اختبر مسؤولون صينيون نظام جديد لمراقبة سكان إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ) ذي الأغلبية المسلمة، يعتمد على برمجيات تسمح بتحديد ملامح الوجه والتعرف عليها من مسافة تزيد عن 300 متر. وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية أنّ النظام الجديد يستهدف بشكل أساسي أشخاصا تعتبرهم السلطات الصينية مشتبه بهم في الإقليم. وأوضحت أن النظام من إنتاج "مجموعة الصين لتكنولوجيا الإلكترونيات" التابعة لوزارة الدفاع، والعاملة على مجموعة برمجيات من شأنها مساعدة السلطات الصينية على التنبؤ بالهجمات الإرهابية قبل وقوعها. ويعد برنامج المراقبة الجديد نموذج لاستمرار تحول إقليم "شينجيانغ" إلى مختبر للوسائل التكنولوجية الهادفة إلى مراقبة وتتبع مجموعات كبيرة من الأشخاص في وقت واحد، بحسب المصدر ذاته. من جهته، أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، العام الماضي، المسؤولين المكلفين بإنفاذ القانون في البلاد ب"استخدام التدابير العلمية والتكنولوجية الحديثة لحماية الأمن والاستقرار الاجتماعيين". وفي ماي من العام الماضي ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن السلطات الصينية قامت بتوسيع نطاق عمليات جمع المعلومات الوراثية (الحمض النووي) لسكان إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ) ذي الأغلبية المسلمة بشكل خاص دون تبرير واضح لذلك الإجراء، في خطوة انتقدتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية. ويعيش في شينجيانغ نحو 23 مليون مسلم، بحسب إحصائيات رسمية، أغلبهم من الأيغور، وهي أقلية مسلمة تركية تطالب باستقلال إقليمها عن الصين التي احتلته قبل 64 عاما. ويشهد الإقليم منذ سنوات عديدة، أعمال عنف دامية، كانت أشدها عام 2009، قتل فيها حوالي 200 شخص، وفقًا للأرقام الرسمية. ونشرت الحكومة الصينية منذ ذلك التاريخ، قوات مسلحة في المنطقة، التي ارتفعت فيها حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية، و"الأويغور" التركية، وخاصة في مدن "أورومجي"، و"كاشغر"، و"ختن"، و"طورفان"، التي يشكل فيها الأتراك غالبية السكان.