تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم السبت على جملة من المواضيع، أبرزها التهديدات الأمريكية بخصوص تصويت مجلس الأمن على قرار بشأن القدس، ومستجدات الأزمة الخليجية، والاحتجاجات التي تشهدها إيران، ومصير الحوثيين في اليمن، فضلا عن اجتماع الوفد الوزاري العربي اليوم بعمان لمتابعة تداعيات القرار الأمريكي حول القدس وملف النازحين السوريين. ففي مصر، قالت يومية (الأهرام) في مقال لأحد كتابها، إن المجتمع الدولي لم يأبه لتهديدات ترامب ومندوبته في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، بعقاب الدول التي صوتت ضد قراره في مجلس الأمن والجمعية العامة، إذ سارع إلى الوقوف في وجه التهديدات الأمريكية والتعبير عن رفضه لقرار ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس بكل ما أوتي من إرادة. وسجلت أن المجتمع الدولي يكون بذلك قد وضع المبادئ والقيم التي ارتضاها لإدارة العلاقات بين الدول والشعوب في قمة أولوياته ورفض الابتزاز وانفراد الولايات المتحدة بالخروج على هذه المبادئ، وذلك رغم المكانة والحظوة التي تتمتع بها واشنطن، إن في مجلس الأمن وحق الفيتو أو في العلاقات الدولية بحكم مواردها وإمكاناتها المادية والعلمية والاستراتيجية. من جهتها، أشارت صحيفة (الجمهورية) في مقال لأحد كتابها، إلى أن حكومة إسرائيل العنصرية المتطرفة تبدو وكأنها في عجلة من أمر ابتلاع القدس العربية بعد أن أعطاها الرئيس الأمريكي ترامب الضوء الأخضر غير مكترث بالرفض العالمي لاعترافه غير الشرعي بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو يمضي الآن على طريق الانحياز للاحتلال مهددا السلطة الفلسطينية بوقف المساعدات الأمريكية إذا لم تستأنف مفاوضات السلام مع إسرائيل. وسجلت الصحيفة أن ترامب "لم يعد له أي دور في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لأن تهديده بقطع المساعدات وابتزاز الفلسطينيين، يعطي الفرصة كاملة لأبناء الشعب الفلسطيني، لتعزيز مقاومة الاحتلال بكل الوسائل مهما كانت التضحيات أسوة بكل الشعوب المناضلة من أجل الحرية واسترداد الحقوق المغتصبة". وفي موضوع آخر، قالت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها تحت عنوان "تنمية سيناء" إنه بعد سنوات طوال عجاف ستجد التنمية طريقها إلى سيناء وهذه الخطوة لم يكن لها أن تتم لولا توافر الإرادة الواعية بالتحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة، مشيرة إلى أن إطلاق مشاريع التنمية بسيناء، عامل مهم وأساسي لإرساء الأمن والاستقرار بها وتعزيز الأمن القومي، ومحاربة الإرهاب. وفي الإمارات اهتمت الصحف بالاحتجاجات التي تشهدها ايران ومصير الحوثيين في اليمن، وفوز منتخب سلطنة عمان لكرة القدم بكأس الخليج. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (البيان) أنه قبل أن "تندلع الاحتجاجات وتنطلق انتفاضة الشعب الإيراني، كانت الاتهامات تنهال على إيران من مختلف أنحاء العالم، بتمويل ودعم العصابات الإرهابية، وبإثارة القلاقل والاضطرابات في الدول العربية، وبتصدير الثورات وتدبير الانقلابات، وتمويل الإرهابيين والانقلابيين بالمال وبالمعلومات الاستخباراتية وإمدادهم بالسلاح، بما فيه الأسلحة الحديثة والصواريخ الباليستية الطويلة المدى،"معتبرة أن النظام الإيراني بالمقابل "يخطئ خطأ كبيرا ، ليس فقط في حق الذين يتهمهم زورا بأنهم وراء الاحتجاجات، بل أيضا في حق نفسه، وحق الشعب الإيراني، لأنه إذا لم يعترف بأن الخطأ فيه هو وفي سياساته، فلن يستوعب الدرس، وسيسقط آجلا أو عاجلا". من جانبها أكدت صحيفة (الاتحاد) أنه كلما أطلق الحوثيون "وكلاء إيران صاروخا على الأراضي السعودية، تأكد الجميع أن ميليشيات الشر الإيرانية في النزع الأخير، بل إن نظام الملالي في طهران يترنح ويوشك على السقوط النهائي، فالحوثيون يتراجعون والعالم كله يتأكد مع كل صاروخ حوثي يتم اعتراضه فوق الأراضي السعودية،أن إيران وراء كل كوارث وأزمات المنطقة". واعتبرت الصحيفة أن النظام الايراني" أفقر شعبه من أجل أوهامه التوسعية، ومن أجل نشر أورامه السرطانية في المنطقة، مضيفة أن الشرعية اليمنية تزحف بقوة نحو صنعاء وصواريخ الحوثي اليائسة تزيد اليقين بأن هذه الميليشيات بلغت حافة الهاوية لتسقط فيها إلى الأبد، ويعود اليمن معافى قويا سعيدا بعد أن يتخلص من عملاء نظام الملالي إلى الأبد". أما صحيفة (الخليج ) فتطرقت في افتتاحيتها إلى فوز منتخب سلطنة عمان لكرة القدم بكأس الخليج في دورته ال23 التي أقيمت بالكويت، بعد تغلبه على نظيره الاماراتي بركلات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة التي جرت أمس بملعب "جابر" الدولي. وفي قطر، توقفت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، مجددا عند تداعيات الأزمة الخليجية الراهنة بعد مرور سبعة أشهر على اندلاعها، مجددتان تأكيد موقف قطر الداعي الى اعتماد الحوار سبيلا لإيجاد حلول لها "بعيدا عن أي شروط مسبقة". ومن جهتها، خصصت صحيفة (الوطن) افتتاحيتها لتجديد تأكيد موقف قطر الرافض للإرهاب، مستحضرة بيان الخارجية القطرية الذي أدانت من خلاله، أمس الجمعة، التفجير الإرهابي الذي استهدف الشرطة في العاصمة الأفغانية كابول وأوقع عددا من القتلى والجرحى. وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الوطن) بقلم أحد كتابها تحت عنوان "انتخابات عربية بهدف الحلحلة.. ولكنها بطعم الانقسام!"، أن 2018 هو عام الانتخابات في "عدة مناطق عربية ساخنة"، كالعراق (انتخابات برلمانية في ماي المقبل)، وليبيا (الدعوة الى انتخابات برلمانية ورئاسية بوصفها المخرج من أزمة تعدد الشرعيات)، ودعوة مماثلة في سورية (لوضع الدستور وإجراء انتخابات عامة)، مشيرة الى أنه في حال توفرت لها "الظرف الملائمة" وتم "القبول بنتائجها" فإنه لا خلاف على هذه الالية باعتبارها الطريق لحل الأزمات السياسية. واعتبر كاتب المقال أن إنجاح هذه الآلية ولكي تكون جزءا من الحل لا سبيلا لمزيد من التأزيم يفترض حصول توافق حقيقي بين الاطراف المعنية بها، بينما اللافت، برأيه، أن هذا التوافق "محدود إن لم يكن منعدما في الحالتين السورية والليبية"، وتكتنفه صعوبات في الحالة العراقية، مشددا، في هذا الصدد، على ضرورة "إنجاح التوافق الطبيعي لا المصطنع"، خاصة في ظل ما تفرضه وطأة المعاناة الإنسانية بهذه البلدان من تسريع للعمل في هذا الاتجاه، حتى لا ينتهي الأمر الى "حلحلة" لواقع الحال بانتخابات تكتنفها مرارة الانقسام. وفي السعودية، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "تحطم الحواجز"، إن الشعب الإيراني الذي يقود احتجاجات مستمرة على النظام "أفاق على واقع مرير، فثروات بلاده قد تم تبديدها دون أن يكون له نصيب فيها، ثروات تم صرفها على أطماع توسعية ومساندة أنظمة فاسدة وميليشيات مارقة كانت على حساب تنمية وسبل العيش الكريمة له". وخلصت الافتتاحية إلى أن "إيران أصبحت أمام عصر جديد ولن تعود كما كانت، فالثورة الحاصلة بعفويتها ليست أسيرة لتوجيه حزب أو شخصيات لها أهداف، هي ثورة شعبية عفوية بكل مقاييسها وتفاصيلها، ثورة لن تنتهي إلا بعد أن تشرق شمس الحرية على طهران". وفي نفس الموضوع، قالت صحيفة (اليوم) إن الاحتجاجات، التي بدأت منذ الأسبوع الماضي في إيران "تحولت إلى انتفاضة عارمة بسبب صرف مقدرات البلاد الاقتصادية على الميليشيات الإرهابية خارج البلاد، وإهدار الموارد المالية على نظم خارجية تقاتل شعبها مثل النظام السوري وغيره"، مشيرة إلى أن هذه الانتفاضة "رفعت الصوت عاليا عبر سلاح المواجهة المباشرة في شوارع وميادين المدن الإيرانية ضد السلطات والمزايا التي تتمتع بها الطبقة الحاكمة في طهران". وفي شأن ذي صلة، قالت صحيفة (الوطن الآن) إن توجهين سياسيين يسودان حاليا في العاصمة العراقية بشأن علاقة الاضطرابات في إيران مع ملف الحشد الشعبي، إذ يرى التوجه الأول أن "تعنت الحكومة العراقية في بقاء الحشد سيضر بمصالح العراق، فيما يذهب التوجه الثاني إلى الاعتقاد بأن الاضطرابات في إيران هي فرصة عراقية للتخلص من التدخلات الإيرانية العميقة في الشأن الداخلي العراقي". وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن "مسؤول عسكري عراقي رفيع قوله إن العبادي أعطى تعليمات إلى قيادة الجيش العراقي بأن يحصر الأسلحة الثقيلة التي سلمتها حكومة بغداد إلى فصائل الحشد عندما كانت تؤازر القوات الرسمية في محاربة تنظيم (داعش)، كما طلب العبادي من قادته العسكريين وضع خطة وتوقيت للتعامل مع ملف الحشد". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "الكيان الإسرائيلي القاتل"، أن "كنيست الاحتلال الإسرائيلي"، لن يغير موافقته على قانون يجيز إعدام المقاومين الفلسطينيين بالرغم من الإدانة والاستنكار والرفض الدولي الواسع لهذا القرار، مشيرة إلى أن الكيان يتجه يوما بعد يوم لتقنين قتل الفلسطينيين لإخافتهم ومنعهم من مقاومة مشاريعه ومخططاته التصفوية لقضيتهم. وأضافت أن هذا الكيان الذي يمارس القتل باستمرار ضد الفلسطينيين المدنيين، دون أي مراعاة لحقوق الإنسان، أو التشريعات والقوانين الدولية، يتجه لخطوات إضافية ليصبح قتل الفلسطيني قانونيا، بحيث يتم التقليل من الانتقادات العالمية لعمليات القتل التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين بمبررات واهية. وارتباطا بالشأن الفلسطيني، تطرقت (الغد) للاجتماع الذي يعقده اليوم وفد وزاري عربي لمتابعة تداعيات القرار الأمريكي حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، مشيرة إلى أن الاجتماع سيناقش آليات التحرك على المستوى الدولي في المرحلة المقبلة، للتأكيد على وضعية القدس وحمايتها قانونيا، باعتبارها إحدى قضايا الحل النهائي. وتوقعت الصحيفة أن يبحث المجتمعون أيضا، آليات تنسيق الجهود العربية وتوحيدها للرد على القرار الأمريكي، والخروج بحلول واقعية، وعلى نحو مناسب على هذا القرار وتبعاته، عبر التنسيق مع المجتمع الدولي لتحقيق الحل الأمثل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي هو حل الدولتين لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة. وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (الرأي) عن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، قوله إن الوفد الوزاري العربي، سيستمع لطرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بشأن تقييم الوضع والموقف الفلسطيني حيال ما جرى من تطورات واتصالات منذ انعقاد مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته غير العادية في 9 دجنبر الماضي حتى الآن، إلى جانب الاجتماعات التي تعقدها القيادة والحكومة والسلطة الفلسطينية وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية بخصوص الإجراء الأمريكي الأخير. وفي لبنان، ركزت الصحف المحلية على تهويلات الحرب الإسرائيلية على لبنان، وملف النازحين السوريين. وفي هذا الصدد، كتبت يومية (الأخبار) أنه لا أحد قادر على الجزم بأن الحرب الاسرائيلية على لبنان "لم تعد ممكنة"، مضيفة أن هذا التقدير لا يلغي استمرار استبعادها، المبني على عوامل عدة، في مقدمتها قدرات المقاومة الإيذائية لإسرائيل، وإلا كانت الحرب المقبلة قد وقعت خلال الأعوام الماضية، وربما مرات وليس مرة واحدة. والواضح، حسب اليومية، أن جزءا كبيرا جدا من المواقف والتصريحات الإسرائيلية، هي مجرد تهويلات تهدف إلى تضخيم نتائج الحرب، بهدف منعها ومنع ما من شأنه أن يسببها، في مقابل مستوى آخر من التصريحات، محدود جدا، يقدر فعليا ماهية الحرب وسيناريوهاتها ونتائجها، وما يمكن أن يتخللها عمليا. أما صحيفة (الجمهورية) فقالت إن تعاطي الدولة السورية مع ملف النازحين السوريين في دول الجوار، خصوصا في لبنانوالأردن يقوم في جانبه العملي على وجود تصور إحصائي لدى دمشق يفترض أن من أصل مليون و800 ألف نازح موجودين في لبنان، في الإمكان تسهيل عودة نحو 700 ألف منهم إلى مدنهم وقراهم السورية، وذلك على مراحل قصيرة الأمد. وأوضحت اليومية أن مرحلة ما بعد (داعش) في سوريا باتت تسمح بفتح مسارات بدء العملية السياسية من خلال منصتي جنيف وسوتشي، وهو ما أدى إلى فتح ملف السباق على قيادة عملية عودة النازحين بين المحاور الدولية المنخرطة في الأزمة السورية، وذلك انطلاقا من هدف أساسي، وهو تنافس هذه القوى للسيطرة على هذا الملف الشائك، خاصة وأن نازحي سوريا حول العالم يشكلون ربع الكتلة الناخبة في سوريا.