اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاثنين ببلدان أوروبا الغربية بالتعديل الوزاري المرتقب في الحكومة البريطانية وبأول زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للصين وانطلاق مفاوضات جديدة لتشكيل ائتلاف حكومي في المانيا. وأشارت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية الى تعديل وزارى سيتم الاعلان عنه من قبل رئيسة الوزراء تيريزا ماي اليوم الاثنين والذي من الممكن ان يحتفظ بالاعضاء الرئيسيين فى حكومتها مثل وزير المالية فيليب هاموند ووزيرة الداخلية امبر راد ووزير الخارجية بوريس جونسون أو الوزير المكلف بال"بريكسيت" ديفيد ديفيس. وحسب صحيفة "الغارديان"، فإنه من المنتظر أن يمكن هذا التعديل الوزاري الذي سيتم قبل انطلاق المرحلة الثانية من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، السيدة ماي من تعزيز التماسك داخل فريق حكومتها وتجنب الاحتكاك بين المحافظين المؤيدين لبريكسيت والمؤيدين للاتحاد الاوروبي. ومن جهة أخرى ، سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز"، الضوء على قلق صناعة الأدوية في المملكة المتحدة ازاء احتمال بروز خلافات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد البريكست. ونتيجة لذلك، يطالب مهنيو القطاع من حكومة تيريزا ماي "أن تفعل كل ما في وسعها لمواصلة اتباع أو البقاء قدر الامكان قريبة" من القواعد الأوروبية. وفي فرنسا اهتمت الصحف باول زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الاثنين للصين ، اذ كتبت صحيفة (لبيراسيون) انا ماكرون يعتزم من خلال هذه الزيارة تجسيد "زعامته لاروبا في طور اعادة التشكل". وأضافت الصحيفة انه بين المانيا التي تجد صعوبة في تجديد حكومتها، وبريطانيا الغارقة في اجراءات الخروج من الاتحاد الاروبي، ثم اسبانيا الممزقة بالوضع في كتالونيا، تتخذ فرنسا في نظر الصين، وضع قطب للاستقرار، مشيرة الى ان الامر يتعلق بامتياز للرئيس الفرنسي الذي يعتبر بمثابة سفير لاتحاد اروبي في طور اعادة الاصلاح. وتابعت الصحيفة انه في الوقت الذي انسحب فيه دونالد ترامب من اتفاق باريس، ويلوح بزره النووي ضد بيونغ يانغ، ويهدد بحرب تجارية مع بكين، يحدو ماكرون الطموح للتأكيد باسم اروبا زعامته على ثلاث جبهات هي التصدي للاحتباس الحراري والمعركة من اجل السلام والحد من الانتشار النووي خاصة في كوريا الشمالية، اضافة الى معركة "اعادة توازن" العلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الاروبي. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوموند) ان الصينوفرنسا يمكنها خلق احد المحاور المحركة للعالم ما بعد امريكا، مبرزة نقلا عن المحلل الاقتصادي جويل رويت ان باريسوبكين بامكانهما اعداد بشكل مشترك ادوات سياسية ومالية جديدة من اجل صياغة "عولمة جديدة". وتطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى الجانب الاقتصادي لهذه الزيارة، مشيرة الى ان ايمانويل ماكرون يرغب في تجديد موضوع العلاقات الاقتصادية الثنائية، بينما يصل العجز التجاري لفرنسا مع الصين الى 30 مليار أورو، فيما تحقق المانيا فائضا بقيمة 20 مليار أورو. وركزت الصحف الالمانية اهتماماتها حول المباحثات الاستكشافية لتشكيل ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي بزعامة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي التي انطلقت أمس الاحد. وكتبت صحيفة "دي فيلت" أن الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي يريدان اجراء مباحثات بشكل سريع هذا الأسبوع، مضيفة أن "المشاركين في المشاورات يعرفون بعضهم البعض لفترة طويلة، مرة أخرى يخرج الى حيز الوجود اتفاق ائتلاف ديمقراطي اجتماعي معتدل". وتابعت اليومية أن التحالف الكبير لم يعد كبيرا بعد الآن حيث أن سلطته لم تتقلص فقط من الناحية العددية، بل أيضا سياسيا، مستبعدة ان تكون هناك اي محاولة لاحداث تغييرات هيكلية من قبيل إنشاء بنية أمنية لمواجهة التهديدات المتزايدة. من جانبها، سجلت صحيفة (هانوفرشه الغماينه تسايتونغ) ان هناك مفارقة ، فمن وجهة نظر الأحزاب، فإن شروط تشكيل ائتلاف كبير سيئة للغاية، ولكن بالنظر الى الوضع في البلاد فانها مواتية. وأبرزت أنه من جهة، يكافح زعماء الأحزاب الشريكة في المفاوضات من أجل البقاء السياسي، ومن جهة اخرى، يشهد الاقتصاد ازدهارا، ويسجل سوق العمل ارقاما قياسية متتالية، مضيفة أنه لو لم تكن الاحزاب منشغلة بذواتها في المقام الاول ، فان الظروف كانت ستكون مثالية. وترى صحيفة "بفورتتسايمر تسايتونغ" أن "ميركل ستكون الخاسر الاكبر إذا لم يمهد الحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه المسيحي الاجتماعي و الحزب الاشتراكي الديمقراطي الطريق أمام مفاوضات الائتلاف في نهاية هذا الأسبوع من اجل تشكيل حكومة ائتلافية. وتوقعت الصحيفة أن مسار ميركل كمستشارة قد ينتهي مع فشل جولتين من المفاوضات بالاضافة الى النتائج المخيبة التي حصل عليها حزبها في الانتخابات التشريعية، مضيفة أن ميركل ستبذل كل ما في وسعها لجعل التحالف الموسع مع الاشتراكيين واقعا حقيقيا. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالجدل الدائر حول استقالة محتملة لكاتب الدولة المكلف باللجوء والهجرة تيو فرانكن، والانضمام المفترض لتركيا للاتحاد الأوروبي. فتحت عنوان " تحذير التحالف الفلاماني الجديد " سلطت (لوسوار) الضوء على تصريح بارت دو ويفر رئيس الحزب القومي الفلاماني، والذي هدد بمغادرة التحالف الحكومي إذا ما تم دفع فرانكن، الذي ينتمي إلى نفس الحزب، إلى الاستقالة بسبب سياسته في مجال الهجرة المثيرة للجدل. وخصصت صحيفة (لاليبر بلجيك) عمودها للعلاقات الأوروبية - التركية، حيث أشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفي غياب إمكانية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، اقترح على أنقرة إقامة " شراكة ". وكتب صاحب العمود أن البريكسيت والقرارات الأخيرة للرئيس التركي المتعلقة بدولة القانون أدت إلى استبعاد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بصعود حزب الوسط شيودادانوس والسقوط المكثف للثلوج والذي تسبب في انحصار آلاف السيارات على الطريق السيار وسط البلاد. ونقلت صحيفة (إل باييس) تصريحات لمرشحة شيودادانوس لرئاسة كاطالونيا إينيس آريماداس، التي أكدت أنها لم تتراجع عن تشكيل الحكومة المقبلة في كاتالانيا، على الرغم من أن الأحزاب الانفصالية حصلت على الأغلبية المطلقة على مستوى البرلمان الإقليمي. من جانبها، اعتبرت جريدة (إل موندو) أن شيودادانوس، الذي خرج قويا بعد النتائج التي حصل عليها في الانتخابات الكاتالونية، يسعى إلى التموقع بشكل أكبر في المشهد السياسي الإسباني من خلال استقطابه لشخصيات "متذمرة" من سياسات الحزب الشعبي الحاكم. وفي موضوع آخر، كتبت يومية (أ بي سي) أن أزيد من ثلاثة آلاف سيارة وجدت نفسها محصورة في الطريق السيار أول أمس السبت بين مدريد وسيغوفي (وسط) بسبب سقوط الثلوج، منتقدة غياب التنبؤ بهذه الثلوج والذي أدى إلى هذا الوضع.