تناولت الصحف الصادرة اليوم الخميس ببلدان أوربا الغربية عدة قضايا من بينها حل الأزمة السياسية في ألمانيا بعد اتفاق حزب أنجيلا ميركل والحزب الاجتماعي الديمقراطي، والتنافس القائم بين الحزب الشعبي الحاكم وحزب الوسط ( سيودادانوس ) بإسبانيا، بالإضافة إلى موضوع الطفل القاتل من (ليفربول) إلى جانب تداعيات الخروج المنتظر لبريطانيا من الاتحاد الأوربي وغيرها. وعلقت الصحف البلجيكية على التوصل إلى حل للأزمة السياسية في ألمانيا بعد اتفاق حزب أنجيلا ميركل والحزب الاجتماعي الديمقراطي أمس على تشكيل الحكومة. وكتبت صحيفة (لوسوار) تحت عنوان " بعد فرنسا، عودة ألمانيا "، أنه مع انتخاب إيمانويل ماكرون في ماي الأخير، والذي جعل تعزيز البناء الأوربي ضمن أجندته، يأتي الاتفاق من أجل تشكيل حكومة في ألمانيا لتعود هذه الأخيرة للساحة الأوروبية و"هو أمر جيد ". وتحت عنوان " ألمانيا تريد انطلاقة جديدة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، محاذاة النجوم " أشارت صحيفة (ليكو) إلى أن " اتفاق التحالف في ألمانيا يعطي مكانة قوية لأوروبا ". وأكدت الجريدة على عمودها أن " خارطة طريق ميركل تعد الاتحاد الأوروبي ب " انطلاقة جديدة " وهو ما يعزز التقارب بين موقف برلين وباريس. وأضافت أن " المحرك الفرنسي الألماني، الذي لا محيد عنه بالنسبة للاتحاد، يبدو أنه بدأ يشتغل أخيرا. وفي إسبانيا، ركزت الصحف الصادرة اليوم على التنافس القائم بين الحزب الشعبي الحاكم وحزب الوسط ( سيودادانوس ) . فتحت عنوان " القطيعة بين الحزب الشعبي وحزب سيودادانوس تهدد الحكومة " كتبت صحيفة ( البايس ) أن ماريانو راخوي وألبرت ريفيرا زعيمي الحزب الشعبي وحزب الوسط ( سيودادانوس ) تبادلا مؤخرا الاتهامات التي تعرض للخطر الاتفاق المبرم بين التشكيلتين السياسيتين والذي سمح بتشكيل الحكومة الحالية التي لا تتوفر على الأغلبية المطلقة في البرلمان . وأضافت الصحيفة أن كل استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت تشير إلى صعود حزب ( سيودادانوس ) وتراجع الحزب الشعبي وهو ما أدى إلى اندلاع حرب كلامية بين الحزبين مشيرة إلى أن التزام التشكيلتين بمواجهة تحدي المطالب الانفصالية في إقليم كتالونيا هو ما يوقف لحد الآن القطيعة النهائية التي ستفرض إذا ما حدثت التوجه إلى انتخابات مبكرة . ومن جهتها قالت صحيفة ( لاراثون ) تحت عنوان ( راخوي يعول على دعم حزب سيودادانوس من أجل المصادقة على ميزانية 2018 رغم التوتر مع ريفيرا ) أن مسؤولي الحزب الشعبي يعتقدون أنه رغم التوتر اللفظي السائد بين الحزبين فإن ( سيودادانوس ) لن يفرض الدعوة إلى التوجه إلى الانتخابات المبكرة وسينتهي بدعم مشروع ميزانية 2018 . أما صحيفة ( إلموندو ) فسلطت الضوء على النقاش الدائر حول إصلاح نظام الحكم الذاتي لبلاد الباسك الذي يرغب فيه الحزب الحاكم في هذه المنطقة ( الحزب الوطني الباسكي ) والذي يدافع عن مطالب انفصالية تقريبا من خلال الدعوة إلى تحويل بلاد الباسك إلى " كيان سياسي " يتعامل على قدم المساواة مع إسبانيا . وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الوطني الباسكي بدأ يكشف النقاب عن مطامحه من خلال مطالبته بإعطاء هذه الجهة الحق في اتخاذ القرار والسماح لها بمراقبة علاقاتها مع الاتحاد الأوربي . أما في بريطانيا، فتطرقت الصحف إلى موضوع الطفل القاتل من ( ليفربول ) واللقاء المرتقب اليوم الخميس بين مسؤولي شركة ( نيسان ) والوزيرة الأولى البريطانية تيريزا ماي حول تداعيات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي . وتحدثت صحيفة ( دايلي ميرور) عن الإدانة الجديدة لجون فينابلز " أحد الطفلين القتلة في ليفربول " المعروف في المملكة المتحدة بتعذيبه وقتله أحد الصبيان عام 1993 والحكم عليه بثلاث سنوات وأربعة أشهر سجنا نافذا بتهمة حيازة وثائق وصور ذات إيحاءات جنسية خاصة بالأطفال . وأضافت الصحيفة أن المتهم لن يتم إطلاق سراحه هذه المرة إلا بعد استكمال عقوبته الجديدة بالنظر إلى الحكم الذي سبق أن صدر في حقه بالسجن مدى الحياة على جريمة القتل التي ارتكبها في عام 1993 والتي قضى منها 8 سنوات في السجن ليتمتع بالسراح بعد ذلك مع إدانة أخرى بتهمة حيازة وثائق وأشرطة لمواد إباحية عن الأطفال سنة 2010 . ومن جهتها سلطت صحيفة ( فايننشال تايمز ) الضوء على الاجتماع المرتقب اليوم الخميس بين المديرين التنفيذيين لشركة ( نيسان ) بمعية ممثلي مجموعة من الشركات اليابانية الأخرى العاملة في قطاع صناعة السيارات مع الوزيرة الأولى تيريزا ماي ووزير المالية فيليب هاموند لمناقشة المشاريع التي ينفذونها ببريطانيا في ظل القلق المتزايد بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي . وأضافت الصحيفة أن الشركات اليابانية استثمرت ما يعادل مليارات الدولارات في بريطانيا خلال العقود الأخيرة وكانت تحظى بالتشجيع من طرف الحكومات المختلفة من أجل مواصلة استثماراتها في ظل وعود باعتماد إطار مواتي للتجارة والتبادل مع بقية بلدان القارة الأوربية. وأكدت أن الفاعلين اليابانيين في قطاع السيارات ( نييسان وتويوتا وهوندا ) قاموا بالاستثمار في المملكة المتحدة منذ ثمانينيات القرن الماضي وينتجون الآن ما يقرب من نصف عدد السيارات التي يتم إنتاجها فوق التراب البريطاني ( 67 ر 1 مليون سيارة ) أغلبها يوجه إلى التصدير . وبدورها اهتمت الصحف الإيطالية بتوصل ميركل لاتفاق مع الاشتراكيين لتشكيل حكومة جديدة وكذا ببحث يكشف عدم مصداقية البرنامج الانتخابي لحركة ( خمس نجوم ) الشعبوية. وكتبت صحيفة ( كوريري ديلا سيرا ) أن ألمانيا تقترب خطوة من تشكيل حكومة جديدة بعد مفاوضات ماراتونية إلى اتفاق بين التحالف المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارتن شولتز لتشكيل حكومة جديدة. وأوضحت أنه بمقتضى هذا الاتفاق حصل الاشتراكيون الديموقراطيون على تنازلات عديدة، من بينها وزارات رئيسية كوزراة المالية، بعد أن كانوا غير مقتنعين بالائتلاف مجددا مع المحافظين الممثلين في الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي، كما سيحتفظ الاشتراكيون بحقيبة الخارجية والعدل والأسرة ووزارة العمل، في حين حصل الحزب المسيحي البافاري حليف حزب ميركل الأصغر على حقيبة الداخلية مع توسيع اختصاصاتها ووزارة المواصلات. وبرأي الصحيفة فإن هذا الاتفاق لايزال مرهونا بموافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي البالغ عددهم 464 ألف عضو في اقتراع بريدي، وذلك قبل شروع الحزب في غضون الأسابيع المقبلة في المضي قدما في الاتفاق مع ميركل، وستنظر المحكمة الدستورية العليا في مدى مشروعية هذا الاقتراع من عدمه. ومن جهتها أكدت صحيفة ( لاريبو بليكا ) أن من شأن الاتفاق بين حزبي ميركل وشولتز أن يبدد حالة عدم اليقين التي أدت إلى تراجع دور ألمانيا في الشؤون الدولية، كما أثار الشكوك بشأن استمرار ميركل في منصبها. واعتبرت اليومية ان المستجدات التي تطرأ على الساحة السياسية للاتحاد الأوروبي وكذا على الصعيد العالمي يكون لها بشكل مباشر أو غير مباشر تأثير على الوضع في إيطاليا وقد تجلى ذلك بوضوح خلال السنوات الأخيرة، و الأمر نفسه بالنسبة للاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس في ألمانيا والذي ستكون له تداعيات لا يمكن التنبؤ بها وقد توظفه الأحزاب السياسية الإيطالية كحجة . ونقلت صحيفة ( لاستامبا ) عن بحث نشر أمس أن بعض مضامين البرنامج الانتخابي لحركة خمسة نجوم (الشعبوية) وفي بعض الحالات صفحات كاملة ، قد تم نسخها من وثائق مختلفة، دون أية إشارة إلى المصدر، مشيرة إلى أن البرنامج الانتخابي لهذه الحركة تضمن مقتطفات من دراسات علمية ومقالات صحفية ،فضلا عن العديد من الملفات والمنشورات التي أصدرها البرلمان. وبدورها اهتمت الصحف الفرنسية بالتحالف بين المحافظين والاجتماعيين الديموقراطيين من أجل تشكيل الحكومة الالمانية، إذ كتبت صحيفة (لوموند) أنه تم اجتياز مرحلة حاسمة في المسلسل الذي يتعين أن يقود الى تشكيل حكومة جديدة بألمانيا، مؤكدة أنه بعد أزيد من أربعة أشهر على تنظيم الانتخابات التشريعية في 24 شتنبر 2017 تمكن المحافظون والاجتماعيون الديموقراطيون في السابع من فبراير من التوصل ل" عقد للتحالف" يحدد السياسة التي يعتزمان اتباعها معا خلال السنوات الأربع المقبلة. وأضافت الصحيفة أنه يتوقع أن يتولى الاجتماعيون الديموقراطيون حقيبة المالية وهو منصب أساسي من أجل إصلاح منطقة الأورو، مشيرة إلى أنه بالنسبة لهذا التحالف الذي يتوخى تشكيل حكومة ، يظل هناك شرط يتعين الاستجابة له ويتمثل في إعطاء منخرطي الحزب الاجتماعي الديموقراطي الضوء الأخضر لهذا المشروع. من جهتها ذكرت صحيفة ( ليبراسيون ) أن المحافظين والاجتماعيين الديموقراطيين وزعوا الحقائب حيث حصل الاجتماعيون الديموقراطيون على ستة وزارات لكن تصويتا سلبيا لمناضليهم قد يلغي كل شيىء. وأضافت الصحيفة أن الأمر يتعلق بنصف انتصار بالنسبة للمستشارة الألمانية التي قدمت تنازلات كبيرة من أجل انتزاع هذا الاتفاق المبدئي من الاجتماعيين الديموقراطيين بزعامة مارتان شولز. أما في البرتغال،فكتبت (صحيفة البوبليكو ) أن المحافظين و الاشتراكيين الديمقراطيين قد تمكنوا من تجاوز الخلافات ، لكن تشكيل الحكومة يبقى رهينا بموافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، وسيتم التعرف على النتيجة في الرابع من مارس القادم ، وهو نفس اليوم الذي وعد مارتن شولتز بالتخلي عن رئاسة الحزب لتولي منصب وزير الخارجية. وأضافت الصحيفة أنه بعد تأجيلات متتالية توصل المحافظون بزعامة ميركل إلى اتفاق يهم " أكبر ائتلاف "، مشيرة إلى أنه تم توزيع الحقائب الوزارية بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي ، وحصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي على ست حقائب وزارية، من بينها وزارتي الخارجية والعمل والشؤون الاجتماعية وكذلك وزارة المالية . ومن جهة أخرى أشارت صحيفة ( دياريو دي نوتيسيا ) إلى أن البرتغال نجحت في متم 2017 في خلق فرص الشغل بنسبة 3,5 في المائة، و هي النسبة الأكثر ارتفاعا منذ 1999 ، مضيفة أنه رغم ذلك فإن معدل الوظائف الهشة هو الأكثر ارتفاعا مقارنة مع فترة الترويكا ،وذلك حسب معطيات نشرت أمس الأربعاء من قبل المعهد الوطني للإحصائيات. وتطرقت صحيفة ( نوتيسيا ) إلى التقرير المتعلق بوضعية البلاد في مجال المخدرات والكحول الذي قدم للبرلمان أمس الأربعاء ، و الذي أظهر أنه يجري معالجة 54 في المائة من المدمنين الجدد وأن القنب الهندي هو المخدر الرئيسي.