يعيش آباء وأمهات تلاميذ التجمع السكني الشويطر بجماعة سيدي غياث ضواحي مراكش، مع بداية كل موسم دراسي، مخاوف انتقال أبنائهم للدراسة بجماعة أخرى، تفصلها عنهم الطريق الوطنية رقم 9 التي تعرف حركة سير كبيرة بين مدينتي مراكش وورززات مرورا بأيت أورير. سعيدة بورزيق، أم تلميذ سيلتحق بالتعليم الإعدادي في الموسم الدراسي المقبل، أوضحت، في حديث لهسبريس، "أن وجود المؤسسة الإعدادية على الضفة الأخرى من الطريق الوطنية رقم 9 يعني أن التلاميذ في حاجة إلى من يصاحبهم إلى باب هذه المؤسسة التعليمية بجماعة الويدان، نظرا لخطورة الطريق الوطنية رقم 9، التي تمر منها كل أنواع المركبات بين كل لحظة وحين؛ وهو ما يهدد حياة فلذات أكبادنا". وأوردت الأم نفسها أن "هذه الإعدادية، التي توجد بجماعة الويدان، تعرف اكتظاظا مهولا بسبب بنيتها الصغيرة؛ وهو ما يفرض عليهم اعتماد التوقيت المستمر من الساعة الثامنة صباحا إلى السادسة مساء"، مشيرة إلى أن "الخوف يتضاعف خلال فصل الشتاء، حيث يعم الظلام باكرا؛ وهو ما يجعلنا في خوف مستمر على أبنائنا وبناتنا". وفي السياق نفسه، قال الأب نور الدين سطور لهسبريس: "إن من يعانون من غياب الإعدادية يتوزعون بين دواوير تمت إعادة هيكلتها، كدوار مولاي جعفر الذي يضم أزيد من 10 آلاف نسمة، والمدينة التي بنيت حديثا تضم 2000 نسمة، ودواوير أخرى؛ وهو ما يعني ثلاث مدارس ابتدائية كلها تشكل روافد لإعدادية توجد بتراب جماعة الويدان، التي تبعد عن مقر سكناهم". وأضاف المتحدث نفسه: "تلاميذ المدارس الابتدائية الذين نجحوا في الامتحان الإشهادي للسنة السادسة عليهم أن يتابعوا دراستهم بإعدادية بمركز جماعة سيدي غياث التي ينتمون إليها وتبعد عنهم بسبعة كيلومترات، أو الالتحاق بإعدادية الويدان التي توجد على القرب منهم؛ لكن على الطرف المقابل من الطريق الوطنية المذكورة"، وفق تعبيره. وزاد سطور قائلا: "إن أبناءنا ينتقلون، بعد حصولهم على شهادة مستوى السادسة ابتدائي، من مديرية الحوز إلى مديرية مراكش، التي ترفض استقبالهم إلا في حالة توصل الإدارة التربوية بمراسلة خاصة؛ وهو ما ينعكس سلبا على الزمن المدرسي. أما التلاميذ الحاصلون على شهادة السنة التاسعة إعدادي بجماعة الويدان، فعليهم بالالتحاق بالثانوية التأهيلية التي توجد الجماعة الترابية سيدي غياث"، حسب قوله. وطالب الموقعون على عرائض رفعت إلى المديرية الإقليمية للحوز، وتتوفر هسبريس على نسخ منها، بإحداث نواة لإعدادية بالثانوية التأهيلية التي توجد بتراب مدينة الشويطر، كحل مستعجل ومؤقت، في انتظار بناء ثانوية إعدادية، كما ينص عليها تصميم الحاضرة المذكورة. من جهته، أوضح المصطفى الحربولي، رئيس مصلحة التخطيط بالمديرية الإقليمية للحوز، لهسبريس، "صعوبة توفير حل للمشتكين خلال الموسم الدراسي للمقبل؛ لأن الأمر لا يرتبط ببناء الحجرات فقط، ولكنه يتوقف أكثر على توفير الموارد البشرية، وهذا لوحده يحتاج إلى تخطيط قبل ستة أشهر تقريبا". وأضاف: "المديرية ستقوم بحل هذا المشكل، عن طريق إحداث نواة داخل الثانوية التأهيلية الشويطر التي تعرف أشغال توسيع لبنيتها قد تنتهي خلال شهر يناير المقبل"، على حد قوله. يذكر أن التصميم الطوبوغرافي لمدينة الشويطر، التي بنيت من لدن مقاولة عقارية، يتضمن بقعا خصصت لبناء ثلاث مدارس ابتدائية وقامت بنائها؛ لكنها لم تقم ببناء الإعداديتين، تقول مصادر هسبريس، التي طلبت عدم ذكر اسمها، مضيفة أن "السكان رفعوا ملتمسا إلى عمر التويمي، عامل إقليمالحوز، بهذا الخصوص؛ فاستدعى المؤسسة العقارية المعنية، وحدد لها آجالا للقيام بذلك"، وفق تعبيرها.