دخلت احتجاجات جرادة شهرها الثاني، اليوم الأربعاء، ولا تزال مظاهرها متواصلة في المدينة، التي لم تهدأ منذ سقوط "شهيدي الفحم"، جدوان والحسين، في بئر للفحم الحجري. وبعد الشعارات في الشوارع و"الطنطنة"، لجأ أهالي المدينة إلى أشكال احتجاجية أخرى لتعبير السكان عن رفضهم مقرحات الحكومة، التي حملها إليهم كل من الوزيرين، عزيز رباح، وعزيز أخنوش. وأطلق سكان جرادة، خلال الأسبوع الجاري، برنامجا نضاليا جديدا، بدأ، أمس الثلاثاء، بمسيرة احتجاجية إلى ساحة الشهداء، ولا يزال مستمرا، اليوم الأربعاء، بتعليق لوحات مكتوب عليها "منزل للبيع"، على واجهات البيوت، احتجاجا على تردي أوضاع مدينة، يقال إنها "مشلولة"، مطالبين ببديل اقتصادي، يغنيهم عن التوجه نحو "آبار الموت". وبعدما شيع جثماني "شهيدي الفحم" في مسيرة حاشدة، يوم 25 من شهر دجنبر الماضي نحو مقبرة المدينة، وجهت قيادات "حراك جرادة" دعوة إلى السكان، للانضمام إلى مسيرة نحو المقبرة، بعد غد الجمعة، لتجديد القسم أمام مرقد الشهيدين، على الاستمرار في النضال حتى لا تبتلع "الساندريات" المزيد من شباب المدينة. كما يخطط "حراك جرادة" لمسيرة إقليمية نحو ساحة الشهداء، يوم الأحد المقبل، إذ ينتظر أن يحمل المتظاهرون 43 نعشا، دلالة على عدد شهداء الساندريات، فيما لا تزال الشعارات الرافضة لمقترحات المسؤولين المحليين لوقف مظاهر الاحتجاج مرفوعة في جرادة. يذكر أن عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، كان قد خاض لقاءات ماراطونية مع مختلف مكونات النسيخ المدني، والسياسي للمدينة للتوصل إلى حل يوقف الاحتجاجات، إلا أن عرضه ووجه بالرفض من طرف المحتجين، وهو الرد ذاته، الذي تلقاه عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بعد زيارته لجرادة، نهاية الأسبوع الماضي.