زغاريد وشعارات وهتافات هزت جنبات القاعة رقم 7 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، زوال اليوم الخميس، عقب مشادات بين هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف وممثل النيابة العامة بسبب نوعية الأسئلة التي كان يطرحها هذا الأخير على المتهم جواد الصابري. عائلات المعتقلين احتجت على طريقة طرح الوكيل العام للأسئلة، خاصة ما تعلق بالمبحوث عنه فريد أولاد لحسن، المقيم في هولندا، ودعمه للحراك؛ إذ بدأت في الهتاف والزغاريد عقب انصراف القاضي ورفعه الجلسة بسبب الشنآن بين النيابة العامة والدفاع. وثارت ثائرة الدفاع بقيادة محمد المسعودي ونعيمة الكلاف، حين خاطب ممثل الحق العام المتهم جواد الصابري وهو يسأله عن قضية تدويل الحراك قائلا: "إذا كانت المطالب اجتماعية واقتصادية، فشنو دخل بروكسيل في هدشي؟"؛ ما جعل القاعة تنتفض ويعم الصراخ. ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، هاجم النيابة العامة من داخل القفص الزجاجي مؤكدا أنها "تجر البلاد إلى الهاوية"، داعيا إلى احترام عقول المغاربة. وقال قائد الحراك وهو يصرخ في القفص الزجاجي وسط زغاريد الحاضرات بالقاعة: "الحمد لله، فمن خلال المحاكمة تبين أن ممثل النيابة العامة لم يستطع أن يأتي بحجة واحدة تدين هؤلاء وتؤكد أنهم مجرمون، فهؤلاء أبطال ولن نستسلم". وانتقد المتهم جواد الصابري ممثل النيابة العامة والأسئلة التي طرحها، متهما إياه، حينما سُئِل ما إذا كان يعلم بأن المبحوث عنه فريد أولاد لحسن سلّم أموالا لفائدة محمدل جلول بعد خروجه من السجن، بكونه "يستغبي العقول، لأن مثل هذه الأسئلة لا تليق، فلا يعقل أن أعلم ذلك". وتساءل المتهم الذي كان يتعاون مع أحد المواقع الإلكترونية المحلية ما إذا كانت المحكمة تحاكمه حول التدوينات والقناعات والأفكار، أم بسبب جرائم مرتبكة. وقال إن خروجهم إلى الشارع واحتجاجهم بالحسيمة ونواحيها كان من أجل "رفع المطالب إلى عاهل البلاد لأنه لا ثقة لنا في المنتخبين ورؤساء المجالس"، مضيفا أن "الحراك لم يكن لإثارة الفتنة، وخروجنا كان بغرض العمل، وهذا الحراك جاء ليقطع مع عهد البصري وأمثاله". وعن إحدى التدوينات التي كتب فيها "بهذا الحراك الريفي المقدس، ستكون بداية نهاية استبداد وسلطوية هذا النظام المتعفن"، أجاب المتهم أنه يقصد من ورائها الفساد والمفسدين الذين يحاربهم الملك، مؤكدا أن يقصد بالمخزن في تدويناته "كل من ساهم في الفساد بهذا الوطن". ونفى في معرض جوابه على سؤال من طرف النيابة العامة علمه بوجود مخطط لإسقاط النظام، لافتا إلى أن المطالب اجتماعية واقتصادية، وليست سياسية. واحتجت المحامية نعيمة الكلاف، في أكثر من مرة، على نوعية الأسئلة التي كانت تطرحها النيابة العامة على المتهم، مطالبة باستدعاء المعنيين بها. وقد جرى عرض المتهم رشيد أعماروش أمام القاضي، غير أن عدم حديثه بالعربية جعل رئيس الجلسة يرجئ مساءلته إلى حين حضور مترجم.