تزامنا مع النقاش الذي يعرفه المغرب حول زواج القاصرات، ينكب المخرج حكيم القبابي على تصوير المسلسل الأمازيغي "تيدرت لحنّة"، أو "شظايا الحناء"، الذي يرتقب أن تبثه القناة الثامنة خلال الموسم الرّمضاني المقبل. وينقسم الفيلم، حسب مخرجه، إلى مرحلتين زمنيتين؛ في الأولى، يتم تصوير جزء من واقع المجتمع المغربي والعديد من الظواهر المستفحلة فيه، كزواج القاصرات وخادمات البيوت والاغتصاب، من خلال حياة الفتاة "تودرت" التي يتم تزويجها في سن مبكرة بالفاتحة ثم يهجرها زوجها، لينتقل إلى تصوير الظروف الاجتماعية القاسية التي تعيشها خلال عملها خادمة ببيت إحدى العائلات الثرية بالمدينة، وتعرضها للاغتصاب من طرف ابن ربة البيت، وتزويجها للمرة الثانية بعد حملها للتستر على الفضيحة. في المرحلة الثانية من المسلسل، يقول القبابي في تصريح لهسبريس: "يصور المسلسل حياة (تودرت) بعد 25 سنة، وتسليط الضوء على حياة ابنتها، التي تعكس آمال وأحلام الأم في الصغر في حبها للحياة والرغبة في استكمال دراستها الجامعية". ويتناول المسلسل في جوهره قضية زواج القاصرات وما يترتب عنها من معاناة اجتماعية ونفسية وأسرية، إلى جانب قضايا فرعية، من بينها تشغيل الخادمات واستقطابهن من البوادي إلى المدن الكبيرة واستغلالهن، والاغتصاب الجنسي. وعلّق المخرج على اشتغاله على هذه القضايا الاجتماعية بالقول: "المخرج يتأثر بما يروج في السّاحة من قضايا اجتماعية وثقافية وعرقية وسياسية، والمسلسل يسلط الضوء على اغتيال الطفولة والآثار الخطيرة لزواج القاصرات". ومن حيث الجانب التقني والفني، أوضح المخرج أنّ المسلسل تمّ تقسيمه إلى فضاءات تتناسب مع التقسيم الزمني؛ إذ تمّ تصوير الجزء الأول من حياة البطلة بمنطقة "تيوت"، نواحي تارودانت، واختيار البيوت الطينية ومواقع أثرية قديمة مسرحا لأحداث العمل الذي كتبه السيناريست لحسن أوخميس، فيما ينكب خلال هذه الأيام على تصوير الجزء الثاني من المسلسل بمدينة أكادير. ويشارك في مسلسل "تيدرت الحنة" مجموعة من الأسماء اللامعة في الدراما الأمازيغية، مثل الحسين باردواز، وعبد اللطيف عاطف، وحسن العليوي، وخديجة أمزيان، والزاهية الزاهيري، وسعيد ورداس، وحسناء نايت، وأوعديت وفاطمة بوشان، ومحمد العطاري، وآخرين. وفي تعليقه على حال الدراما الأمازيغية، قال القبابي: "اليوم، بدأت تحقق تكاملا مع الدراما الناطقة بالدّارجة المغربية، وأضحت تواكب أهم الأحداث الكبرى التي يعيشها المجتمع المغربي، والفضل يعود للقناة الثامنة التي منحت الفرصة أمام صناع هذه الدراما لإظهار مواهبهم، بعدما عانوا التهميش لسنوات طويلة". وأبرز المخرج الشاب أن هناك إقبالا ملحوظا على المنتوج التلفزيوني الأمازيغي بات يشكل تحديا بالنسبة إلى المشتغلين فيه لتقديم الأفضل ومراعاة الجودة التقنية والفنية، واحترام ذكاء المتلقي بتقديم أعمال تعكس التحسن النوعي والكمي الذي يعرفه القطاع.