أنهى المخرج المغربي، حكيم قبابي، تصوير اللقطات الأخيرة من مسلسله الأمازيغي الجديد "تيدرت الحنا/شظايا الحناء"، والذي سيتم عرضه على القناة الأمازيغية شهر رمضان المقبل. وسيعرف هذا العمل الفني، الذي تم تصويره بين واحة تيوت بتارودانت ومدينة أكادير ، مشاركة عدد من الوجوه اللامعة كعبد اللطيف عاطف والحسين بردواز والزهية الزاهيري وحسن العليوي، بالاضافة إلى منح الفرصة لممثلين شباب أكدوا بالملموس توفرهم على ملكات جد محترمة في التمثيل. وقد رافق تصوير المسلسل زوبعة إعلامية كبيرة أثارها مجموعة من الفنانين الامازيغ المنحدرين من سوس، يتهمون فيها إدارة قناة تمازيغت بالتحيز في اختيار الممثلين المشاركين في الأعمال الرمضانية، وهو الأمر الذي فنده قبابي في تصريح للجريدة بقوله:"منذ التأشرة على دعم المسلسل، أشرفت شخصيا على الكاستينغ، ولم ولن أسمح لأي أحد بالتدخل في اختيار الممثلين والوجوه التي أراها مناسبة للعمل الفني الذي أنا بصدد بإنجازه، ولادخل للقناة ولا لشركة الانتاج في هذه الأمور". وعن قصة الفيلم يضيف قبابي في تصريحه :"العمل التلفزي الجديد و الذي كتبه السيناريست المبدع الحسن أوخميش، يتحدث عن فتاة تدعى توردت/الحياة، تزوجت في سن مبكرة بالفاتحة، وتم عقد القران بدون حضور العدول، وبدون توثيق الزواج في المحكمة. وبحكم فقر الوالدين والجهل، فقد استهثر الزوج بزوجته القاصر، وتعامل معها كآلة لإشباع رغبته الجنسية، قبل أن يرميها إلى الشارع، ويهمل واجباته الأسرية". ويضيف:" بقيت الزوجة القاصرة وحيدة، لتواجه مصيرها الغامض، في مجتمع لايرحم، ومما زاد من حدة معاناتها أن الزوج المتهورتخلى عن زوجته وهي حامل، وحتى حين وضعت مولودها لم يكن أمامها ماتتبث به النسب، ولكي يغطي والدها على المشكل أرسلها لتعمل كخادمة في إحدى الدور الكبيرة بالمدينة، عند سيدة متسلطة متجبرة لاترحم، وهنا يظهر مشكل استغلال القاصرات إلى جانب تزويجهن ،بحيث عالج أب "تودرت"المشكل بمعضلة". وعن علاقة قبابي بالانتاجات الأمازيغية وهو الشاب القادم من مدينة الخميسات، والذي عرفه المغاربة من خلال عدة انتاجات تلفزية كمسلسل "دارت ليام" و"وصال"وفيلم الممسوحون، يقول ذات المتحدث:"الأمر الذي لايعرفه الجميع هو أنني كنت أول من أخرج سلسلة تلفزية ناطقة باللغة الأمازيغية على القناة الثامنة سنة 2009 بعنوان "تيويسي"، وصلتي بالأمازيغ والممثلين وطيدة جدا، وأنا ابن اقليمالخميسات وأصولي أمازيغية. وهناك تقارب كبير بين لغتنا بمنطقة الأطلس المتوسط ومنطقة سوس، بالإضافة إلى ذلك أنا تلميذ نجيب في تعلم اللغة الأمازيغية، ولدي أذن مستمع جيد جدا،وسأكشف لكم سرا ، فقبابي يصحح لبعض الممثلين الأمازيغ الحوار بلسان أمازيغي قح". وبالموازاة مع ذلك وعد قبابي المشاهدين المهتمين بالمسلسلات الأمازيغية، والذين قال عنهم أنهم في تزايد مستمر،بمشاهدة الممثلين في حلة جديدة،فالزاهية الزاهيري مثلا وعاطف وبردواز والعليوي كلها أسماء ألفها المشاهد بنمط واحد،ولكن "معي ستشاهدون شخصيات جديدة "يقول قبابي. من جهتها، قالت الممثلة الشابة، حسناء نايت تعدويت، في تصريح ل "اليوم 24″:"وجدت الدور الذي أسند لي مطابق تماما مع شخصيتي الحقيقية،وكان حاجز الانتقال من الواقع إلى التمثيل قصيرا جدا،وساعدني كثيرا توجيهات المخرج حكيم قبابي،وعملي في مجال الفني. فأنا أستاذة المسرح للأطفال بإحدى الجمعيات بأكادير،كما أنني راكمت تجربة من خلال مشاركتي في عدد من الانتاجات". الممثل الشاب صابر حيمراس بدوره قال في تصريح للموقع:"ا المسلسل سيكشف اللثام عن إحدى المعضلات الكبيرة التي مازالت تنخر مجتمعنا وهي آفة تزويج القاصرات،واستغلال المرأة جنسيا من طرف المشغلين، وهي طابوهات لابد لنا من الحديث وكشف اللثام عنها".