بعد يوم واحد من التوقف عن احتجاج دام لأسبوعين كاملين، عاد أهالي جرادة للشارع، بعد ظهر اليوم الأحد، معلنين بشكل رسمي رفضهم للمقترحات التي قدمها عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، والتي عرضها في زيارته للمدينة يوم الخميس الماضي، لإخماد نيران غضب أهلها. عزيز الرش، أبرز نشطاء حراك جرادة، والذي حضر اللقاء مع رباح، قال اليوم الأحد في تصريح لليوم24، أن "العرض الذي قدمه رباح غير مقنع ولا يحمل جدية"، موضحا أن النقطة التي أججت الخلاف بين المتظاهرين وممثل الحكومة، هي نقطة فواتير الماء والكهرباء، التي أخرجت أول المحتجين لشوارع المدينة، والتي لم تستجب فيها الحكومة لمطلب "المجانية" الذي يطالب به الأهالي. الرش، قال كذلك إن مطلب "البديل الاقتصادي" الذي رفعته حناجر المتظاهرين في جرادة على مدى أسبوعين كاملين، منذ سقوط "شهيدي الفحم"، لم يحققه عرض رباح، معتبرا أن الحديث عن محطة حرارية جديدة بجرادة ومشروع للطاقة الشمسية، هي وعود قديمة لم تر النور، والقبول بها الآن يعني القبول بالوهم. كمالا زال المتظاهرون في جرادة، يطالبون بوفد وزاري يمثل عددا من القطاعات، التي تمسها الاختلالات بالمنطقة، فيما يبقى واحد من أكبر المطالب التي لم تتحقق ولم يتم التوصل إلى اتفاق فيها مع المسؤولين، هو مطلب محاكمة المسؤولين عن الوضع الكارثي الذي وصلت إليه جرادة، منذ إقفال أهم معمل للفحم الحجري فيها، قبل عشرين سنة، إلى اليوم. وحول مستقبل البرنامج الاحتجاجي لأهالي جرادة، يقول المتحدث ذاته، انه تم إنشاء لجان في الأحياء، ستتداول في الموضوع، لتخرج بقرارات ترسم مستقبل البرنامج الاحتجاجي لسكان جرادة في طريق تحقيق بديل اقتصادي لأبنائها، يقيهم شر النزول إلى آبار الموت بحثا عن الفحم الحجري.