في مشهد مؤلم يعيد إلى الأذهان فواجع ضحايا المنازل المنهارة في كل فصل شتاء بالمغرب العميق، توفيت أول أمس الثلاثاء صباحا امرأة بمركز إيتزر بإقليم ميدلت، بعدما هوى عليها منزلها نتيجة تراكم الثلوج المتهاطلة بكثافة غير مسبوقة بالمنطقة منذ الأحد الماضي. وتؤكد مصادر من عين مكان في اتصال هاتفي بهسبريس، أن السيدة المتوفاة، والبالغة من العمر خمسين سنة، كانت تعيش رفقة ابنها الوحيد في تلك الدار، غير أن الألطاف الإلهية شاءت لفلذة كبدها النجاة، بعدما تغيب عن المنزل ليلة وقوع الانهيار الأليم. وتضيف المصادر نفسها في التصريح ذاته، أن نبأ وفاة الراحلة انتشر كالنار في الهشيم، وخلق في نفوس أقارب وجيران الضحية الرعب، مبدين تخوفهم من تكرار سيناريو المنزل المنهار وأردى سيدة في أرذل العمر قتيلة، نظرا إلى أن جل المنازل بالمنطقة طينية، ولن تتحمل أسقفها غزارة الثلوج المتهاطلة قبل أيام. وحسب ما يظهره فيديو منتشر بمواقع التواصل الاجتماعي، وتناقله نشطاء فايسبوكيون على صفحاتهم، فإن الساكنة من شباب ورجال ونساء، فور علمهم بالحادث، هرعوا مسرعين إلى عين المكان لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهم من انتشلوا جثة الضحية من تحت أنقاض منزل طيني انهار بالكامل في غياب تام للسلطات، مرددين شعارات منددة بالفاجعة والهيللة، في جو سمته الحزن والأسى في نفوس الساكنة، ما أدى بالعشرات من الساكنة، في هذه الظروف المناخية القاسية، إلى الخروج في مسيرة احتجاجية لشجب تعامل السلطات المختصة مع ملف الدور الآيلة للسقوط بالمنطقة. وحري الذكر أن مأساة الثلاثاء، تؤكد مصادر حقوقية من بلدة إيتزر، أحيت في وجدان الساكنة من جديد آخر فاجعة وقعت سنة 2009، ما أفضى إلى وفاة شخصين وامرأة وابنها نتيجة انهيار منزل.