أدرجت الولاياتالمتحدة 28 منظمة حكومية وتجارية صينية على اللائحة السوداء، على خلفية ضلوعها في حملة القمع ضد أقلية الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى في مقاطعة شينجيانغ (تركستان الشرقية) ذاتية الحكم بالصين. وبحسب وثيقة نشرتها وزارة التجارة الأمريكية، الإثنين، فإن المنظمات ال28 “ضالعة في انتهاكات لحقوق الإنسان وتجاوزات” ضد الأويغور وغيرها من الأقليات ذات الغالبية المسلمة في منطقة شينجيانغ.
وقالت الوثيقة إن تلك المؤسسات “متورطة في تنفيذ حملة الصين القمعية والاحتجاز التعسفي الجماعي، بحق الأويغور والكازاخستانيين وأفراد آخرين من أقليات مسلمة، فضلًا عن وضعهم تحت مراقبة عالية التقنية”. وبين الكيانات التجاريّة المستهدفة، شركة “هيكفيجن” المتخصّصة في المراقبة بالفيديو، وشركتا “ميغفي تكنولوجي” و”سينس تايم” للذكاء الاصطناعي، فضلًا عن شركات حكومية، بحسب الوثيقة. وبموجب قرار الإدراج، يحظر على تلك الشركات شراء المنتجات من الشركات الأمريكية إلا بموافقة واشنطن. يشار أن قرابة مليون مسلم يمثّلون نحو 7% من سكان شينجيانغ، محتجزين في شبكة معسكرات “إعادة التأهيل السياسي” سيئة السمعة، وفق تقارير ودراسات للأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة. فيما تقول بكين إن معسكراتها في شينجيانغ هي عبارة عن “مراكز تدريب مهني”. ويأتي القرار الذي اتّخذته الولاياتالمتحدة، قبل أيّام من استئناف المفاوضات بين بكينوواشنطن بهدف التوصّل إلى اتّفاق شامل لإنهاء الحرب التجاريّة بينهما. ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانغ”، أي “الحدود الجديدة”. وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الأويغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمائة من السكان. وإلى جانب أتراك الأويغور، يعيش في تركستان الشرقية أيضًا قوميات تركية مسلمة أخرى أبرزها التركمان، والقزق، والأوزبك، والتتار، فضلا عن قومية الطاجيك الناطقة بالفارسية. ومنذ 2009، يشهد الإقليم، ذو الغالبية التركية المسلمة، أعمال عنف دامية، حيث قتل حوالي 200 شخص، حسب أرقام رسمية. ومنذ ذلك التاريخ، نشرت بكين قواتًا من الجيش في الإقليم، خاصة بعد ارتفاع حدة التوتر بين قوميتي “الهان” الصينية و”الأويغور”، لا سيما في مدن أورومتشي وكاشغر وختن وطورفان، التي يشكل الأويغور غالبية سكانها.