان اليوم هو كيف لمغاربة المهجر أن يعيشوا في بلدان الاستقبال بمواطنة كاملة؟، خصوصا إذا لاحظنا أن هذه المجتمعات تعرف بعض الظواهر السلبية، من قبيل صعود اليمين المتطرف وظهور التيارات الدينية المتشددة من جميع الأديان؛ الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على مغاربة العالم". ويتضمن برنامج المشاركة نقاشات وموائد مستديرة، سيستضيف لها رواق المجلس ما يناهز مائة متدخل من مختلف أنحاء العالم لتحليل شروط العيش المشترك، بالإضافة إلى عشرات الندوات المخصصة للشباب وأطفال المدارس. وقال سراج إن "الهدف هو تحسيس الشباب بقضايا الهجرة وتاريخ مغاربة العالم، واستحضار إسهامات الجالية، مع التركيز هذه السنة على المبدعين المغاربة في بلاد المهجر الذين يبدعون باللغات الأصلية". أما عبد الله بوصوف، الأمين العام للمجلس، فقد قال في تصريح صحافي: "من خلال مشاركتنا في المعرض الدولي للكتاب نعمل على مقاربة وتحليل شروط العيش المشترك في المجتمع المتعدد بحضور نخبة متخصصة من المفكرين والأكاديميين والفاعلين السياسيين"، مضيفاً أن "المشاركة ستسلط الضوء على قيم التعدد والانفتاح التي تميز الشخصية المغربية الغنية بروافدها. هذه القيم التي يحملها مغاربة العالم طبيعيا إلى كل الدول حيث يقيمون". ولفت بوصوف الانتباه إلى أن المعرض مناسبة لمجلس الجالية كي يتقاسم تجربته مع كل المؤسسات ومع جمهور المعرض، من خلال عرض إصدارات المجلس التي عالجت مجمل قضايا الهجرة المغربية، وكذا الوقوف عند آخر إصدارات الأدباء والشعراء والكتاب من مغاربة العالم.