أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، على ضرورة الحفاظ على ذاكرة الهجرة المغربية وإدراجها كجزء أساسي في الذاكرة الوطنية، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى إدراج تاريخ وأعلام الهجرة في المناهج الدراسية لما للهجرة من دور في انفتاح وبناء وتنمية المغرب. واعتبر عبد الله بوصوف في ندوة صحفية لتقديم معرض تاريخي ومؤلف حول "المغاربة مهاجرون ورحالة" احتضنها مقر المجلس بالرباط يوم الاثنين 18 أبريل 2016، أن المغرب هو خليط من الأجناس والأعراق والديانات، وما يشكل خصوصيته أنه شعب مكون من روافد عدة وردت في ديباجة دستور، وهو ما يؤرخ له هذا المؤلف الذي يظهر هذا التنوع ويكرس هوية المغرب بأبعادها المتوسطية والأندلسية والإفريقية والعربية الإسلامية، والتي يشكل قوة المغرب وثرائه. "بعد الانتهاء من تجميع هذا العمل والحصول على الوثائق والصور وحقوق نشرها وما تطلب ذلك من جولات في العديد من المكتبات عبر العالم، أحسست بالافتخار إلى الانتماء إلى المغرب بتاريخه الحافل والغني"، يصرح بوصوف، مضيفا بأن مجلس الجالية المغربية بالخارج بجميع مكوناته وأعضائه ساهم في إعداد هذا المؤلف التاريخي منذ سنة 2009. وأبرز بوصوف ان أهمية المؤلف والمعرض التاريخي الذي تحتضنه المكتبة الوطنية للمملكة المغربية من 20 أبريل إلى 20 ماي تكمن في كونه يأتي في سياق يكثر فيه الربط بين الهجرة المغربية والإرهاب خصوصا بعد أحداث باريس وبروكسيل الإرهابية، وهو ما يكذبه هذا المؤلف الذي يظهر على أن العنف والإرهاب ليسا من عادات وتاريخ الإنسان المغربي، "الذي شكل منذ القدم قيمة مضافة وعامل استقرار للمجتمعات التي يعيش بها واستطاع بناء جسور الثقة والتواصل مع هذه المجتمعات"، وهو ما يسعى المعرض إلى التعبير عنه من خلال تقديم إسهامات المغاربة في الحضارة العالمية وإبداعاتهم في جميع المجالات بالدول الأخرى. كما تم خلال هذا اللقاء تقديم آخر إصدارات المجلس وهو عبارة عن مجموعة كتيبات تاريخية تعرض أبعاد الشخصية المغربية الواردة في دستور 2011، وكذا البعد الأنثوي، الذي يطلع بدور أساسي في التاريخ المغربي، وهي كيتبات مبسطة موجهة إلى الشباب خصوصا المنحدر من الهجرة المغربية وستترجم الى لغات أخرى وسيتم توزيعها في المكتبات الأوروبية لتعميم المعرفة وتقديم نماذج تاريخية لهؤلاء الشباب. وشدد بوصوف خلال هذه الندوة الصحفية على دور الهجرة في احتضان ودعم المحطات الكبرى في نضالات الحركة الوطنية من أجل الاستقلال، وإسهام الإنسان المغربي إلى جانب الأوروبيين في محاربة النازية والفاشية؛ كما سلط الضوء على استمرار مغاربة العالم في الدفاع عن القضايا الوطنية وعلى رأسها نضالاتهم في سبيل قضية الصحراء المغربية.