مازال سكان جماعة سعادة، ضواحي مدينة مراكش، يشكون من غياب مؤسسة ثانوية بالمنطقة، رغم توفرها على خمسة روافد إعدادية، وبلوغ نموها السكاني 80 ألف نسمة؛ ما ينعكس سلبا على متابعة التلاميذ لدراستهم، ويسبب هدرا مدرسيا كبيرا، حسب تصريحات متطابقة لعدد من السكان لهسبريس. مولاي رشيد نوار، فاعل جمعوي بالجماعة المذكورة، أوضح لهسبريس أن "منطقة سعادة تضم تجزئة الآفاق 1 و2 وحي دار السلام وأكثر من 119 دوارا، ولا تضم أي ثانوية، ما يؤثر سلبا على متابعة التلاميذ لدراستهم الثانوية، وخاصة الفتيات منهن، اللائي يجبرن على التوقف عن متابعة تعليمهن، لبعد أقرب مؤسسة للتعليم الثانوي إلى المنطقة بأكثر من 10 كيلومترات"، على حد قوله. وعبر الفاعل الجمعوي ذاته عن تذمر السكان من هذه المشكلة، وزاد: "ما يزيد الطين بلة هو قلة المواصلات ومشاكل الطريق وضعف إمكانيات الأسر التي تتميز أغلبها بالهشاشة"، مضيفا أن "المشكل كان موضوع اجتماعات تواصلية عدة بين فعاليات المجتمع المدني بجماعة سعادة وجمعية الآباء والأمهات والأولياء، خلصت إلى المطالبة بالإسراع في أحداث ثانوية بالمنطقة لحل المشكل، ووضع حد للهدر المدرسي الذي استفحل بشكل يدعو للقلق"، حسب تعبيره. وأشار المتحدث نفسه إلى أن "المجتمع المدني بجماعة سعادة سبق أن تلقى وعودا بإطلاق مشروع إحداث ثانوية سنة 2016"، مؤكدا أن "كل الوثائق المطلوبة، بما فيها التصميم وغيره، توجد بالمديرية الإقليمية للتربية والتكوين"، وزاد مستدركا: "لكن تلقينا في الآونة الأخيرة خبرا بخر أحلامنا، يفيد بتأخير برمجة بناء هذه الثانوية التي تفتقر إليها الجماعة". وتابع نوار: "توصلنا من رئيس المجلس الجماعي لجماعة سعادة بوثيقة الموافقة، التي تؤكد وجود بقعة أرضية لتوطين الثانوية التأهيلية ابن الهيثم بتراب الجماعة". وتقول شهادة الموافقة التي تتوفر عليها هسبريس: "استقر رأي اللجنة على تخصيص جزء من الصك العقاري رقم 9238/م التابع للملك الخاص للدولة خلف الملعب الجماعي لهذا الشأن". "يطالب سكان جماعة سعادة بالتسريع في إحداث الثانوية التأهيلية ابن الهيثم، حتى يضمنوا حق أبنائهم في التعليم والتمدرس، ومحاربة الهدر المدرسي، التي تشكل العمود الفقري للسياسة التعليمية بالبلاد"، يختم مولاي رشيد نوار. وللوقوف على الأسباب الكامنة وراء تأخر إحداث الثانوية التأهيلية المشار إليها، زارت هسبريس المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمراكش، التي أوضح مصدر مسؤول بها أن "ثانوية ابن الهيثم كانت مبرمجة للموسم الدراسي 2012، بعد الانتهاء من كل ما يلزم لبنائها، كالأرض وإنجاز الدراسات الطوبغرافية والهندسية، لكن تخفيض الميزانية من طرف الحكومة أدى إلى تخفيض ميزانيات وزارات عدة، ليتم تأجيل عملية البناء"، على حد قوله. وزاد المسؤول ذاته: "الثانوية برمجت خلال البرنامج الخاص بالموسم الدراسي لسنة 2018-2019"، مضيفا أن "المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بمراكش تنتظر وصول الميزانية المخصصة لهذه المؤسسة، وستشرع حالا في بنائها، من أجل وضع حد للمشاكل التي يعاني منها سكان جماعة سعادة"، وفق تعبيره.