تُكابدُ عائلات شبان مغاربة يتحدّرون من جهة كلميم واد نون، لقوا حتفهم في عُرْض البحر في سواحل جزيرة لانزاروتي الإسبانية، يوم الاثنين الماضي، الأمرّين، جرّاء عدم تدخّل الحكومة المغربية إلى حد الآن من أجل مساعدتها على ترحيل جثامين أبنائها إلى المغرب. وكانَ قارَب مطاطي يحمل 27 مهاجرا سرّيا قادمين من المناطق الجنوبية للمملكة قد غرق يوم الاثنين الماضي في سواحل جزيرة لانزاورتي الإسبانية، جرى إنقاذ عشرين منهم، ضمنهم قاصرون، في حينِ توفي ستّة أشخاص وسط البحر، وتوفي السابع بعد نقله إلى المستشفى. وقال شقيق أحد الضحايا إنَّ عائلات الشبان السبعة الذين لقوا حتفهم اتصلتْ بقنصلية المغرب في لاس بالماس، وكان جواب القنصل العام هو أنّ التدخل في مثل هذه القضايا ليس من اختصاصه؛ بينما لم تتلقَّ العائلات أيَّ دعم من الحكومة لاستعادة جثامين أبنائها، بعد مضيّ خمسة أيام على غرقهم. وفيما لم تتدخّل الحكومة إلى حدّ الآن، اجتمع ممثلون عن عائلات الضحايا، السبت، مع رئيس جهة كلميم واد نون، حيث عبّر لهم عن استعداد الجهة للتدخّل لمساعدتهم على ترحيل جثامين أبنائهم في حال لم تتدخّل الحكومة، حسب إفادة مصدر من العائلات. جمعية نون للصحراويين المغاربة المقيمين بجزر الكناري أصدرتْ بيانا ندّدت فيه بعدم تحرّك الدولة المغربية للقيام بما يلزم من أجل ترحيل جثامين الشبان السبعة إلى المغرب لدفنهم في موطنهم الأصلي، مطالبة الدولة بتحمّل مسؤوليتها إزاء الضحايا والتواصل مع عائلاتهم لتسهيل إجراءات ترحيل الجثامين وتحمّل مصاريف العملية. وفي مقابل عدم تفاعُل الحكومة المغربية إلى حدّ الآن مع نداءات عائلات الضحايا، قالَ قريب أحدهم إنَّ سلطات جزيرة لانزاروتي فعلتْ كلَّ ما في وُسعها لمساعدتهم، حيث ظلّت أبواب المسؤولين أمام العائلات مفتوحة حتى اليوم السبت، بالرغم من أنه عطلة أسبوعية. "نتأسّف للطريقة التي تعاملت بها معنا القنصلية المغربية في لاس بالماس، ونتأسف للامبالاة التي واجتنْها بها الحكومة، بينما سلطات جزيرة لانزاروتي لم تدّخر جهدا في مساعدتنا"، يقول المتحدث، مضيفا "ما كاينش شي واحد من المسؤولين المغاربة اللي جا سوّْل فينا ولَّا وقف معانا، وكأنهم يقولون لنا نحن لا نعترف بكم". وتوجدُ جثامين الضحايا في مستودع الأموات بأحد مشافي جزيرة لانزاروتي، في حين جرى نقلُ القاصرين الذين جرى إنقاذهم إلى مركز خيري، وجرى الاحتفاظ بالراشدين في مأوى، ريثما يتمّ ترحيلهم إلى المغرب بعد استكمال إجراءات التأكد من هوياتهم. وتتسلّم عائلات الضحايا وثائق تسلّم جثث أبنائها يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل، بعد تحليل نتائج تحاليل الحمض النووي ADN ويمنح لهم القانون الإسباني مُهلة أربعين يوما لترحيل الجثامين، وفي حال لم يتمّْ ذلك، سيُدفن الضحايا على التراب الإسباني، ولا يحقّ للعائلات أن تطالب باسترداد جثامين أبنائها إلا بعد مرور خمس سنوات على دفنهم.