لم تمنع ظروف الطقس الباردة، التي تشهدها عدة مناطق بالمملكة، وعلى رأسها الجهة الشرقية، ولا حتى الوعود التي قدمتها الحكومة، ساكنة مدينة جرادة، من الخروج من جديد، من مختلف الأحياء، في مسيرة احتجاجية صوب ساحة الشهداء، للتنديد بالوضع المزري الذي تعيشه المنطقة. المئات من المواطنين المتحدرين من عدة أحياء، من بينها حي الرازي وطارق بن زياد وغيرهما، خرجوا للتعبير عن سخطهم من الوضع المزري الذي تعيشه المدينة، محملين الحكومة والجهات الوصية مسؤولية استمرار هذا الواقع. ورفع المحتجون صغارا وكبارا، نساء ورجالا، 43 نعشا، وهو عدد أبناء المدينة الذين توفوا في السنوات الأخيرة في آبار الفحم، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، رافعين شعار "20 سنة معاناة، كفى، براكا، ملينا". وردد المحتجون بساحة الشهداء التي غصت بالغاضبين المتحدرين من مختلف أنحاء المدينة شعارات مدوية، مطالبة بالعدالة الاجتماعية وتحقيق مطالب الساكنة التي يوجد على رأسها الشغل، من قبيل "يا جرادة واش جرالك، شفتك تبكي تغير حالك"، "بغيت نقول للحكومة، شعب جرادة في كومة"، "بغيت بديل اقتصادي، باش نوكل وليداتي"، وكذا محاسبة المسؤولين على الميزانيات التي تم صرفها ومعرفة مآلها. وتأتي هذه المسيرة الاحتجاجية، بعد زيارة وفد ترأسه عزيز رباح وزير الطاقة والمعادن، والذي أكد أن الحكومة تشتغل على مجموعة من المشاريع؛ غير أنه بخصوص المشاريع المتعلقة بالبدائل الاقتصادية فقد أكد أنه سيتم الاشتغال عليها ويلزمها وقت، على غرار إنشاء المصانع وغيرها. وحاول وزير الطاقة والمعادن، الذي حل ليلة أمس السبت ضيفا على قناة "ميدي1"، طمأنة ساكنة جرادة، بتأكيده على أنه سيتم محاسبة كل المتورطين في استنزاف ثروات المنطقة من الفحم الحجري، خاصة أن المواطنين يتهمون أسرا كبيرة وذات نفوذ سياسي ويلقبونهم ب"بارونات الفحم" بالوقوف وراء ذلك. وتعيش مدينة جرادة، منذ أسابيع، على وقع احتجاجات متتالية، عقب وفاة شابين من أسرة واحدة داخل بئر للفحم، لم تحد منها الوعود التي قدمتها الحكومة، حيث وضعت الساكنة برنامجا نضاليا تخرج على إثره للشارع نهاية كل أسبوع.